المقالات

أيهما أشد ضرراً وفتكاً .. هل  ورشة البحرين وصفقة القرن .. أم أوسلو التي أنجبت التنسيق الأمني وأخواته ..؟!

د.احمد محيسن – برلين في 2019/06/29


إن شعبنا يدرك بأن صفقة القرن هذه .. هي  وليدة ونتيجة لمخططات وهندسة أوسلو .. وحصاد ما تلاها من إتفاقيات وتفاهمات ومؤتمرات ولقاءات  .. على غرار  إتفاقية باريس الإقتصادية .. ومؤتمر باريس الإقتصادي .. ووثيقة عباس – بيلين .. والقائمة تطول .

وشعبنا يحمل هذه القيادة مسؤولية ما أوصلت شعبنا وقضيتنا إليه .. من إخفاقات وكبوات وضرر وأذى وإضاعة للوقت في مفاوضات عبثية استمرت لأكثر من ربع قرن من الزمن  .. كذلك يُحمل شعبنا  هذه القيادة مسؤلية ركوب  أول قاطرة تقود التطبيع مع المحتل ..  مما فتح الباب على مصراعيه للدول الأخرى .. العربية والدول الصديقة لقضيتنا ودفعها دفعاً لكسر حاجز التطبيع مع المحتل .. لأنهم لن يكونوا أكثر فلسطينية من الفلسطينيين بحسب حجتهم…؟!

هل تريد هذه القيادة أن تقنع شعبنا بأنها ضد صفقة القرن ! وهي أول من شجع عليها وباركها بالصوت والصورة في لقاءات عباس – ترامب .. وتابعت هذه القيادة العمل والفعل على الأرض لتترجم بنود ونصوص صفقة القرن .. إلى وقائع وحقائق ملموسة محسوسة تضع الحَب في طاحونة صفقة العصر  .. من خلال تسهيل مقصود الصفقة وترجمة ودعم نصوص صفقة القرن بالتعامل اليومي الفعلي على الأرض مع الإحتلال ..!!

كيف تدعون رفضكم لصفقة القرن .. وأفعالكم وتصرفاتكم لا تدلل على ذلك بتاتاً .. بل على العكس تماماً .. ففعلكم على الأرض الذي يرصده شعبنا هو تساوق مع صفقة القرن ..!!

وإلا فأخبرونا كيف تريدون إسقاط صفقة القرن والتصدي لكل ما يحاك لقضيتنا والمكر لشعبنا .. وبأي أدوات تريدون فعل ذلك .. وما هي خططكم وبرامجكم …؟!

أم يكفي الرفض اللفظي لذلك .. مع مواصلة التنسيق الأمني  وكبح جماح المقاومة ..؟!

هل يعقل أن يكون باستطاعة شعبنا أن يتظاهر في برلين ولندن وباريس وروتردام واسكندنافيا وأستراليا وأمريكا وفِي تشيلي والبرازيل .. وفِي كل أصقاع الدنيا  ضد ممارسات الإحتلال وعدوانه  .. بينما في رام الله يعد ذلك من المحرمات .. ويتم قمع شعبنا ومنعهم من مقاومة المحتل .. واستدعاؤهم واعتقالهم .. تحت ذرائع واهية معيبة  .. بفضل أجهزة أمن السلطة والعصا الغليظة التي تستخدم ضد شعبنا ..؟!

أتريدون التصدي لصفقة القرن بدون الفلسطينيين في غزة التي تعاقبونها وتساهمون في حصارها .. وكذلك بدون الفلسطينيين الذين يعيشون في المنافي ودول الشتات وعددهم يزيد  عن  أكثر  من نصف تعداد الشعب الفلسطيني …؟!

أتريدون التصدي لصفقة القرن بدون مقاومة وبدون انتفاضة وبدون مجابهة واشتباك مع الإحتلال ..؟!

ما الذي فعلتموه بثورة شعبنا التي كان وقودها دماء أبنائنا وإخوتنا وأحبتنا …؟!

هل يعقل أن تتحول ثورة شعب طل سلاحي من جراحي .. إلى سلطة أوسلو التي أنجبت التنسيق الأمني المقدس ..؟!

هل يعقل أن تستبدل عقيدة تحرير كامل التراب الفلسطيني ..  بعقيدة القبول بكنتونات في الضفة الغربية المحتلة .. وبوجود مليون مستوطن .. وسلطة فاسدة متهالكة .. لا سلطة لها على ربط حمار  في أي منطقة في الضفة المحتلة  .. إلا بموافقة جنود الإحتلال ..!!

بماذا ستتصدون لصفقة القرن ..؟!

بمنظمة التحرير الفلسطينية التي لم يبق منها غير الشعار .. وهي التي كان الهدف الرئيسي من إنشائها هو تحرير فلسطين عبر  الكفاح المسلح .. والتي عمدها شعبنا بالدم .. وأفرغتموها من مضمونها وشطبتم دوائرها .. وفِي مقدمتها الدائرة السياسية .. وتم إقصاء الأخ  فاروق القدومي ابو اللطف عن المشهد .. وكذلك الدائرة العسكرية ودائرة شؤون اللاجئين .. ودائرة شؤون الوطن المحتل .. ودائرة العلاقات القومية .. ودائرة التنظيم الشعبي .. ذهبتم بكل مضامينها الثورية وأصبحت أثراً بعد عبن .. واستبدلتم المنظمة بالسلطة .. مروراً بأوسلو .. ووصولاً لصفقة القرن ..؟!

أين هي منظمة التحرير التي يعرفها شعبنا بمكوناتها ومضامينها وأفعالها وأركانها وقواعدها ومؤسساتها الشعبية ورجالاتها ..؟!

وما الذي فعلتموه بها من قتل وتدمير لهياكلها وأركانها ومكوناتها …؟!

لقد اختطفتموها وذبحتوها ووضعتموها في الثلاجات وقضيتم على فصائلها .. وأصبحت منظمة التحرير تختصر  فقط بشعار  .. وبمجرد  اسم  وختم  .. وأحياناً تكون سوطاً يستخدم من البعض فقط كلما دعت الحاجة لذلك .. للمزايدة على البشر ولفرض الهيمنة  على من يعترضكم باسم المنظمة وكأنكم خلقتم فقط لهذه المهمة ..!!

شعبنا يُؤْمِن بأن المنظمة هي وطننا المعنوي في الشتات .. وخيمتنا التي نتظلل بها .. وهي بالتأكيد ليست المنظمة التي تتحدثون عنها وباسمها وتصادرونها ..  وأصبحت كالنمر  الورقي ..  بعد أن اغتصبتموها واختطفتموها …!!

فعندما تكون المنظمة بالفعل .. تحظى بإجماع الشعب الفلسطيني .. بأنها تمثل الكل الفلسطيني .. تمثلهم بتطلعاتهم لتحقيق النصر والتحرير والعودة حسب مواثيقها وأدبياتها ..  فلن نكون بحاجة كلما دق الكوز بالجرة .. خوض مخاضات جولات التهليل والتسبيح .. بشكرها وبحمدها .. على أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .. – لأمر ما في نفس يعقوب – فطرح موضوع التمثيل وخوض السجال .. يدل علمياً .. على أن الذي يطرح هذا الطرح ..  يدرك تماماً أن هناك نقص يشوب الذات والحال .. وأن الأمر ليس على ما يرام وليس هناك قناعة في الموضوع .. وإلا لما تم طرحه .. وهو يعبر عن حالة غير قائمة .. ويعبر عن الشعور  بعكس ذلك الطرح الذي يطرح .. أي الشعور بالنقص في المضمون .. سيما وأن الطرح في البيت الفلسطيني الواحد ..!!

ويتصرف البعض مع مصطلح  منظمة التحرير كما كان العرب في عصر الجاهلية يتصرفون .. بأن كانوا يعبدون أصناماً من التمر  .. ويقدمون على أكلها عند شعورهم بالجوع ..!!

عجباً لمن يتغنى بمنظمة التحرير إسماً وختماً وشعاراً ويافطة يلتقط الصورة بجانبها ليذكرنا بوجودها .. ولا يغضب لها ولشرفها ولدماء أبنائها  ولتاريخها .. وهي تداس وتطحن وتهمش وتفرمها  جنازير ومناشير  الفاسدين ويتم المتاجرة بها ..!!

نجزم القول بأن بعض هؤلاء لا يعرفون عن المنظمة غير اسمها .. كما ونجزم القول أيضاً .. بأن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا لا يعرفون من هم أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة .. ومن هي الفصائل الموجودة فيها .. وشعبنا محق في ذلك .. لأنه لم يعد لهم وجوداً على الأرض .. وحالهم في أحسن الأحوال .. كحال حزب سياسي محبوس في زجاجة ..!!

إن شعبنا يؤمن بمنظمة التحرير  التي يعرفها وتربى في أحضانها .. منظمة التحرير بمضامينها ومواثيقها القومي والوطني .. وبدوائرها ومؤسساتها .. التي ذهبتم بها أدراج الرياح وشطبتموها  …!!

نؤمن بمنظمة التحرير التي يتجدد فيها ضخ الدماء العربية الفلسطينية  الشابة .. وممارسة الحياة الديمقراطية وتداول السلطة وتدافع الأجيال  .. من خلال  انعقاد دوراتها لانتخاب قيادتها من كافة أبناء شعبنا ديمقراطياً .. على أساس الشراكة الكاملة ..  لتضم جميع مكونات شعبنا وقواه المناضلة.. بعيداً عن ممارسة التفرد  والإقصاء والهيمنة والتزوير .. ولا نريد المنظمة التي تستخدمون اسمها .. التي فقدت أسنانها ومخالبها وتكلست مفاصلها .. ولَم تعد موجودة على الأرض .. وشاخت قياداتها …!!

كم هو المتوسط الحسابي لأعماركم في قيادات السلطة والمنظمة وما تبقى من قادة الفصائل ..؟!

نعتقد بأن المتوسط الحسابي لأعماركم هو لا يقل عن الثمانين عاماً .. محسوبة بالقلم والدفتر …؟!

كيف لشعبنا أن يصدقكم بأنكم ستتصدون  لصفقة القرن .. بهذا الحال البائد .. وأنتم تهدمون مؤسساتنا وتغيبون الحياة السياسية والتشاركية والنضالية والمقاومة  .. وفساد أصبح يمؤسس ويستشري ..؟!

إن شعبنا سيفشل كل المخططات التي ستنال من قضيتنا بدونكم ورغم التنسيق الأمني المقدس  .. وأن هذه ورشة البحرين ستمر كغيرها  وسيطويها  شعبنا وسيفشل أيضاً صفقة وصفقاة القرن والعصر …!!

أرونا ما هي خطواتكم المقبلة  كقيادة  فلسطينية رسمية  بعد ذلك إن كنتم بالفعل ضد صفقة القرن وورشة البحرين ..؟!

وماذا تمتلكون من رؤية واستراتيجية  لمواجهة ما بعد ذلك غير الكلام  …؟!

لأن الإحتلال وأعوانه لن يتوقفوا عن نسج خيوط مؤامرات وخطط قادمة تهدف للنيل من القضية العربية الفلسطينية ..  فهل ستصحو القيادة الفلسطينية الرسمية من غفلتها ..؟!

وهل ستلتحم هذه القيادة المفروضة علينا بشعبها .. وتكف عن معاقبته وحصاره ..؟!

وهل ستتصالح معه وستطلق يد مقاومته  ..؟!

وهل ستنضج وتتعلم من الدروس العديدة وستتوفر  لديها الآن  الإرادة السياسية .. وخطوات عملية على الأرض لصد العدوان وتحقيق  التحرير والعودة ..؟!

أم ستكتفي بمواصلة الرفض اللفظي والتنسيق الأمني ..؟!*