المقالات

ثقافة تغييب المبدعين

بقلم: د. نزار محمود

لعل واحدة من أكبر ميزات المجتمعات المتحضرة إنسانياً عن الأخرى المتخلفة والظالمة هي مسألة تغييب المبدعين لأسباب سياسية بالدرجة الأولى.

إنها ثقافة سائدة في المجتمعات التي تحكمها ديكتاتوريات سياسية، حزبية أو شخصية أو قبلية أو دينية أو مذهبية، وهي ثقافة تتسم بالجهل والأنانية والأثرة.

وهذه الثقافة ترقى، من الناحية المجردة، إلى الجرائم الوطنية والإنسانية!.

ولكن قبل أن نعقد المحكمة ونسبقها بالأحكام، نتساءل: لماذا يجري تغييب المبدعين؟

أشرنا، عموماً، إلى تلك الأسباب، ونود أن نعرضها بشيء من التفصيل مع ذكر أمثلة.

يجري التغييب لمبدعين من أجل:

– كبح أعمالهم وتأثيراتها

“السلبية”.

⁃ عقابهم والثأر منهم.

⁃ اجبارهم على تغيير طبيعة أعمالهم.

⁃ ابراز أعمال غيرهم وبالتالي مكافاتهم.

من ناحية اخرى قد يحدث أن يغيب هذا المبدع أو ذاك للأسباب التالية:

⁃ نرجسية المبدع المفرطة وخلقه الذاتي لرفضه.

⁃ الشطحات الفكرية أو الدينية والتي لا تجد لها أرضية قبول سياسي او ديني او اجتماعي أو وطني، أو أنها تثير القلاقل الوطنية.

⁃ انحراف المبدع وطنياً او اخلاقياً.

النتائج::

⁃ خسارة الابداعات واضاعة فرص التقدم والتطور.

⁃ الحاق الظلم الانساني بمدعين.

⁃ اجبار بعض المبدعين واكراههم على أعمال غير صادقة.

⁃ محاولة جهات أجنبية تجنيد المبدعين المغيبين لمصالحهم واهدافهم، وبالتالي تحويلهم الى طابور خامس.

برلين، ٢٣/٨/٢٠١٩

مقالات ذات صلة