شؤون فلسطينية

مخابرات الاحتلال || عباس وحيدًا ومنعزلا ويرفض الاطلاع على صفقة القرن

تُواصل تل أبيب تسريب المعلومات التي جمعتها المُخابرات الإسرائيليّة عن رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، وبوتيرةٍ عاليّةٍ، الأمر الذي يؤكّد على أنّ وراء الأكمة ما وراءها: الإعلام العبريّ، وعلى وجه التحديد، خبراء الشؤون العسكريّة، يعمل على شيطنة عبّاس، ويُضيف أنّه يجب الانتظار حتى يتسلّم خليفته مقاليد السلطة لمعرفة الموقف الفلسطينيّ ممّا يُطلق عليها “صفقة القرن”، التي من المُزمع عرضها من قبل الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لحلّ الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، وفق المقاسات التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ومبعوثي ترامب إلى الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، نشر اليوم الأربعاء، “مُحلّل” الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) مقالاً حول الموضوع، أكّد فيه على أنّ عبّاس بات يعيش في حالةٍ من الهستيريا، ويرى بالزعماء العرب شركاء في المؤامرة التي تُحاك ضدّ الشعب الفلسطينيّ. وغنيٌ عن القول إنّ الـ”مُحلّل”، أليكس فيشمان، يستقي معلوماته من أجهزة مخابرات كيان الاحتلال، وبشكلٍ خاصٍّ الموساد والشاباك وشعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان).

وبحسب المصادر الـ”رفيعة” والـ”مُطلعّة”، التي استند عليها الـ”مُحلّل” فإنّ عبّاس بات إنسانًا مريضًا ومُتعبًا جدًا من الناحية الصحيّة، وبات يرى القيادات التي كان يعتمد عليها بمثابة أعداء، زاعمةً أنّه اكتشف، أيْ عبّاس، خلال علاجه في المستشفى أنّ أقرب المُقرّبين له قرروا أنّه يتحتّم عليه إلّا يُنهي يُواصل في منصبه حتى أخر العام الجاري، مُضيفةً أنّ هذه الرؤية والنظرة باتت معروفةً للجميع في الشرق الأوسط، لأنّ المُقرّبين من عبّاس، قاموا بإيصال هذه المعلومات لجميع القادة العرب وأيضًا القادة في الغرب، بما في ذلك كيان الاحتلال الإسرائيليّ، كما زعمت المصادر في تل أبيب.

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، وفي مُحاولةٍ بائسةٍ ويائسةٍ من قبل المُخابرات الإسرائيليّة لتأجيج الخلافات داخل القيادة الفلسطينيّة، زعمت المصادر أنّ حرب خلافة عبّاس بدأت بين أقطاب السلطة، الذين يقومون بجمع الأسلحة والذخيرة، ويُنظّمون ميلشياتٍ مسلحةٍ، كما أنّ عبّاس، أردفت المصادر عينها، امتنع عن المشاركة في اجتماعات ولقاءات في الفترة الأخيرة، ولكنّه سيضطر اليوم، من مُنطلق “مُكره أخاك لا بطل” استقبال الأمير وليام، الذي يوزر إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينيّة.

علاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة في حديثها للصحيفة العبريّة، على أنّ عبّاس يُحاوِل بشتى الطرق والوسائل إجهاض الاقتراح الذي جاء من القيادة الفلسطينيّة بتعيين نائبٍ له، ومع أنّ القانون الفلسطينيّ يُحتّم عليه تعيين نائب رئيس البرلمان، عزيز الدويك من حركة حماس، إلّا أنّه يرفض الأمر رفضًا قاطعًا.

كما زعمت المصادر أنّ الائتلاف الذي انضمّت إليه عدّة قوى من اليسار الفلسطينيّ بهدف وقف العقوبات التي فرضها عبّاس على قطاع غزّة، اعتُبر من قبله على أنّه تمرّدًا في صفوف منظمّة التحرير الفلسطينيّة. وتابعت المصادر الإسرائيليّة قائلةً إنّ القطيعة بين عبّاس وبين الوطن العربيّ ما زالت مُستمرّة، لا أنّها تتفاقم، لافتةً إلى أنّ الوطن العربيّ مُنشغل في اللاجئين في كلٍّ من سوريّة، اليمن وليبيا ولبنان والأردن، فيما يُواصل عبّاس، بحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، التمسّك بالاعتقاد بأنّ القضية الفلسطينيّة ما زالت في مُقدّمة الأجندة العربيّة، وهذا ليس صحيحًا بالمرّة، على حدّ تعبيرها.

وتابعت المصادر قائلةً إنّه لا غرابة بالمرّة من أنّ زعماء المنطقة العرب باتوا لا يهتّمون بعبّاس بتاتًا، ويقولون في جلساتٍ مُغلقةٍ، بحسب المصادر في تل أبيب، عليه أنْ يأخذ المُساعدات الأمريكيّة لإعادة تأهيل وإعمار قطاع غزّة ويلتزم الصمت، كما أكّدت للصحيفة العبريّة.

وووفقًا لأجهزة المخابرات في الدولة العبريّة فإنّ عبّاس يرى في صفقة القرن مؤامرةً أمريكيّة وإسرائيليّة ومصريّة، والتي تشمل إقامة دولة فلسطينيّة في قطاع غزّة، والاكتفاء بإقامة أقّل من دولة في الضفّة الغربيّة، والتي ستكون عاصمتها أبو ديس، وليست القدس.

وكشفت المصادر النقاب عن أنّ عبّاس لم يكتفِ بعدم لقاء شخصياتٍ أمريكيّةٍ منذ أنْ أعلن ترامب في شهر كانون الأوّل الماضي عن القدس عاصمةً لإسرائيل، بل أكثر من ذلك، إنّ عبّاس يرفض تلقّي مكالماتٍ هاتفيّةٍ من مسؤولين أمريكيين، زاعمةً في الوقت ذاته أنّ قناة الاتصال الوحيدة بين أمريكا والسلطة الفلسطينيّة تقتصر على وكالة المخابرات المركزيّة (CIA)، وحتى عبر هذه القناة يرفض عبّاس الاطلاع على أيّ خطةٍ، أكّدت المصادر الإسرائيليّة.

واختتمت المصادر قائلةً إنّ جيراد كوشنير وجيسون غرينبلاط، يقومان بتضييع وقتهما على هذا الرجل عبّاس، مع أنّهما على علمٍ ودرايةٍ بأنّه لن يُوافق حتى على الاطلاع على خريطة السلام، المُسّماة بـ”صفقة القرن، على حدّ تعبيرها.

المصدر: رأي اليوم

يافا المحتلة – وكالات

مقالات ذات صلة