شؤون فلسطينية

أحمد سعدات يدعو مركزية فتح لرفع العقوبات عن غزة

دعا الأمين العام لـالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، إلى أن تبادر اللجنة المركزية لحركة فتح لاتخاذ سلسلة من القرارات المصيرية، تبدأ بوقف العقوبات الجائرة على أهلنا في قطاع غزة وتعزيز صمودهم ومقاومتهم المستمرة، والدعوة لحوار وطني شامل من خلال الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، واعتبار المؤسسات المنبثقة من الدورة الثالثة والعشرين للمجلس الوطني غير التوحيدي انتقالية، ينتهي دورها بانتخاب مجلس وطني توحيدي جديد، في سياق استكمال تنفيذ استحقاقات المصالحة من النقطة التي توقف عندها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية للقيام بمهام السلطة الوطنية في الضفة والقطاع، حتى محطة الانتخابات الرئاسية والتشريعية وعضوية المجلس الوطني.

وأشار سعدات، عبر رسالة كتبها من معتقله في سجن ريمون الصحراوي في السابع من الشهر الحالي، إلى أن الإجماع الفلسطيني على رفض صفقة القرن والتنديد والتحذير من أخطارها على مستقبل الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية (هذه الحقيقة)، لم يقابلها أو يوازيها العمل الجاد لتوفير استحقاقات مواجهتها وإفشالها، وحماية الثوابت الوطنية على طريق تحقيقها، فانطلاق عربة المصالحة وما نتج عن هذه العملية من إعلانات وشعارات وتطمينات استُبشر بها خيراً تم وقف مسارها، بل وأسوأ من ذلك تضاعف واتسع مدى العقوبات المفروضة على شعبنا وأهلنا في القطاع المقاوم والصامد.

وتساءل سعدات: إن كان تركيع شعبنا في غزة، وإسكات صوته المقاوم، هو الحلقة المركزية لإحباط صفقة القرن؟، مضيفاً أن المسألة المثيرة للاستهجان قبل التساؤل أن كل هذه الممارسات غير المسؤولة وغير المنسجمة مع الموقف المعلن لقيادة السلطة برفض صفقة القرن يجري تسويقها تحت عنوان حماية الشرعية الفلسطينية ومنظمة التحرير العنوان المكثف لهذه الشرعية، ليصبح الحال كحال من يستخلص أن حاصل جمع ثلاث تفاحات وخمسة أقلام هو ثمانية أرانب.

وأكد على أن حصان الرهان الوحيد المضمون في هذه اللحظة لخوض ماراثون مواجهة صفقة القرن وإفشالها هو شعبنا وقياداته والقضية الموحدة المسلحة بالرؤية الاستراتيجية الكفاحية الصائبة، فما زال لدينا بعض الوقت لتصويب المسار في هذه الظروف التي يمكن وصفها بنصرة الحقيقة التي سيتبين من خلال سلوك القوى الفاعلة فيها الخيط الأبيض من الأسود.

وشدد سعدات على أنه لا خيار أمام الفلسطينيين، سوى الوحدة الوطنية التي نواجه بها التحديات والأخطار القادمة، والتي تقودنا إلى النصر. وقال دون ذلك يبقى الحديث عن مواجهة صفقة القرن وإفشالها عديم المصداقية وفي أحسن الأحوال مجرد أمنيات طيبة إذا صدقت النوايا، فالمنعطف النوعي الجديد المتمثل بالتحديات والمخاطر الراهنة لا يمكن التصدي له بالأدوات والسياسات والآليات القديمة، والتاريخ لا يرحم كل من يلهث ويسير خلف الأحداث المتسارعة.

ولفت إلى أن التضحيات البطولية المترجمة بعشرات الشهداء ودماء الجرحى دفاعاً عن ثوابت القضية الوطنية وانتصاراً لها، لم تشفع لأهلنا في القطاع الباسل، ولم تدفع السلطة لتحكيم العقل والمنطق الوطني بإنهاء العقوبات وفرملة نزع الانقسام والعودة إلى محطة تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، وعلى العكس من ذلك، هبط سقف الصوت المتنفذ الرافض لإنهاء العقوبات لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة لعشرات الآلاف من الأسر.

وأوضح سعدات من خلال رسالته أن صفقة القرن لا تستهدف شرعية هذا الفصيل أو ذاك فحسب، بل شرعية مجمل التكوين الوطني ومضمون القضية الفلسطينية وثوابتها الوطنية وأدواتها وتعبيراتها السياسية التي ترفض هذه الصفقة دون أي استسلام، مؤكداً على أن حماية الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية وعلى رأسها منظمة التحرير، ككيان سياسي جامع لوحدة الشعب وأهدافه الوطنية العادلة من تداعيات هذه المؤامرة، لا يكون بالتماهي مع أهدافها المعلنة، وتنفيذها بقصد أو دون وعي للمخاطر التي تستهدف تفكيك وحدة شعبنا وأدواته الكفاحية لمواجهة الخطر القائم وتداعياته المستمرة وتغليب المصالح الفئوية والفردية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا والانقسام على الوحدة، بل يأتي من خلال تحشيد وتجميع ومضاعفة مصادر قوتنا وزجها في ميادين الاشتباك الكفاحي والسياسي على امتداد الوطن وخارجه.

مقالات ذات صلة