الصهيونية وكرة القدم

الصهيونية وكرة القدم

اسم الكاتب : صابر المنتصر

تاريخ إدراج المقال : 2014-01-24

يخطئ من يعتقد ان كرة القدم مجرد رياضة تستهوي الشباب و يخطئ كذلك من يعتقد ان رياضة كرة القدم لا يتجاوز دورها تخدير الشعوب و الهائهم عن متابعة اوضاع بلدانهم السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية، فتاريخ كرة القدم حافل بعكس هذه الادعاءات، و اصول هذه الرياضة كانت سياسية من الدرجة الاولى، فقد قامت الشعوب الاولى للإنسانية بركل جماجم الاعداء المنهزمين في الحروب كعلامة للفرح بالنصر و كان ذلك قبل الميلاد بمئات السنين.

و كما عودتنا الصهيونية على ممارساتها العنصرية و الاستفزازية و التي تتدخل في كل صغيرة و كبيرة في هذا العالم، لم تنج كرة القدم التشيلية من هذا الفكر العنصري، فقد شهدت الاسابيع الاولى من كانون الثاني | يناير الفارط تحرك للألة الصهيونية في الشيلي، و كان ذلك بعد تغيير قميص نادي ديبورتيوفو فالسطينوClub deportivo palestino و هو نادي اسسته الجالية الفلسطينية في الشيلي منذ سنة 1920، و شمل التغيير تعويض رقم واحد في قمصان النادي بخريطة فلسطين كاملة و دون ذكر لوجود الاحتلال الصهيوني، اي خريطة فلسطين قبل قرار التقسيم و قد اثار هذا التغيير الصهاينة، اذ صرح مباشرة رئيس الجالية اليهودية في الشيلي جيرالدو كوروديشر : Gerardo Gorodischer ” ان قوانين الفيفا تمنع مثل هذه الممارسات و انه لا يجب ان نسمح بنقل صراع الشرق الاوسط الى الشيلي ” كما وقد كتب سلفه غابريال زالياسنكي Gabriel Zaliasnik على موقع تويتر : ” هذا عمل غير مسؤول من طرف مسئولي نادي فلسطينو و هو عمل يتهجم على كل الجالية اليهودية في الشيلي ” و لم تقتصر ممارسات الصهاينة على هذه التصريحات فقط، اذ قام وزير خارجية العدو الصهيوني باستدعاء ديبلوماسيين شيليين للحديث حول هذا الموضوع اما في فرنسا، اكد الناطق الرسمي باسم سفارة العدو يارون غامبورغ Yaron Gamburg ” ان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سيمنع الخلط بين الرياضة و السياسة “.

و قد قام اتحاد كرة القدم الشيلي ( و رئيسه من اصل فلسطيني ) بعد هذه الحملة بمنع الفريق من ارتداء هذا القميص مع خطية مالية قدرها 1350دولار .

اما ادارة النادي فأجابت بان باليستينو Plestinoقد تأسس في سنة 1920 من قبل الجالية الفلسطينية في الشيلي، اي 28 سنة قبل قرار التقسيم، و في ذلك الحين لم يكن هناك وجود لاسرائيل.

و تعرض النادي لبعض المشاكل في السابق حيث أجبر على تغيير شعار النادي الذي كان عبارة عن علم فلسطين في الثمانينات من القرن الماضي وفي عام 2008 تعرض لمشكلة حقد صهيونية في نهائي بطولة الدوري التشيلي الكلاوسورا حيث قام الاتحاد التشيلي بتعيين الحكم الصهيوني روبرت سليمان لتحكيم المباراة ضد فريق كولو كولو Coco Coloو كانت قرارات الحكم ظالمة بحق فلسطينو Palestinoمما أدى إلى خسارة النادي لقب البطولة وانتفضت آنذاك الجماهير الفلسطينية و المؤيدين وأجبرت الاتحاد التشيلي على عزل الحكم ومعاقبته وقد تم ذلك.

و تعد الجالية الفلسطينية في تشيلي أكبر جالية من نوعها في أمريكا اللاتينية والتي يبلغ تعدادها حسب الإحصاءات الأخيرة أكثر من نصف مليون فلسطيني، أسس النادي في 20 أغسطس من عام 1920 من قبل المهاجريين الفلسطينيين الأوائل إلى تشيلي تحت هدف واضح و هو أن يكون هذا النادي حلقة الوصل بين أبناء الجالية و ترسيخ فلسطين الوطن في قلوب الشباب الفلسطينيين في الشيلي و يتخذ من ألوان العلم الفلسطيني شعارا وزيّا للفريق كما أن الملعب الخاص به ستاد تم افتتاحه عام 1988 ويتسع ل 12 ألف متفرج وألوان مدرجاته مستوحاة أيضا من ألوان العلم الفلسطيني و حصل النادي على لقب الدوري التشيلي مرتان: عام 1955 ، 1978 وفاز في بطولة درع الاتحاد التشيلي مرتان: عام 1952 ، 1972 وفاز بكأس تشيلي مرتان: عام 1975 ، 1977 وفاز أيضا بلقب بطولة كامبيوناتوس أربع مرات في أعوام 1955 و1957 و 1972 و 1977.

و نذكر ان النشيد الرسمي للنادي يقول في بدايته : في بالستينو علينا أن نتقدم للأمام، من أجل الضوء القادم لنا من الشرق ” فلسطين”، إنها الحياة والقوة والفرح والسلام