المقالات

لو كان أبو عمار على قيد الحياة ..لرأيته بين شعبه في مؤتمرهم في اسطنبول …!!

لو كان أبو عمار على قيد الحياة ..لرأيته بين شعبه في مؤتمرهم في اسطنبول …!!

د. احمد محيسن – من قلب الإستعدادات لإنطلاقة المؤتمر ..

اسطنبول في 24/02/2017

بداية نود معرفة رأي ورؤية القيادة الفلسطينية الرسمية وللمعترضين على المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج في اسطنبول .. حول دور فلسطينيي الخارج في صياغة وصيانة القرار الفلسطيني .. وما هو المطلوب من فلسطينيي الخارج …!!

فهل يبقى ثلثي الشعب متفرجا متابعاً يرصد كيف تبتلع الأرض .. وتسفك الدماء .. ويعتقل شبابنا في الأسر خلف القضبان.. وتهود القدس .. ويبنى الجدار .. وتهدم البيوت وغزة تحاصر …!!

فاليخبرونا هؤلاء عن رأيهم ورؤيتهم لدور الشتات الفلسطيني كيف يمكن أن يكون …؟!

منطمة التحرير هي الهيئة التي نالت باعتراف دولي يفوق عدد الدول المعترفة بدولة الإحتلال .. ووجدت من أجل التحرير الكامل .. وعمدها شعبنا بشلالات من الدماء .. ولا يمكن لعاقل أن يفرط بها أو يتعرض لها بأذى .. ومن أجل ذلك .. عقد أبناء شعبنا الفلسطيني في الخارج العزم على إنقاذ منظمة التحرير الفلسطينية من براثن من اختطفها .. ويتصرف بها وكأنها مزرعة ورثها عن أجداده.. ولا يعيرون انتباهاً ولا اهتماماً لمناشدة قطاعات شعبنا بأن ينتهوا من ذلك .. ويكفوا عن تهميش فلسطينيي الخارج .. وكأنهم غير معنيين بفلسطين .. ولا علاقة لهم بالشأن الفلسطيني ..!!

عملياً أتى المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول .. لينهي فلسطينيي الشتات حالة دورهم كمتفرج ومراقَب لكيفية اتخاذ القرارات الفلسطينية من القيادة الفلسطينية التي حرفت بوصلة منظمة التحرير عن مسارها ..!!

لقد قرع فلسطينيو الشتات الخزان مراراً وتكراراً .. بأن حالة التوهان السياسي التي أوصلتنا اليها هذه القيادة عبر مفاوضات بائسة عبثية .. لا يمكن ان تستمر .. وقد شكلت للإحتلال الغطاء لاستكمال مشاريعه وخططه في مواصلة الإستيطان .. الذي تضاعف خمس مرات منذ أوسلو .. وضم الضفة وتهويد القدس .. وإعلان يهودية الدولة الواحدة .. ليكونوا فيها العرب الفلسطينين عبيداً للإحتلال .. ولم تلتفت القيادة لصوت الشعب .. وواصلوا تهميشهم لمكونات شعبنا وقطاعاته ومؤسساته .. ووقفوا في وجه مقاومة الإحتلال.. وهم بذلك يعتقدون أن فلسطين هي فقط المقاطعة ورام الله وضواحيها وسكانها…!!

إن شعبنا العربي الفلسطيني في الشتات بكل قدراته وطاقاته وخبراته وإمكانيته ومكوناته .. كان وما زال وسيبقى .. يشكل صمام الأمان لقضيتنا من الضياع .. وما كان لهذا المؤتمر لفلسطينيي الخارج في اسطنبول ليكون .. لولا الحاجة الضرورية لوجوده .. وقد أتى متأخراً .. لينقذ منظمة التحرير لتكون بمكوناتها وهيئاتها ومؤسساتها .. حاضرة حية فاعلة بمشاركة الكل الفلسطيني .. دون القبول بإقصاء أي مكون لشعبنا …!!

إن كل الديمقراطيات والثورات والبرلمانات والمؤسسات والأحزاب .. ترفض حالة الجمود بفطرتها التي تأسست عليها .. وتجد تطويراً وتجديداً في برامجها ومعطياتها وخططها وآدائها وتعاطيها مع المحيط ومع خلطاتها .. ونرى الدول التي تحترم نفسها .. تتنافس مكوناتها على تحمل المسؤلية في خدمة شعبها .. ويتم تداول السلطة بطرق ديمقراطية متفق عليها.. من خلال العقد الذي تعاقدوا عليه وأقروه واتفقوا عليه .. أي بمعنى لا توجد قيادة أبدية لنفس الشخوص ولعائلاتهم ولأقربائهم ولأصدقائهم ولأصهارهم .. كما هو الحال في الشأن الفلسطيني الذي تكرس عملياً بعد أوسلو .. وأوجد طبقة سياسية تمسك بالسلطة بأي ثمن .. بالبلطجة والعنف والخاوة ..!!

إن شعبنا في الشتات بحكم تحرره من قبضة المتنفذين في سدة الحكم ومن القيادة الفلسطينية .. يستطيع شعبنا أن يرفع وتيرة الصوت في وجوههم .. من أجل النهوض بمسيرتنا الكفاحية ضد الإحتلال .. فهذه قضيتنا .. وهذه فلسطيننا .. وهذه منظمتنا التي اقترن اسمها بالتحرير .. وجرفتها جرافات سلطتكم .. وداستها جنازير أوسلو اللعينة .. ووضعتموها في أصغر جارور من جوارير السلطة.. وتم شطب كلمة التحرير من كل مفرداتكم ..!!

فمن يحاسبكم ومن يطالب بحقوق الشتات والمخيمات في صناعة القرار .. وانتم تستغلون حاجة أهلنا في اللجوء .. وأصبحتم طبقة سياسية يتغول الفساد فيها .. وتشتري الذمم هنا وهناك .. وولدت من رحم قيادتكم مجموعات السحيجة .. وتشكل اللجان باسم محاربة الفساد .. وتدفن من خلالها أسرار الفساد وحقائقه .. في عمليات مقايضة الستر بالستر على فضائح أزكمت الأنوف .. وتريدون تغطية الشمس بغربال ..!!

كل ذلك ويخرج علينا من يخرج في هستيريا غير مسبوقة وفقدان للتوازن والأعصاب .. من خلال إصدار بيانات وتصريحات صفراء باهتة .. يعتريها الضعف والوهن .. في الشكل والنص والمضمون .. وعدم الموضوعية وَمُجانِبَةً لسبل أبسط قواعد الحوار البناء واحترام الذوات …!!

إن أقل ما يمكن القول في اتهامهم للشعب وللمؤتمر في اسطنبول .. هو أنها اتهامات مغرضة .. وغير موضوعية وتفتقد للمنطق .. تلك الأصوات خرجت تارة من القيادة الفلسطينية بصفتها متضررة المصلحة والمكتسب المادي والجهوي .. وتارة أخرى من المغرر بهم وانزلقوا نحو منزلق .. ” أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ” .. وذلك حسب شريعة أبو لهب .. وخرجت أصوات أيضاً من غير العارفين بخبايا الأمور وخفايها لهذه القيادة .. وهناك من أرادوا أيضاً المشاركة مجاملاً في التغريد .. مع المغردين من أصدقائهم ومعارفهم .. في سهرات السمر .. تضامناً معهم لكي تكثر الأصوات النشار .. وهذا أسخف أنواع الغباء .. وأما الطامة الكبرى في توجيه النقد المغرض مدفوع الأجر .. حتى على قلة تأثيره .. فأتت من عبدة الأصنام والأوثان .. عزة واللات وهبل .. والخشب المسندة ..!!

إن المؤتمر لفلسطينيي الخارج في اسطنبول قد حقق النجاح قبل أن يبدأ .. حيث تم تسجيل اكثر من 4320 مشارك من أكثر من 50 دولة .. ونجح المؤتمر من خلال إسقاطه لآخر ورقة توت يستترون بها .. ورأينا القيادة بالأمس تخوض أعنف معارك تحرير القدس من استوديوهات عرب أيدول في بيروت .. حيث السيد محمود عباس أبو مازن .. قام بواجب تفقد أحوال شعبه في صالات عرض الفضائيات .. والتقط الصور التذكارية المعبرة عن قناعته بهذا النهج من المقاومة الذكية …!!

مخيماتنا في لبنان .. أسر الشهداء وذوي الأسرى والمعتقلين .. سكان مخيم نهر البارد المشردين بلا مأوى … حياة العذابات والفقر المدقع والإفتقار لحياة إنسانية كريمة في اللجوء في لبنان .. كل ذلك لا يعني السيد محمود عباس ابو مازن .. ولا يساوي عنده لفتة إليهم وهو على أرض الشقيقة لبنان .. فهو رئيس المقاطعة وما حولها فقط …!!

رحم الله شهداء فلسطين .. ورحم الله القائد الشهيد أبو عمار الذي كان يعرف العائلات والأشخاص بأسمائهم وتواريخ ميلادهم .. لأنه كان واحداً منهم ويحس بحسهم وبمعاناتهم..!!

ولو كان أبو عمار على قيد الحياة .. ومعه كل القادة العظام المخلصين الشيخ ياسين وأبو جهاد والحكيم والشقاقي والرنتيسي وأبو إياد وعمر القاسم .. لرأيناهم من المباركين للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج .. ولرأيتهم واقفين شامخين بهامات شعبهم وبينهم في اسطنبول…!!

يا قومنا يا شعبنا .. يا أهلنا يا ذوينا .. يا مخيماتنا في اللجوء .. يا غزتنا يا عزتنا .. يا ضفتنا الجريحة .. يا أهلنا في أراضينا المحتلة عام 1948 .. يا أهلنا في شتاتنا .. يا نحن .. فلم يبقى لنا إلا نحن .. دعونا ننتصر لفلسطين .. دعونا نستنهض هممنا .. دعونا نلبي إرادة شعبنا المكلوم .. بوحدتنا وتعاضدنا ورص صفوفنا .. ففلسطين تستحق كل التضحيات ..!!

فهل من قيادة مخلصة واعية ثائرة على الإحتلال .. تتهم شعبها بلإتقاض على نفسه وعلى مقدراته وعلى منظمة التحرير .. وتتهم شعبها أيضا بالتآمر على ثوابته والمتاجرة بها وبقضيته …؟!

لم ترى فلسطين مثل السيد محمود عباس أبو مازن رئيساً حاقداً على شعبه … محاطاً بأباطرة القصور العاجية من الطبقة السياسة الحاكمة في رام الله…!!

عاش نضال شعبنا الأبي حتى التحرير والعودة وفلسطين بعاصمتها القدس .. شاء من شاء .. وأبى من أبى .. واللي مش عاجبه .. يشرب من أي مكان يريده…!!

مقالات ذات صلة