ثقافة وفن

مصور فلسطيني يجسد التراث بعدسته

شبان كثيرون يجولون قطاع غزة بكاميراتهم بحثاً عن صورة يلتقطونها هنا أو هناك، لمشهد من الطبيعة أو منظر يجذب المشاهد، لكن قلة من المصورين في قطاع غزة يميلون لمعالم التراث الفلسطيني، خصوصاً الثوب، إذ يعد علامة جمالية فلسطينية خالصة، تميز المرأة الفلسطينية عن غيرها، وابنة المدينة الواحدة عن غيرها من المدن الفلسطينية التي تتميز كل واحدة بشكل أو تطاريز مختلفة في الثوب نفسه.

المصور الشاب محمود أبو سلامة يمتلك تاريخاً طويلاً في الفن الفوتوغرافي، ورغم عمله في عدد من الصحف الإلكترونية، إلا أن ذلك لم يشغله عن دوره الوطني في حفظ التراث الفلسطيني بكافة أشكاله، بعدسته التي شأنها أن تخلّد هذه المعالم التراثية لمن يأتي خلفنا، هكذا، لا يموت التراث، ويبقى حياً في وجدان الشبان طالما بقيت الصورة أمامهم.

وبدأ أبو سلامة مشروعه الفوتوغرافي الذي يسلط الضوء فيه على جماليات الثوب الفلسطيني والذي أسماه فلسطينيات وتساعده في مشروعه مجموعة فتيات أحببن الفكرة وتقلدن بالثوب الفلسطيني لالتقاط هذه الصور، عملت المجموعة مع المصور أبو سلامة لأسابيع، حتى أنهى فيها مشروعه الذي يعتبره أهم عمل فوتوغرافي يقوم به في مسيرته المهنية.

ويقول أبو سلامة لـالبديل: إن توثيق التراث الفلسطيني في روحه الشبابية كان الدافع الأقوى للمشروع، حيث يهدف المشروع للتركيز على الثوب الفلسطيني الذي يعد زينة المرأة، حتى يكاد لا يخلو بيت فلسطيني من ثوب مطرز يدويا، يظهر جمال وأناقة المرأة الفلسطينية في لباسها.

ويضيف أن هذه الصور ستبقى خالدة للتاريخ، مشيراً إلى أن مشروعا كهذا متخصص بالثوب الفلسطيني، قد يكون الأول على مستوى فلسطين، من ناحية عدد المشاركات مع استخدام بعض الآلات الموسيقية التي تضفي جمالا فريدا للصورة بجانب الثوب، كالكمنجات.

وشدد أبو سلامة، أن هذا العمل واحداً من أحلامه التي لطالما سعى لتحقيقها وتوثيقها بعدسته، ولاقت ترحيباً كبيراً ودعماً من الجمهور الذي يتابع المصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه فن فوتوغرافي فلسطيني بامتياز، على حد تعبيره.

وكشف أبو سلامة لـ”البديل” عن نيته إطلاق عدد من المشاريع الفوتوغرافية التي تركز على التراث الفلسطيني، بحسب ما تراه عدسته مناسبا، لافتا إلى أنه يطمح مستقبلا بأن يقيم معرضا خاصا يظهر جماليات التراث الفلسطيني بكافة أشكاله.

ووجه رسالته للمصورين الشباب في قطاع غزة، بأن يبحثوا عن التراث الفلسطيني ويوثقوه، في ظل الهجمات الشرسة التي تسعى لطمسه، ناصحا أقرانه بأن التراث الفلسطيني الملئ بالجماليات، لهو أنبل هدفِ قد يكون لدى مصور شاب.

أما عن الفتيات اللواتي شاركن في مشروعه، فيقول أبو سلامة إنهن استمتعن في هذه التجربة التي شاركن فيها لأول مرة، ونقل عن إحدى المشاركات، أنها كانت تعبر عن فرحتها وفخرها بتجسيد هذه الصور للثوب الفلسطيني، الذي تعتبره علامة لجمال المرأة الفلسطينية.

المصدر: صحيفة البديل

مقالات ذات صلة