أخبار الجاليات العربية

البيان الختامي للمؤتمر الخامس للجالية الفلسطينية في روما واللاتسيو

عقدت الجالية الفلسطينية في روما واللاتسيو، اليوم مؤتمرها الخامس في العاصمة الايطالية روما لتعزيز التواجد الفلسطيني في روما وايطاليا ضمن اطار الالتزام بقضيتنا العادلة ، وتوحيد صفوف شعبنا على طريق النضال والتضحية من أجل الوحدة وشفافية الخطاب السياسي الفلسطيني ، وحشد كافة الجهود لأبناء شعبنا لتحمل المسؤولية الوطنية بكل ثقة وارادة صلبة وعنفوان .المؤتمر الخامس للجالية الفلسطينية في روما واللاتسيو

ويؤكد المؤتمر على مايلي :

أولا / يوجة المؤتمر التحية لشعبنا العربي الفلسطيني الصامد ومقاومتة الاسطورية وانتصاره في التصدي للهجوم العسكري الهمجي على قطاع غزة في شهر نوفمبر الماضي ، وماتلاه من نصر سياسي بالاعتراف بدولة فلسطين في المنظمة الدولية .

ويوجة كذلك التحية الى شعبنا في المخيمات في دول الطوق والشتات وتحديدا لشعبنا الصامد والمطارد في مخيمات سوريا ولبنان .

كما ويوجة التحية الى اسرانا في سجون الاحتلال ، والى ابناء شعبنا في صمودهم في فلسطين المحتلة عام 1948 وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 .

ويؤكد المؤتمر على ضرورة انهاء الانقسام ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وخطاب سياسي فلسطيني واحد لخدمة المصلحة الوطنية العليا .

ثانيا / التأكيد على الثوابت والحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف لشعبنا العظيم ، وعلى رأسها حق العودة حسب القرار الأممي 194 وحق تقرير المصير وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها الأبدية القدس ، وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي .

ثالثا / التأكيد على تعزيز التضامن العالمي الشعبي والرسمي من أجل عزل اسرائيل كدولة معتدية وخارجة على القانون الدولي ، وخرقها المستمر لقواعد القانون الدولي ، ولممارساتها القمعية وبناء الجدار العنصري والاستيطان ، والتنكر لحقوق شعبنا المدنية والوطنية في اراضي 1948 ، والمطالبة بفرض المقاطعة على اسرائيل بسبب هذة السياسة العدوانية المتعنتة والمتغطرسة .

رابعا / التأكيد على تعزيز حملات مقاطعة اسرائيل وفرض العقوبات عليها وتنفيذ قرارات مجلس حقوق الانسان ومحكمة لاهاي وتقرير لجنة تقصي الحقائق “جولدستون” لايقاف جرائم اسرائيل بحق المدنيين في غزة وعموم الاراضي الفلسطينية ، باعتبار الدفاع عن حقوق الانسان الفلسطيني جزءا من الدفاع عن منظومة حقوق الانسان العالمية وسيادة القانون الدولي .

خامسا / المطالبة بتوفير الحماية الدولية المؤقته لشعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال تحت اشراف الامم المتحدة ، حتى انجاز الحقوق الوطنية واقامة دولته المستقلة ذات السياده وتوحيد حركة التضامن الايطالية والعالمية وتعزيز ضغطها لالزام دولة الاحتلال بتطبيق قواعد وأحكام القانون الدولي تحت طائلة المحاسبة والمسائلة .

سادسا / التأكيد على تعزيز التضامن مع شعبنا الفلسطيني في نضاله العادل والمشروع وحقه بالمقاومة التي كفلتها القوانين الدولية ، لاستعادة حقوقنا التاريخية المشروعة ودحر الاحتلال والاستيطان وتحرير الاسرى وانجاز الاستقلال الوطني والعودة الى ديارنا وممتلكاتنا .

سابعا / يتقدم المؤتمر بالتحية والتقدير الى دول العالم لتصويتهم لصالح عضوية دولة فلسطين في المنظمة الدولية ، ويطالب هذة الدول برفع مستوى التمثيل الديبلوماسي الى مستوى الدولة .

ثامنا / تعبر الجالية عن شكرها وعرفانها لايطاليا حكومة وشعبا لتصويتها لصالح دولة فلسطين في الامم المتحدة وتوجة شكرها الخاص الى كافة قوى ومنظمات التضامن الايطالية لمشاعر تعاطفهم ومواقفهم التضامنية لرفع الظلم عن شعبنا وتمكينة من نيل حريته واستقلاله الوطني . والتحية الى جميع شرفاء وأحرار العالم الداعمين لشعبنا المناضل وقضيتة العادلة من أجل احلال السلام وعودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم حسب القرار الأممي 194.

تاسعا / تحيي الجالية شعب فنزويلا العظيم وتنقل بالغ ألمنا وحزننا على رحيل صديق فلسطين الوفي الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ، الذي ناضل في سبيل حرية واستقلال الشعوب المظلومة في سائر انحاء العالم وكان مناضلا حقيقيا ومدافعا عن عدالة قضيتنا وقضايا الشعوب قاطبة من اجل الحرية .

عاشت فلسطين حرة عربية

عاش شعبنا الفلسطيني العظيم

المجد والخلود لشهدائنا الابرار

الحرية لأسرانا

الشفاء لجرحانا

التقرير السياسي

أيها الأخوة والأخوات ،

يعيش شعبنا الفلسطيني اليوم بعد مرور ستة عقود على النكبة ، مرحلة نضالية مفصلية من أصعب وأدق المراحل في تاريخنا المعاصر ، حيث نرى التقدم الميداني الثابت للعدو الصهيوني بسياسة التعنت والبطش والغطرسة ، بينما نستمر نحن بالعض على جراحنا والترحم على شهدائنا وتوجية التحية والتضامن لاسرانا الصامدين في سجون العدو.

لقد أدى هذا الوضع الى ازدياد استرخاء الاحتلال وتسهيل واقعة الاستيطاني ، مما دفع الكيان الصهيوني الى نقل مستوى الاحتلال الى مستوى السيادة الاسرائيلية الكاملة ، مجسدا بذلك على أرض الواقع حلا نهائيا صهيونيا بالهيمنه على اكثر من 87% من ارض فلسطين التاريخية ، وضمها عمليا بشكل كامل الى دولة الكيان الصهيوني. لقد لجأ الاحتلال كذلك الى سلب مواردنا وهدم البنى التحتية وتعزيز تخلفها ، والقضاء على اقتصادنا الزراعي بتجريف الارض وتخريب المزروعات ، وتلويث المياة الجوفية واغراق اسواقنا بالبضائع الرخيصة لضمان استمرار اعتمادنا الكامل على منتوجات المستوطنات الصهيونية ، المقامة أساسا من اجل تقطيع أوصال ارضنا وشعبنا والحد من تطوره الاقتصادي ، والاستيلاء على بياراتنا وكرومنا ومزارعنا ومياهنا الجوفية ، واقتلاع مئات الالاف من اشجار الزيتون والحمضيات والنخيل .

ولكن شعبنا ايها الاخوة لازال على قناعة تامة بحاجتة الماسة الى ارادة وكبرياء سياسي ، يمكّنة من تصعيد نضاله الميداني ، والى كّم كبير من الدهشة والاستغراب حيال تبريرات عدم مواجهة الاعتداء على اهلنا في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وامام قدرتنا على تسويغ حياتنا وتعديل بنودها في ظل الاحتلال والتعذيب والقمع والقتل والتشريد .

ويستمرالعدو كما تعلمون باحتلال ارضنا في الضفة والقطاع ليس على اساس اتفاقيات اوسلو ومضامينها او على اساس اتفاقية باريس الاقتصادية , ويستمر كذلك ببناء جدار الفصل العنصري لمصادرة اراضينا وحاصر وحارب قطاع غزة ،دون مطالبتنا بتعديل بنود اتفاقيات اوسلو المعروفة لديكم.

ولهذا ايها الاخوة فاننا نرفض تسمية المخطط الكولونيالي الصهيوني في فلسطين بمجرد ” نشاطات اسرائيلية” ، واذا جاز هذا التعبير فلن يبقى لنا سوى النضال ضد الاحتلال بموافقة زعماء الكيان الصهيوني .

ايها الاخوة

نحن ابناء النضال المتوارث والقمع المتوارث في فلسطين وبقية الاقطار العربية ، نحن بحاجة لاعادة قراءة تاريخنا وتجارب تاريخ الشعوب التي كافحت من اجل الحرية والاستقلال الوطني .

لهذا السبب جاء انحياز شعبنا الى جانب الشعوب العربية الشقيقة في ربيعها العربي من اجل حرية التعبير عن الرأي وكرامة الانسان العربي ، ولكنه عبّر كذلك عن رفضه القاطع لاستبدال الانظمة العربية بالغزو والاحتلال الاجنبي كما حصل في العراق وليبيا ولايزال يحصل اليوم في سوريا الشقيقة.

لقد جعلت العقلية الرأسمالية من خلال حروبها ، القرن العشرين من أقذر عصور الموت المجاني المنظم للأمم والحضارات ، واخترعت “الليبرالية الجديدة ” لقيادة دوامة الارهاب العالمي في العالمين العربي والاسلامي ، لحماية مصالحها الاقتصادية على حساب مصالح دول وشعوب المنطقة . ولاتزال صناعة الارهاب في أولويات مركز الاستراتيجية الليبرالية ، وان كانت تلفظ انفاسها الأخيرة قبيل انطفاء وهجها المحتوم .

وأصبح الربيع العربي أيها الأخوة ، هما كونيا مع تسابق الدول العظمى واسرائيل لاقتسام غنائم النفوذ في المنطقة ، وغدت الحروب الأهلية في العديد من الأقطار العربية انعكاسا للضبابية والغموض الفكري وتحويل هذا الربيع العربي الى مسألة مبهمة للكثيرين . فالغضب وحدة غير كاف لنجاح التغيير المنشود من وراء ثورات الغضب لاسقاط العقلية الليبرالية المهيمنه في بلادنا

فالحلول التي تبدو ضبابية ومجهولة النتائج في ذلك النفق الذي دخلتة المنطقة العربية وشعوبها في ظل تحولات فكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية املتها سياسة التهميش والاقصاء ضد الفرد العربي الأعزل ، لابد من تأطيرها وتوضيحها بين مختلف الالوان السياسية كي تعطي النتائج الايجابية المرجوة منها للمصلحة العربية العليا .

واليوم ونحن نتابع دمار المدن السورية ، التي تعيد الى الذاكرة دمار المدن العراقية للغزو الامريكي وماتلاه من دمار بشري ومادي وتشريد من حكومات عرّاب معتقل الجادرية وجزارين آخرين في العراق باسم التحرير والديمقراطية الزائفة ، يفوق ماحققة الغزاة القدامى من جيوش الرومان والمغول وغيرهم ضد شعوبنا .

وتبقى شعوبنا العربية في العديد من الاقطار ، بالرغم من تفجيرها لأنبل ظاهرة ثورية في التاريخ الانساني المعاصر ، أمام اخطار مستنقع الفوضى الخلاقة الامريكية وحلفاؤهم . فما حدث ولا يزال في مايسمى بدول الممانعة آلت فيها القدس حلما بعد ان كانت قضية وأصبحت فلسطين هامشية بعد ان كانت القضية المركزية ، ولم تحظى بنفس مكانتها السابقة في أجندات هذا الحراك العربي الدائر .

لقد شقت الشعوب العربية من خلال الربيع العربي منعطفا جديدا في تاريخها الحديث ، بفعل صحوة هذة الشعوب التواقه الى الحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الانسان . وبالتأكيد لن تتراجع عن مكتسبات مقدمات ثورتها المستمرة ، الا ببناء الدوله الوطنية الديمقراطية دولة القانون من خلال الوحدة الوطنية للقوى الحية القومية والاسلامية لخدمة المجتمع العربي بكافة اتجاهاتة الفكرية او الدينية ، فأحد الطرفين لايملك سحر السلطه بين يدية . والشراكة السياسية هي الضمانة والسبيل الوحيد لوضع حد للصراع الايدولوجي بين تيارين ينتميان الى نفس المجتمع المدني .

ايها الاخوة والاخوات,

لقد استطاع شعبنا العظيم في شهر نوفمبر الماضي التصدي للعدوان الصهيوني بصمود اسطوري مسطرا ملحمة بطولية وحدوية في الدفاع عن النفس في غزة من خلال مقاومة باسلة ، أعادت رسم الصورة الجميلة لشعبنا المعطاء ، مبرزة قوة ارادتنا والتمسك بارضنا وحقوقنا التاريخية في فلسطين ، مهما غلت التضحيات ومهما كانت مؤامرات العدو وحلفائه على المستويين الاقليمي والدولي .

ان هزيمة المشروع الصهيوني الامبريالي في حرب الايام الثمانية العدوانية ضد شعبنا في غزة ، وماتلاها من نصر سياسي في المنظمة الدولية بالاعتراف بعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ، يلزمنا بالضرورة الفورية لترتيب البيت الفلسطيني في الوطن والشتات وعلى كافة الاصعدة لاستعادة الاعتبار والاحترام لتقاليدنا المؤسساتية والوطنية العريقة ، ولتنمية الثقة وتعزيز التعاون المشترك والشراكة الوطنية والسياسية في فلسطين وأرض الشتات، لبلورة الاجماع الوطني وتجلي المصلحة الوطنية العليا ، وتعزيز الروح الوطنية والاخوية بين ابناء شعبنا الواحد وقضيتنا الواحدة من أجل التحرير والعودة .

علينا اليوم ايها الاخوه التأسيس للنصر الحتمي والاستراتيجي بايقاف كافة التناقضات الثانوية في الساحة الفلسطينية وتوجية كافة الجهود والبنادق نحو العدو الرئيسي ومؤامراتة ، وعلينا انعاش فلسطين بالعقل والارادة الصلبة وليس من خلال الفسائين والمخلفين .

علينا ايها الاخوة الالتفاف حول الطلائع القيادية النشطة والملتزمة والواعية والديالكتيكية في مسيرتنا الرائده ، والعمل على دفعها لتتحمل مسؤولياتها التاريخية في الداخل والخارج لاعادة القضية الى نصابها وعنفوانها . فلن نتمكن ايها الاخوة من مسايرة اسرائيل وحكامها او اقناع اليهود في اسرائيل الصهيونية بصحّة مطالينا العادلة او الاستمرار في مفاوضات عقيمة نعرف سلفا نتائجها خارج اروقة الامم المتحدة ، سبق وان وصفها الرئيس االفلسطيني مرارا وتكرارا بالعبثية ، بسبب تعنت وغطرسة السياسة الاسرائيلية القائمة على اساس القوة والاستيطان والاعتقال والقتل والدمار ، واصرارها على مطالبتنا بالاعتراف بالقدس كعاصمة ابدية لاسرائيل، ورفضها للانسحاب حتى من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعودة اللاجئين الى ديارهم، وبالرغم من هذا وذاك لاتزال قيادات مختلف الالوان السياسية في الضفة والقطاع تؤكد على تمسكها بالثوابت الوطنية ، وضرورة طرق كافة الابواب واستخدام كافة الاساليب النضالية التي تضمنها لنا قوانين الشرعية الدولية .

نعود لنؤكد كذلك نحن ابناء الشتات باننا ايضا من فريق” طل سلاحي” ، لان ذلك ليس عارا في نبراس مسيرتنا الثورية حيث لايغيب عن ذهننا بان الكيان الصهيوني القائم على اساس الاحتلال الاستيطاني في اراضي 1948 المحتلة وفي اراضي 1967 المحتلة هما السبب الرئيسي في آلام وأوجاع شعبنا وتشريدة من ديارة وممتلكاتة ، بالاضافة الى عدم اعتراف العدو الصهيوني حتى اللحظة وبريطانيا العظمى بمسؤوليتهم التاريخية عن هذة الكارثة الانسانية ضد شعبنا العظيم .

أيها الأخوة والأخوات ،

لقد اصبحت المرحلة الراهنة زمانا ومكانا ضيقة للغاية ، لاتستوعب سوى الحق والصواب ، ومشكلتنا اليوم ليست في شعبنا المعطاء وانما لاصرار بعض القيادات الفلسطينية على اوهام الارتجال السياسي وتصعيدها للتناقضات الثانوية على حساب التناقض الرئيسي لافشال تحقيق وحدتنا الوطنية في الداخل والشتات خدمة لمصالحهم الذاتية وأنانيتهم البغيضة .

أيها الأخوة ،

ان قدرتنا على دحر الاحتلال وانجاز الاستقلال الوطني وتحقيق الدولة السيادية لشعبنا تنبع من قناعتنا بان معركتنا مع الصهيونية داخل وخارج الخط الاخضر هي معركة وجودية وليست بين طرفين متنازعين على ارض فلسطين ، ولايمكن لاسرائيل الصهيونية الاستيطانية اخفاء وجودها ، والية قمعها يعني استمرارا لحربها الدائمة والأبدية ، بهدف اجبارنا للرحيل نهائيا عن ارضنا والتخلي عن قضيتنا العادلة في فلسطين .

ايها الاخوة

لقد بنيت مستوطنة بتاح تكفا اليهودية عام 1882 في فلسطين في عز تغول المشروع الاستعماري الغربي ، وضمن اطار تحضير المؤتمر الصهيوني التأسيسي . وجاء المشروع الاستيطاني الى فلسطين حاملا فكرة انه مالك الارض الحقيقي ، واضعا اصحاب الارض الاصليين هدفا للقمع والتمييز تماما كما يحصل اليوم في الضفة الفلسطينية وغيرها ، وتحويل الفلسطينيون اثر النكبة الى لاجئين بلا وطن ، وتحول الوطن الى ذاكرة وأمل بالعودة ، حتى جاءت انطلاقة الثورة الفلسطينية في الفاتح من يناير1965 لتنفض غبار الهزيمة وتطالب بتحرير الوطن والعودة الى أرضنا الحبيبة . لهذا لانرغب في التراجع الى الوراء كثيرا كي نتمكن من تحقيق ثوابتنا واسترجاع حقوقنا الغير قابلة للتصرف . واذا قامت حدود اسرائيل كما تعرفون حيث وصلت اقدام جنودهم على حد تعبير بن غوريون …. حيث البرج والسلك ، فدولتنا لن تقوم الا اينما تصل اقدام أبطالنا ويتقهقر المستوطنون امام تقدم السواعد الثورية لتحرير الارض والانسان الفلسطيني من الاستيطان والتدنيس .

أيها الأخوه والأخوات ،

لقد احتفل شعبنا الفلسطيني والمتضامنون معه في العالم بالانتصار في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم في حرب الايام الثمانية ، ورفع الفلسطينيون رؤوسهم لصمود كافة الالوان السياسية الوطنية والدينية في عموم فلسطين واستكمل شعبنا فرحته في 29 نوفمبر بوقوف العالم كله مع الحق الفلسطيني بالتصويت لصالح العضوية المراقبة في الامم المتحدة لدولة فلسطين ، في الذكرى ال 65 لقرار التقسيم الاممي رقم (181) الذي قسم البلاد ظلما وقهرا وخيانة مانحا اقليّة من السكان اليهود 56% من الارض الفلسطينية .

وجاءت فرحتنا الفلسطينية هذه اساسا ليس فقط للقيمة المعنوية للاعتراف الأممي بالدولة بل ايضا لقيمة التصويت القانونية . ولايريد شعبنا اليوم ان يضاف هذا التصويت الى عشرات القرارات المعتمدة من طرف مجلس الامن والجمعية العمومية انتصارا للحق الفلسطيني دون ان يتذكرها احد .

فالقرار رقم 3262 لعام 1974 أكد على حقوقنا الوطنية في فلسطين التاريخية وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير والحق في الاستقلال والسيادة الوطنية واسترجاع كافة حقوقنا بما ينسجم مع اهداف ومباديء الامم المتحده .

ونحن اليوم نريد لقرار العضوية ان يبقى حيا ومصدرا ملهما للنضال في فلسطين وخارجها ، وأن تتبني القيادة الفلسطينية برنامج مواجهة نضالية حقيقية بالثورة السلمية ( سموها ان شئتم بالانتفاضة الثالثة ) لتجسيد القرار الاممي على ارض الواقع .

أيها الأخوة والأخوات ،

ان شعبنا اليوم امام استحقاقات تاريخيه واضحة اكثر مما مضى ، ويتمثل ذلك في ضرورة بناء وتعزيز وحدتنا الوطنية الحقيقية ، على اساس برنامج نضالي يأسس لبناء جبهة داخلية صلبة ، من خلال حكومة وحدة وطنية تتعامل مع الواقع الميداني لدحر الاحتلال بالنضال المتواصل والمتكامل ، لايلغي المقاومة الشعبية ولا يمانع المفاوضات العلنية على ارضية الاتفاق والوحدة والدعم العربي والدولي من خلال أروقة الأمم المتحدة ومرجعيات قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، والثوابت الوطنية الفلسطينية الغير قابلة للتصرف ، بهدف تحقيق الاهداف المرحلية والاستيراتيجية في التحرير والعودة واقامة الدولة المستقله الحره وذات السيادة في ظل المساواة والتعددية وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان .

الخطوة الاولى لبناء دولة فلسطين التي ننتظرها تتمثل في تفعيل الطلب الذي تقدم به وزير العدل الفلسطيني علي خشان بتاريخ 21 يناير 2009 للتوقيع على نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية ، واعلان دولة فلسطين بصلاحية المحكمة وقراراتها . وتفعيل الطلب معناه تبني جرجرة مجرمي الحرب الاسرائيليين ، وهم كثر ، للمثول امام العدالة الدولية .

اما العودة للقبول بسياسة الاملاء الاسرائيلية السابقه فمن شأنه فقط تعزيز وهم وجود دولة ، ويعفي اسرائيل من مسؤوليات الاحتلال ، ويترك الباب مفتوحا لمزيد من الاستيطان ومصادرة الاراضي واتمام بناء الجدار وتهويد القدس والذي سينتهي عاجلا ام آجلا بهدم الأقصى واعتقال واجلاء الفلسطينيين عن الأراضي الفلسطينية التي تعتبرها اسرائيل أراضي توراتية ، والتي لن تنسحب منها برضاها قبل انسحابها من يافا وعكا وعموم الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 .

أيها الأخوة والأخوات ،

لقد اصبحت الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، بالاعتراف بعضوية دولة فلسطين اراضي دولة محتلة ولا يحق للمحتل تغيير طابعها الجغرافي او الديموغرافي او ترانسفير اليهود للعيش فيها . ولم تعد المفاوضات السابقة مجدية بغض النظر عن الصيغ والآليات السابقة التي أوصلت المسيرة السياسية الى طريق مسدود بسبب التعنت الاسرائيلي . وبعد الاعتراف بعضوية دولة فلسطين في المنظمة الاممية يتوجب على اسرائيل للعودة الى المفاوضات ، الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية وتطبيقها على الأرض بشكل علني ومن خلال أروقة المنظمة الدولية ذاتها . فالاراضي المحتلة هي أراضي فلسطينية وليس متنازع عليها بين طرفين متماثلين كما ذكرنا سالفا.

وعلى قيادتنا الفلسطينية الخروج من دائرة المناورات لتتحمل مسؤولياتها بتحقيق الوحده الوطنية وترسيخ النضال السياسي الفلسطيني وشفافية الخطاب السياسي المشترك ، بالتخلي عن المصالح الذاتية لفئة هنا او هناك . ويتوجب علينا والحالة تلك لم شمل كافة المنظمات والفصائل الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الداخل والخارج والمعبرة عن تطلعات شعبنا العظيم في كافة أماكن تواجدة .

ان الوحدة الوطنية لكافة الاتجاهات السياسية الوطنية والقومية والاسلامية في فلسطين والعالم العربي تمثل الضمانة السياسية لاستعادة الوطن وحماية قضيتنا العادلة في معركة التحدي على درب الحرية والاستقلال الوطني ، وسبيلنا الوحيد لهذة المعركة الحتمية هو ضمان حرية التعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر القائم على أساس النقد البناء بعيدا عن المهاترات والتجريح كي نتمكن من افشال مشاريع الاستيطان واستراتيجيات الهيمنة لدولة الاحتلال ، بالاضافة الى العمل الجاد لتجسيد الوحده من خلال حكومة وحدة وطنية تضمن خطاب سياسي مشترك شفاف وواضح ، وتحترم بالتالي نتائج الانتخابات القادمة في فلسطين والشتات للسلطة أو المجلس الوطني الفلسطيني .

عاشت فلسطين حرة عربية

عاشت عدالة قضيتنا

عاش شعبنا البطل

والحرية لاسرانا

مقالات ذات صلة