اخبار دولية وعالمية

أمريكا تواجه شبح الإفلاس وتوقف بعض نشاطاتها

تتجه الحكومة الأمريكية نحو وقف بعض أنشطتها بسبب غياب التمويل اعتبارا من يوم غد الثلاثاء، بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري على مشروع قانون بشأن الموازنة تعهد برفضه كل من البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي.

كانت الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب قد أدخلت أمس تعديلين مثيرين للجدل على مشروع الموازنة الذى كان مجلس الشيوخ قد وافق عليه بالفعل. ويدعو التعديل الأول، الذى مرر بأغلبية 231 صوتا مقابل رفض 192 صوتا، إلى تأجيل التطبيق الكامل لخطة إصلاح التأمين الصحى المطروحة من قبل الرئيس باراك أوباما إلى عام 2015.

ومن شأن التعديل الثانى، الذى مرر بأغلبية 248 صوتا مقابل 174 صوتا، إلغاء ضريبة بنسبة 2.3% على الأجهزة الطبية وتهدف إلى المساعدة فى تمويل خطة التأمين الصحى.

وقالت الإدارة الأمريكية إن وقف أنشطة الحكومة ينطوى على مخاطر كبيرة بالنسبة للاقتصاد الأمريكى.

وستضطر الوكالات الحكومية الاتحادية فى الولايات المتحدة إلى منح أكثر من 825 ألف عامل من إجمالى مليونى عامل فى الدولة إجازة بدون راتب بسبب غياب التمويل، الأمر الذى وصفه الرئيس باراك أوباما فى كلمته الأسبوعية السبت بأنه “إيذاء للذات”، كما ستغلق الحكومة كل المتنزهات الوطنية.

فى الوقت نفسه لن تتأثر الخدمات الأساسية ذات الصلة بالأمن القومى الأمريكى والبريد والمرور وأجهزة تطبيق القانون.

وسترسل الموازنة المعدلة، والتى توفر تمويل قصير الأجل لثلاثة أشهر، مرة أخرى إلى مجلس الشيوخ من أجل جولة أخرى من التصويت، لكن زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ هارى ريد قال إن المجلس سيرفض الموازنة المعدلة، كما سيعترض البيت الأبيض على مشروع القانون حتى ولو وافق عليه مجلس الشيوخ.

ولا يتوقع أن ينعقد مجلس الشيوخ قبل الساعة السادسة من مساء اليوم الاثنين، وهو المهلة النهائية لانتهاء التمويل الحكومى.

ووصف ديفيد سكوت، عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطى، تصويت مجلس النواب ضد إصلاح الرعاية الصحية بأنه “واحد من أكثر اللحظات ظلاما فى التاريخ الأمريكى”.

وقال سكوت إنه “قانون. أيدته المحكمة العليا. ونوقش خلال الانتخابات/عام 2012/. الشعب تحدث. الشعب الأمريكى لن ينسى أبدا أنكم /الجمهوريون/ من أوصلتم الحكومة للإغلاق”.

وما زال أمام أعضاء الكونجرس الأمريكى يوم واحد لتجنيب الإدارة أول تعطيل منذ 17 عاما غير أنه يبدو من المستبعد التوصل إلى تسوية إذ لا تظهر الاثنين أى نية لدى الطرفين الجمهورى والديمقراطى فى تقديم تنازلات.

وما زال من الممكن التوصل إلى تسوية مساء الاثنين خلال الساعات الأخيرة التى تسبق الاستحقاق، غير أن الكثيرين لا يؤمنون فى مثل هذا الاحتمال.

وقال السناتور الديمقراطى ريتشارد دوربن الأحد متحدثا لشبكة “سى بى اس” “نعرف ما سيجرى. مجلس الشيوخ سينعقد مجددا (الاثنين) وسيتم رفض موقف مجلس النواب مرة جديدة. وسنجد أنفسنا أمام احتمال وقف عمل الحكومة فى منتصف ليل الاثنين أو صباح الثلاثاء”.

وأقر مجلس النواب مشروع ميزانية لمدة شهرين ونصف تعطى الكونجرس مهلة حتى 15 ديسمبر لمناقشة ميزانية لباقى العام 2014. لكن تحت ضغط حركة حزب الشاى المحافظة المتطرفة تمت إضافة تعديلين إلى النص، أولهما يقضى بتأجيل دخول شق محورى من قانون إصلاح الضمان الصحى الذى وقعه باراك أوباما لمدة سنة ليبدأ العمل به فى 2015 بدل 2014، والثانى يقضى بإلغاء الضريبة على الأجهزة الطبية التى استحدثها هذا القانون.

واعتبر الديموقراطيون فى مجلس الشيوخ هذين التعديلين بمثابة استفزاز رافضين المس بإحدى الإصلاحات الكبرى لولاية أوباما الأولى.

ووقعت مواجهة مماثلة فى أبريل 2011، ولم تلق تسوية إلا قبل ساعة من الاستحقاق ومن خلال اتفاق تمويل لسبعة أيام.

وفى مواجهة احتمال شلل الجهاز الفيدرالى لأول مرة منذ العام 1996 سعى كل من المعسكرين الأحد لاستباق الأمر، والفوز احترازيا فى معركة نيل تأييد الرأى العام.

وقال السناتور الجمهورى راند بول لشبكة “سى بى اس” “الرئيس هو الذى قال إنه سيغلق الجهاز الفدرالى إذا لم نعطه كل ما يطالب به بشأن اوباماكير “، وهو اللقب الذى يطلق على إصلاح أوباما للنظام الصحى، مضيفا “هذا يثبت بنظرى أن الرئيس متصلب ويرفض أى تسوية”.

من جهته، قال السناتور الديمقراطى تشارلز شومر “إن إستراتيجية الحبل المشدود التى ينتهجها رئيس مجلس النواب (جون) باينر لا تهدف إلى تجنب تعطيل الدولة الفدرالية، بل هى مجرد عذر لإلقاء المسؤولية على الآخرين، وهذا لن ينجح”.

غير أن أحد القادة الجمهوريين فى مجلس النواب كيفن ماكارثى ألمح أمس الأحد إلى أن الجمهوريين يعدون خطة إنقاذ جديدة.

وقال لشبكة فوكس نيوز الأحد “أعتقد أن المجلس سينعقد مجددا وسيرسل نصا جديدا لتفادى تعطيل الحكومة وتمويل الدولة الفدرالية، وسيكون هناك بعض الخيارات الإضافية لدرسها فى مجلس الشيوخ”، بدون أن يكشف أى تفاصيل عن الإستراتيجية الجمهورية.

العرب الآن – وكالات

مقالات ذات صلة