اخبار الوطن العربي

علوش: ليعذرني من قد تخدشه عبارتي!

نظمت منسقية طرابلس في “تيار المستقبل” ندوة حوارية بمناسبة مرور 12 عاما على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، مع عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” مصطفى علوش، في مقر المنسقية، في حضور النائب سمير الجسر، نقيب المحامين الأسبق فهد المقدم، عضو جمعية الصناعيين عمر الحلاب ومسؤولي التيار وكوادره.

والقى علوش كلمة بالمناسبة، قال فيها: “لا أبالغ إن قلت أنني شعرت مثل الكثيرين منكم أن الوقت قد توقف، وأن الأرض اعتزلت دورانها، في الساعة الواحدة إلا خمس دقائق من يوم 14 شباط 2005. وكأن الدخان الذي ارتفع من عين المريسة في تلك اللحظات، قصد منه أن يلف آمال الوطن بوشاح أسود حتى لا يبقى بعد إلا اليائسين والفاقدي الرجاء. ولكن روح الخير التي سكنت رفيق الحريري، تعالت عن حروق الجسد وعن حقد القتلة، وعادت سريعا لترعى الوطن الذي أعطاه رفيق الحريري عمره وقلبه وعقله في حياته. عادت لتبث الأمل في قلوب المفجوعين، فكان يوم 14 آذار العظيم، وكان طيف رفيق الحريري يرفرف فوق الرايات الحمراء والبيضاء والخضراء التي جمعت اللبنانيين في لحظة نادرة من تاريخهم حول شعار واحد. رفيق الحريري حلم طوباوي قل مثيله في التاريخ، نشأ على الخير والتزم قواعده، وخاض حتى غمار السياسة متسلحا بالخير والصدق والثقة والمحبة، ولم يتراجع عنها حتى عندما خانته هذه المبادئ خلال تعامله مع أصحاب القلوب الفاجرة. لكن المؤكد هو أن قضية رفيق الحريري لا يمكن اختصارها بالعامل الإنساني فقط، ولا يمكن اختصار دور رفيق الحريري بأنه فاعل خير مع أن منطقه في السياسة كان ينطلق من فعل الخير”.

أضاف: “إن الأحداث التي تلت يوم 14 شباط 2005 وما يحدث حتى الآن تؤكد على أن دور رفيق الحريري كان شديد الأهمية على المستوى الاستراتيجي المحلي والإقليمي، لم يكن رفيق الحريري يعلم يوم أتى إلى عالم الشأن العام في لبنان، أن عدوه بدأ بترصده وأخذ يتحين الفرص ويخطط ويرسم في وكر من الأوكار ليقتله، لأن هذا العدو اعتبر رفيق الحريري بأنه يسعى إلى إنهاء دوره المبني على اليأس والحرب والفوضى، من خلال زرع الأمل والسلام والإستقرار. لست أدري لماذا استهتر رفيق الحريري بقدرات عدوه، هل كان ذاك الميل إلى الإيمان بالقدرية والتسليم؟ هل كان ذاك التفاؤل الأسطوري؟ هل كانت تلك الثقة بأن الرعاية تحميه؟ هل كان كل ذلك أم أنه كان يظن أن المجرم سيحن قلبه ويلقي سلاحه رأفة بالبشر؟ أم أنه فعلا أساء التقدير في عدوه عندما ظن أنه ببضع كلمات أقنعه بأن يكون صديقا؟ أم أنه كان يعلم بأنه سائر لا محالة إلى حتفه، ولكنه كان كسقراط يوم تجرع السم ليصبح شهيد رسالته؟”

واردف علوش” ليعذرني من قد تخدشه عبارتي، فرفيق الحريري لم يكن دقيقا عندما قال: ما حدا أكبر من بلدو، فهو بالذات كان يعلم علم اليقين أن المهام التي كان يحملها على كتفيه المثقلين أكبر بكثير من بلده، ولكنه كان يعلم أن مصير بلده الصغير مرتبط بنجاح مهماته العابرة للحدود والقارات، فتحمل الوزر من أجل ناسه. وهو كان يعلم أن العدو يعتبر نفسه، وعن حق وقناعة، بأنه أكبر بكثير من بلده، وأنه جزء من مشروع أممي، لكن رفيق الحريري كان يظن أنه كان قادرا على إقناعه بالتضحية بمشاريع الموت والدمار النابعة من أسطورة، رأفة ورحمة ببلده الصغير المثقل بجراحه”.

وختم علوش: “إن قاتل رفيق الحريري مستمر بمحاولته القبض على الشرعية السياسية من خلال السلطة ومن باب مجلس النواب بالذات عبر اختراع قوانين موجهة لمصلحته، واليوم علينا التحضير للمواجهة من خلال الإلتفاف حول قيادة التيار وتوجهاتها. عاشت ذكرى رفيق الحريري”.

الوكالة الوطنية للاعلام

2017 – شباط – 11

مقالات ذات صلة