اخبار مخيم البداوي

بيان جماهيري صادر عن لجنة المتابعة العليا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد لمناسبة الذكرى السابعة لنكبة المخيم

يا أبناء مخيم نهر البارد الصابر

تُطل علينا كما كل عام الذكرى الأليمة، ذكرى نكبة مخيم نهر البارد، نستذكر فيها الجرح العميق والدرس القاسي، ومعاً ننهض ونتابع مسيرتنا بكبرياء وشموخ ورفعة. فمن تاريخ شعبنا اكتسبنا إرادة لا تلين وتصميم لا ينكسر، حتى نيل حقوقنا بالكرامة والعيش بعدالة، تمسكاً بحقنا التاريخي والوطني على درب الصمود والتحدي، وفي مسيرة كفاح شعبنا العادل من أجل قضيته المحقّة، وتتويج مسيرته المظفّرة نحو فلسطين، وطن الأجداد والآباء، الوطن الذي سيبقى وطناً للأبناء والأحفاد.

نستعيد اليوم وإياكم تلك الأيام العصيبة التي مرّت بنا، وتركت بصماتها السوداء في حياتنا، والتي حاول الغادرون فيها تفتيت مجتمعنا ونسيجنا الاجتماعي، وتفريق شملنا الوطني وكلمتنا، وتدمير مخيمنا الأشم، والذي يشكل بكل ما فيه من ذكريات وآمال، وأحلام تعبِّر عن هوية إنساننا الفلسطيني، وجسر عبورنا إلى الوطن الغالي، حاولوا وبكل ما لديهم من غدر ومكر وهمجية النفاذ إلى بيئتنا، إلى قيمنا وعاداتنا، إلى تلاحمنا ومحبتنا وتضامننا في ما بيننا، حاولوا ومازالوا يحاولون تمزيق الوحدة، وتحطيم المعنويات التي لطالما تمتعنا بها كأسرة واحدة في بناء متين، وسد منيع يحمي البقاء والوجود والحياة، ويعزّز الثقة بمستقبل نضالنا المتواصل الطويل، لكنهم فشلوا بفضل إصراركم وصمودكم، بفضل حكمة الكبار، وصلابة الشباب، وتفاؤل الأطفال ورغبتهم في الحياة الكريمة.

إن قوتنا وكرامتنا في مخيم متماسك بنسيجه وبقيمه وعراقة الذاكرة الحاضرة من روابي وتلال، ووديان وهضاب الجليل ذاكرة الأجداد التي نتناقلها من جيل إلى جيل، تنمو كزيتون فلسطين، وتعبق بعطر الوطن، وتفتخر بروح الانتماء إليه.

يا أهلنا الكرام في هذا المخيم الأشم:

إن الصدفة ليست وحدها وراء تزامن النكبتين، النكبة الأم في العام 1948م، نكبتنا الكبرى في فلسطين، ونكبة نهر البارد في العام 2007م، لأنها تأتي في السياق ذاته، محاولة لإجهاض حلمنا، وكسر صمودنا، وتمسكنا بحقنا في العودة.

إننا من موقع المسؤولية الوطنية، وقوة الواجب إزاء مخيم نهر البارد، وأبناء شعبنا وقضيتنا، نؤكد لكم أننا لن ننثني للجمر والقهر والظلم، والعمل الجدي وحده يَصدق ويَظهر ويَبقى، أمّا الصراخ والإشاعات المُغرضة، والخطابات والوعود، أو الإدعاءات الصوتية واللفظية من أية جهة أتت فإنّها لن تنل من عزيمتنا، لأن الزَّبَدُ يذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فحتما كما ترون َها هو يمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.

وما نود قوله لكم في الذكرى:

1- في الوقت الذي نتمنى فيه على اللجنة الإستشارية للأنروا، التي ستعقد إجتماعها مع الدول المضيفة للفلسطينيين في عمّان يومي 16 و17 حزيران القادم أن تولي إهتماماً إستثنائياً لإستكمال التمويل لإعمار مخيم نهر البارد كاملاً، وبرزمِهِ الثمانية، والتأهيل والترميم والتعويض عن أهله بقسميهِ القديم والجديد، وإعادة الحياة إليه هي قضية أخلاقية وقانونية وسياسية من الدولة اللبنانية أمام المجتمع الدولي ولا تراجع عنها، وإن أي تقاعس في تأمين الأموال اللازمة، أو عدم تلبية تمويل الإعمار من الدول المانحة هو الذي يعيق برنامج إتمام الرزم المتبقية، ويسهم في زرع عناصر الشك والقلق لدى شعبنا، وهذا أمر تساهم فيه دوائر ومؤسسات عدة.

2- ونتمنى النجاح للمفوض العام الجديد للأنروا السيد “بيير كراهينبول” في مهمته لأجل مواصلة السعي لإستعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمخيم وفق برنامج الطوارئ الاجتماعي والإغاثي الاستثنائي، تمّ إقراره استناداً لمفهوم الشراكة على مستويات ثلاث، الأنروا والحكومة اللبنانية والقيادة الفلسطينية، لذلك نطالب بوقف الهدر والإنفاق غير المبرّر، ولكن ليس على حساب المُستحق، ونرفض محاولات التراجع عن البرنامج والعمل لتأمين التمويل للإغاثة بكل أشكالها، هو من مسؤولية المستويات الثلاثة، ولا يحق لطرف دون آخر إعلان نهايته .

3- نضع المؤسسات الدولية، والدول المانحة أمام مسؤولية إعادة الحياة للمخيم الجديد عبر استكمال برنامج إعمار الأحياء المدمرة، كالعقار رقم 39، وكذلك المباني المهدمة تهديما كاملا، والتعويض عن خسائر أهالي المخيم .

4- إن مهمّة البناء لا تقتصر على الحجر، بل تشمل أيضاً الإنسان والمرجعية الشعبية وأهمها اللجنة الشعبية، كنسيج وطني لا بدّ منه، وإن استكمال بناء المخيم يحتاج إلى إدارة للمخيم، تشرف على الحياة الخدماتية كافة، وهي كثيرة وكبيرة، وهموم البناء ومعالجة القضايا العالقة كافة وفق أجندة طويلة من المهمات، كما يحتاج لهيئات شعبية فاعلة وقادرة، تستمد لجنة المتابعة منها ذراعها الميداني بمشاركة جديّة وليست شكلية.

5- لذلك سنبقى على الوتيرة ذاتها والطريق والأسلوب ذاتهما، ونلتزم منهج العمل بصمت لإنصاف المظلومين، ومتابعة الأخطاء التي لا بدّ أن تقع بين الحين والآخر، ونصوَّب الخُطى، وننتزع الحقوق لمستحقيها ومن سالبيها، ونراكم الخُطى الواحدة تلو الأخرى، ليعود المخيم أفضل مما كان عليه، ولن تتكرر تجربة المخيمات الأخرى، والتي نحفظها جميعاً، كذكرى صارت في عهدة النسيان للأسف، من مخيم النبطية إلى تل الزعتر وما بينهما.

إن مخيم نهر البارد وسيعود بأهله لمكانته ودوره مهما كانت الصعاب أن عودة المخيم كاملاً لمكانته ودوره في القضية الوطنية تحتاج إلى جهودنا جميعا، إنّها مسألة وطنية بامتياز، وفي نطاق ن

زاع الإرادات تتطلّب منّا الحرص والمسؤولية، والصبر والحكمة والإصرار والتعاون والتظافر من الجميع.

وليكن دائماً شعارنا: مخيم نهر البارد، بشراً وحجراً وقيماً ثلاثية متلازمة، ولا يمكن أن يكون من دون إحداها.

اللجنة العليا لمتابعة اعمار مخيم نهر البارد

18/05/2014

مقالات ذات صلة