المقالات

أكبر بكثير من محاربة داعش

تتصاعد الأزمة بين موقف أعلنه وزير الخارجية العراقي في واشنطن أمام وزير الخارجية الأمريكي وبين موقف البرلمان العراقي من جهة والشعب العراقي وفصائل المقاومة ، مقاومة الاحتلال في العراق.

فلقد أعلن وزير الخارجية دون خجل أو وجل ان العراق بحاجة للقوات الامريكية ان تبقى في العراق من أجل تدريب القوات العراقية وتسليحها.

يتحدث وزير الخارجية العراق وكأن جيش العراق فرقة من قماش وكأن جيش العراق ليس الجيش العربي الأعمق في التدريب والتسليح سابقاً، وان الولايات المتحدة هي التي دمرت هذا الجيش تحت شعار بناء الجيش الذي لم تعمل للحظة واحدة على بنائه فعلاً ، لقد أكدت الولايات المتحدة بكل ما يلزم ان لا يتم تسليح جيش العراق الذي أعلنت عن بدء بنائه بعد الاحتلال بأسلحة تجعل من هذا الجيش جيشاًَ قادراً على الدفاع عن البلد وسيادتها وعن حدودها المترامية مع العراق وتركيا وإيران وسوريا والأردن والكويت والسعودية ، هذا الجيش لا يملك حتى طائرات الهيلوكابتر المسلحة القادرة على الهجوم والدفاع عن الحدود والدفاع عن الشعب العراقي ، كلام هراء ، ما تقوله واشنطن حول بناء القوة العراقية وتسليحها ، فالجيش العراقي اذا أخذناه أفراداً مدربين هو حتماً أقوى من أفراد الجيش الأمريكي لأنه يملك الأرض ويملك الحقيقة في العراق ويملك الايمان ببلده وسيادة بلده ، اما في ما يتعلق بالتسليح فتسليح الجندي العراقي الذي سمحت به واشنطن هو أقل في الواقع من تسليح العنصر الارهابي الذي سلحته أمريكا في داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية التي أقامتها واشنطن من أجل التحكم وايجاد المبرر باحتلال العراق واستمرار هذا الاحتلال.

وما التصعيد الذي نشاهده هذه الايام من عمليات ارهابية لما يسمى بداعش الا تنظيماً من قبل المخابرات الامريكية وتزويداً لبعض الاسرى الذين احتفظت بهم قسد العملية للأمريكان وترسلهم للعراق دفعة وراء دفعة ، ان هدف القوات الامريكية في العراق واضح كل الوضوح ، حماية عملية نهب ثروة العراق النفطية والغازية وإيجاد كل السبل والأسس التي تمكن الولايات المتحدة من استخدام العنصرية الكردية ومن يتبعها ضد العراق وحدة وسيادة ودفاعاً عن هذه الوحدة والسيادة.

مخطط الولايات المتحدة واضح وهو ان تقبل شكلاً بتحجيم مهام القوات الأمريكية على الارض العراقية لكن ضمان لتضمن بقاء هذه القوات إلى الأبد او إلى ما شاء الله حسب تصور واشنطن والبيت الأبيض، ويربط هذا التمركز في العراق، جسوراً مع كانتونات أمريكية تقام على الأرض السورية وفي قاعدة التنف التي تقع على الأراضي الأردنية بمحاذاة الحدود العراقية والسورية كي تكون المخزن والخزان الذي تستمد منه القوات الأمريكية كل التعزيزات اللازمة لشن حربها واحتلالها لأراض في شمال وشرق سوريا ، حقول النفط تحديداً وبشكل خاص وحماية قسد وقيادتها العميلة للأمريكان والتنقل بين سوريا والعراق تهريباً للنفط المسروق من الأرض السورية وبنفس الوقت استخداماً للإرهابيين الذين تطلقهم الولايات المتحدة عندما تريد لتفجير عبوات في المدن المكتظة بالسكان والأسواق المكتظة بالمدنيين لتقول داعش موجود وعلينا ان نتابع محاربة داعش نحن والناتو ولذلك العراق بحاجة لنا.

واذا بوزير خارجية العراق يعمل بكل وضوح مسوقاً للأفكار الأمريكية في واشنطن وفي الحوار الاستراتيجي الذي يستهدف إخراج القوات الأمريكية من العراق ، هذا الوزير الذي لا نريد ان نتابع تاريخه لا شك انه عين في الحكومة العراقية بضغط أمريكي لأنه عميل للولايات المتحدة وخادم أمين لمصالح الولايات المتحدة وليس لمصلحة العراق او الأمة العربية او القضية الفلسطينية لم نسمع من وزير الخارجية العراقية مثلاً ما يقوله حول دور إسرائيل التجسسي في العراق ودور إسرائيل في الطائرات المسيرة في العراق ودور إسرائيل في اغتيال المهندس في العراق ودور إسرائيل في اضطهاد الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في فلسطين او في قصف سورية والجيش السوري او التدخل في الخليج العربي والوصول إلى العراق من بوابته الخلفية ، لم نسمعه يقول هذا بل سمعناه يمتدح أمريكا ويطالب ببقائها على ارض العراق قوة محتلة تحت عنوان التدريب والتسليح وكأنما وزير خارجية العراق نسي او تناسى ان هنالك دول عظمى مستعدة لتزويد الجيش العراقي بكل ما يلزمه ابتداء من الطائرات الحديثة والصواريخ والهيلوكابتر المقاتلة والأسلحة الفعالة وليس الأسلحة المنسقة التي بدلاً من ان تقذف بها القوات الأمريكية نحو سلة المهملات تبيعها للعراق بأسعار الأسلحة الغالية الحديثة.

من هنا نقول ما قناه سابقاً ونؤكده اليوم من أن رئيس الوزراء العراقي لا يمكنه الاستمرار رجل في البور ورجل في الفلاحة ، اي لا يمكنه الاستمرار بالتعامل الإيجابي مع الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه التعامل الايجابي مع فصائل المقاومة ، فصائل المقاومة في العراق حددت موقفها حتى قبل ان يعود وزير الخارجية “العظيم” الذي استجدى من الولايات المحتدة بقاء قواتها لإستكمال تدريب الجيش العراقي وتسليحه ، هذا التدريب والتسليح الكاذب الكاذب الكاذب.

لقد رفع الشعب العراقي وممثلوه الوطنيون و القوميون والتحرريون شعار طرد كافة القوات الاجنبية من الأرض العراقية ، كافة القوات الاجنية، والبدء كان بالقوات الأمريكية وسف تستمر هذه الفصائل في ملاحقة القوات الأمريكية الى ان يصبح وجودها خسارة لها، فلترحل عن العراق غير مأسوف عليها.

رئيس الوزراء العراقي يقف الان امام مفترق طرق ، اما ان يكون بصف المقاومة التي تريد ان تحر العراق من الغزاة الاجانب والجيوش الأجنبية او ان لا يكون على رأس وزراء العراق ، العراق بأسره يقف على مفترق طرق اما ان يحافظ على سيادته على أرضه وجوه وبحره ويحافظ على انتمائه القومي والتزامه بقضايا الامة العربية وعلى رأسها قضايا الشعب العراقي ، الذي يحن إلى عودة إلى الاستقرار والى ان لا يجوع ولا يعطش وان لا تقطع الكهرباء عنه وان لا يفتقد للأساسيات من الدواء والغذاء ، هذا الشعب العظيم لا يستحق الا كل خير لا يستحق الا من يجاهد من أجل رفعة شأنه ولا رفعة لشأن الشعب العراقي الا برفعة شأن الامة العربية ولا رفعة لشأن الشعب العراقي الا تحت قيادة محور المقاومة الذي يقف بالمرصاد لأعداء الامة العربية والشعب العراقي منها ، يقف لهم بالمرصاد ليدافع عن حرية الشعب ، وحقه في الحياة وحقوقه كانسان وحقوقه في سيادته على أرضه وطرد الغزاة منها واستثمار كل الثروات التي تمتلكها الأرض العربية من اجل تطوير الأوضاع العربية في الاقطار العربية ومن أجل تنمية الإنسان العربي ومن أجل إنهاض الزراعة والصناعة ومن أجل التبوء في مكان في هذا العالم الإلكتروني تبوء المكان الذي يستحقه الشعب العراقي الامة العربية بأسرها.

وفي النهاية نقول، ان ما أعلن حتى الان على لسان قادة فصائل المقاومة العراقية يبشر بالأمل الكبير، لكننا نعود لنؤكد ان وحدة محور المقاومة هي السبيل لإفشال كل مؤامرات الولايات المتحدة وإسرائيل والناتو، لأن مؤامراتهم تشمل كل البلدان العربية، هذه المؤامرات لا يمكن مواجهتها مواجهة شاملة فنحن اذا نظرنا للأمام نجد ان حرب المقاومة على الوجود العسكري الأمريكي في العراق سوف تجبر الولايات المتحدة على سحب جزء أساسي من قواتها من العراق الى سوريا والى التنف، ولكن علينا في سوريا وفي لبنان وفي كل مكان ان نهيء المسرح لاستقبال هذه القوات الخارجة من العراق لتبقى في المنطقة بنيران تدفعها للهروب من العراق ومن المنطقة بأسرها ، لقد أعلنت الولايات المتحدة حربها على شعوبنا وأمتنا وعلينا ان نرد بعملية دفاع متصلة متكاملة لا تتوقف ضد الوجود العسكري الامريكي وضد التحالف الإسرائيلي الأمريكي والتحالف الاسرائيلي الخليجي الذي يشكل خنجراً في ظهر العراق ، سوف تظهر اثاره قريباً جداً، لأن الامارات تتآمر على العراق وتدفع الملايين للعملاء الذين لا يخدمون سوى مصلحة اسرائيل وامريكا وعملائها في المنطقة.

مخجل ومؤسف ومذل ان نسمع ان وزير الخارجية العراقي تقبل فرحاً تبرعاً أمريكياً بمئة وخمسين مليون دولار للعراق لمساعدات انسانية ، العراق يتلقى مئة وخمسين مليون دولار من الولايات المتحدة مساعدة انسانية !، هل تتصورون هذا !، هذا العراق الغني الكبير المعتز بنفسه بكبريائه بعروبته يتلقى مئة وخمسين مليون دولار من الولايات المتحدة ولا يتجرأ هذا الوزير الذي أظهر بوضوح ولائه للبيت الأبيض لا يتجرأ على القول ماذا عن مئات المليارات التي نهبتموها من بلادنا ،نفطاً ومالاً وفساداً.

مقالات ذات صلة