اخبار الوطن العربي

الصحافة اللبنانية: أمن المخيمات خط الدفاع عن قضية اللاجئين

الخميس، 25 حزيران، 2015

ما تزال أحداث مخيم “عين الحلوة” ترمي بثقلها على أبناء المخيم عامة وحي طيطبا – البركسات خاصة، كما تفرض نفسها على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي والصحافة اللبنانية.

ولئن كانت جولة الاشتباكات في “عين الحلوة” قد توقفت، فإن التداعيات السياسية لتلك “المعركة” لم تنته بعد. فحتى اليوم، “لم تهضم” حركة “فتح” نتائج ما حصل… وهي أصدرت بياناً استخدمت فيه عبارة “لجوء البعض الى سياسة الحسم السياسي والامني وتحويلها الى مربعات امنية والهيمنة عليها، واغلاقها لتحويل المخيم الى جزر امنية متصارعة”.

كما أثارت أحداث “عين الحلوة” والمتفرقات الأمنية التي شملت أكثر من مخيم خلال الآونة الأخيرة من البداوي إلى البرج الشمالي وبرج البراجنة وغيرها، الكثير من التساؤلات، عمن يقف وراء هذه الأحداث التي تبدأ فردية وسرعان ما تتطور وتتسع وتفرض واقعاً مأساوياً وجواً عابقاً بكل أشكال وأنواع التوتر المشبع بروائح البارود والنار؟.. ولمصلحة من يهدد أمن المخيمات واللاجئين؟.. وأية “آجندات” خارجية تخدم مثل هذه التوترات والأحداث؟.. وهل من علاقة بين هذه الأحداث وبين ما يشاع عن تصفية قضية اللاجئين، كون هذه التوترات ومثيلاتها تضفي على واقع اللجوء مناخاً محفزاً للهرب من أتون الحروب الداخلية التي تهدد بوقائع ميدانية مؤلمة ما تزال صورها ماثلة للعيان في “نهر البارد” و”اليرموك” وقبل هذا وذاك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العراق؟..

وإضافة لكل ذلك سجلت صحيفة “اللواء” جملة تساؤلات أهمها: من

“مَنْ يعطّل دور “القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة” وانتشارها في باقي المخيّمات؟”…

“مَنْ يموّل الكلفة الباهظة للسلاح المستخدم في الإقتتال الداخلي؟”…

وقالت “اللواء” “ليس مصادفة أنْ يتم تحريك هذه الملفات ووقوع الأحداث دفعة واحدة في المخيّمات، بعدما نعمت باستقرار وهدوء تضرّر منه الكثيرون، وأفشل الغيارى على الأمن والاستقرار أحد مخطّطات الفتنة الداخلية الفلسطينية، والفلسطينية – اللبنانية، وتحديداً المذهبية السنية – الشيعية…”

وأضافت لقد نجح المخطّطون بتنفيذ مخطّطهم – سواء أكان مَنْ نفّذ يعلم ذلك أو لا يعلم – بأنّ باستطاعتهم التوتير، وأنّ الأمن في بعض المخيّمات “هشُّ” وهو مثل “البرميل المتفجّر” الذي يُخشى انفجاره في أي لحظة إذا لم يتم سحب فتائل التفجير…

وأكدت الصحيفة أن “المستهدف هو قضية اللاجئين”.

وتناولت “السفير” مجريات الأحداث في مخيم “عين الحلوة” وأشارت إلى انتقال “ملف الوضعين السياسي والامني الفلسطيني من “عين الحلوة” الى صيدا بعد الصرخة الاستنكارية التي كان قد اطلقها أمين عام “التنظيم الشعبي الناصري” الدكتور أسامة سعد. حيث عقد، أمس، “اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني” اجتماعاً وصف بـ “الاستثنائي” في “مركز معروف سعد الثقافي” برئاسة سعد.

وأشارت مصادر المجتمعين إلى أنّ سعد عبّر عن استيائه مما جرى ويجري في المخيم و”ان هناك من اضاع الطريق واضاع البوصلة ويريد اخذ الجميع الى المجهول”.

وقد أكّد المجتمعون، في البيان الصادر عنهم، أنّ “الاشتباكات التي جرت تستهدف الأمن والاستقرار داخل المخيم وجواره”، داعياً القوى السياسية الفلسطينية إلى تفعيل دورها الوطني والقوة الأمنية الفلسطينية داخل المخيم إلى تعزيز حضورها وتفعيل دور القوة الأمنية المشتركة ودعمها لاتخاذ إجراءات رادعة بحق أي شخص أو جهة تحاول العبث بأمن المخيم.”..

وفي سياق أمني متصل “ساهمت عملية تسليم المتورطين الأربعة بقتل أحد النازحين من مخيمات سورية في مخيم البداوي قبل أيام، بتعميم حالة من الارتياح في صفوف المواطنين والمعنيين بعد تحركات شعبية ضاغطة واجتماعات واتصالات شاركت فيها السفارة الفلسطينية في بيروت ومسؤول “الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة” رامز مصطفى (ابو عماد).

وجاءت عملية تسليم القوّة الامنية الفلسطينية، أمس، أربعة اشخاص الى مخابرات الجيش، بعد ايام من الاجتماعات المفتوحة للفصائل الفلسطينية، والتي عقدت بين سندان الحسابات التنظيمية الضيقة ومطرقة المواطنين الغاضبين من ظاهرة تفلت السلاح الفردي والمنظم وعدم القدرة على لجمه نهائيا ليهدّد أمن المخيم واستقراره.

وعلمت “السفير” أن الاتصالات التي جرت بين القيادات الفلسطينية والمسؤولين الامنيين اللبنانيين، تركزت حول كيفية الحفاظ على امن المخيم وعدم فتح المجال للمصطادين بالماء العكر من اجل الزج بالمخيم في اية إشكالات قد تتخذ طابعا فرديا وتنحو باتجاهات خطيرة لا تحمد عقباها.

المصدر: وكالة القدس للأنباء

مقالات ذات صلة