أخبار الجاليات العربية

أرملة النايف || تهديدات الجبهة فارغة.. والسلطة متورطة

رانيا النايف أرملة الشهيد عمر النايف

قالت السيدة، رانيا النايف أرملة الشهيد عمر النايف: إنه شخصية طيبة وعنيدة وقوية بالحق، ولا يخشى أحداً، ولا يتحمل أن يزاود أحدهم على الوطن أو القضية الفلسطينية.

وأضافت في حوار شامل مع “دنيا الوطن”، أن الشهيد النايف، كان معرضاً للاغتيال في أي وقت، سواء في بلغاريا أو أي مكان يذهب إليه، حيث كثرة المطاردة أجبرته بحسبها، للتنقل من غزة لمصر للجزائر ثم تونس، وتنقل أيضًا ما بين سوريا ولبنان، قبل أن يغادر إلى بلغاريا، التي أغتيل فيها.

تهديدات فارغة

وأكدت السيدة رانيا، أن الجبهة الشعبية لم تعط الشهيد النايف حقه بالمطلق، مضيفة بأنه ليس فقط لم تعطه حقه، وإنما قصرت بحقوقه.

وذكرت أنه كان يجدر بالجبهة، أن تعطي زوجها حقه بدلًا من تركه وحيدًا، يواجه كل الأطراف التي اغتالته، لاسيما وأنه كان على تواصل دائم بقيادة الشعبية.

وأضافت: “قيادة الجبهة كانت على علم بكل ما كان يدور داخل السفارة، وبالتهديدات التي كانت ضده”، متابعة: “لم نرَ بعد استشهاد عمر أي تحرك، وما سمعنا إلا تهديدات (فارغة)”، موضحة أن كل الدلائل في أيدي الجبهة والقضية واضحة، ورغم ذلك لم يحركوا ساكنًا.

وتساءلت: أريد فقط أن أعرف ماذا ينتظرون، فهم لم يعطوا الموضوع أي اهتمام أو جدية طوال عام من الاغتيال، بيد أنهم يقدرون على الضغط على السلطة لمعرفة المتورطين باغتيال النايف.

وحول موقف السلطة الفلسطينية من القضية، أكدت “أن السفارة الفلسطينية في بلغاريا، متورطة منذ اليوم الأول، فهي من روّجت فرضية (انتحار) عمر، وبذات الوقت استبعدت فكرة اغتياله من قبل (الموساد) الإسرائيلي، وهذا الأمر ينطبق تمامًا على الخارجية الفلسطينية، لافتة إلى أن السلطة ليس من مصلحتها أن تكون السفارة متورطة بدماء النايف، على حد تعبيرها.

الرئيس لا يتواصل وحماس وعدت

وذكرت أن الخارجية الفلسطينية توصلت بالبداية لمراحل متقدمة لحل طلاسم القضية وإدانة السفارة، لكن هناك من تدخل وأوقف نشر التقرير.

وتابعت: “بلغاريا والسلطة الفلسطينية والخارجية والسفارة كلهم متوطون بالاغتيال كما الموساد”.

وحول ما إذا تواصل الرئيس محمود عباس معها، أو مع أفراد أسرة النايف ببلغاريا، نفت السيدة رانيا ذلك، مؤكدة بأنها لم تتلق أي اتصال من الرئيس طول عام من اغتيال النايف، أو حتى تعزيه.

أما عن تواصل حركة حماس معها، فقالت: إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ونائبه إسماعيل هنية، اتصلا بها وعبرا وقتها عن مساندتهما لها ولأسرة النايف، مع تأكيد هنية ومشعل أن الموساد متورط باغتيال النايف، ووعداها بأن يحققان في القضية والسعي نحو كشف ملابسات القضية، مستدركة: لكن بعدها الاتصالات انقطعت تمامًا مع قيادة حركة حماس.

وأصرت السيدة رانيا على أن القضية لم تنتهِ وستقوم بالاستئناف، وهذا حق يكفله لها القانون، والمحامي أكد لها أنه سيطعن بقرار المحكمة، وهم بانتظار القرار الذي قد يدعو لإعادة التحقيق من جديد، لا سيما وأن الطعن سيكون على التقرير بشكل كامل، وليس على جزئيات صغيرة.

تحقيق الجزيرة

وحول التحقيق الذي أعدته قناة الجزيرة الفضائية، عن اغتيال عمر النايف، أوضحت السيدة رانيا، أن القناة أغفلت جوانب عديدة من القضية، من المفترض أن تركز عليها، مستدركة:”لكن لو الجزيرة كانت ستعرض القضية بشكل موسع لاحتاجت على الأقل 7 حلقات مطوّلة حتى تأتي بكافة التفاصيل المهمة”.

وأشارت إلى أن الجوانب المهمة التي لم تسلط عليها الأضواء في تحقيق الجزيرة، تتعلق بالمضايقات والتهديدات من داخل السفارة، مبينة أن هناك جزئية مهمة لم تعرضها القناة وهي قبل الاغتيال بأسبوعين، عندما اقتحمت الشرطة البلغارية السفارة بزعم وجود قنبلة داخلها، ودخلوا حينئذ مكان تواجد عمر، واستكشفوا المكان ومن بعدها بدأ الشهيد يسمع أصواتاً غريبة في حديقة السفارة، بينما السفارة كذبت ذلك، ناهيك عن التفتيش بمتعلقاته الشخصية، وأيضًا كان هناك تشويش على شبكة “الإنترنت” وجهاز اللابتوب الشخصي له.

في سياق متصل، ذكرت رانيا النايف، أن زوجها كان يمارس النشاطات الوطنية والفعاليات التي ترفع اسم فلسطين، ولكنه كان يركز على النشاطات التي تتعلق بمناهضة الحروب على قطاع غزة، حيث كان يصب اهتمامه على المسيرات والاعتصامات، وكان الجميع يعتمد عليه في بلغاريا بسبب قدرته على تحشيد الناس، وقوة صفاته القيادية التي يتمتع بها، حتى إن البعض كان يستغرب من ذلك، لا سيما وأن بعض الفعاليات لم تنجح لأنه ليس من يقودها.

أما فيما يتعلق بملف اغتيال الشهيد، أكدت أن طوال فترة حياته في بلغاريا لم يكن هناك أي شيء يفسد تلك اللحظات، إلا منذ وصول استدعاء الشرطة البلغارية، وهنا انقلبت حياة عمر وعائلته رأسًا على عقب.

وأوضحت رانيا، أن الشرطة كانت تلاحقه من مكان لمكان خصوصًا أثناء فترة التجول بالسيارة حيث ذكرت أنها لاحظت بأن سيارات دائمًا ما تلحق به، لافتة إلى أفراد من الشرطة كانت تأتي للمحل الخاص به، ويشرعون بأسئلة تتعلق بشراء بضائع من إسرائيل، في محاولة لأن يقوموا هم بأي شيء من شأنه أن يضعهم في موقف صعب.

وأشارت إلى “أنه في فترة من الفترات كانت تصل بعض رسائل الجوال لأصدقاء أبناء عمر، حيث كان مجهولون يحذرونهم من التعامل مع أبناء النايف، وأحيانًا تغريهم بأنهم سيدفعون لهم المال مقابل الاستدلال على مكانه أو إعطاء أي معلومة مهمة، مبينة أن تلك الرسائل مجهولة المصدر”.

ووصفت موقف الحكومة البلغارية بالمتواطئ في قتل النايف، لأن من كانوا يحققون في القضية، أخرجوا التقرير النهائي على أنه انتحار وليس اغتيالاً، مستدركة: “لكن التحقيقات ستثبت أنهم متأمرون على قتل عمر”، موضحة أن محكمة الاستئناف أصدرت قرارًا بإعادة التحقيقات مرة أخرى، معربة عن أملها في أن يتم إنصاف الشهيد.

واختتمت السيدة رانيا بالتأكيد على أنها ستواصل سعيها لكشف قتلة النايف، ولن تتنازل عن قضيته بالمطلق، وفي حال قامت بلغاريا بإفشال مساعي المحكمة، ستواصل تقديم القضية، حتى إظهار الحق.

تاريخ النشر : 2017-02-26

دنيا الوطن – صلاح سكيك

مقالات ذات صلة