المقالات

“الوحدة الفلسطينية” تساؤلات مشروعة

“الوحدة الفلسطينية”

تساؤلات مشروعة

وليد ظاهر – الدنمارك

جاءت دعوة الرئيس الفلسطيني لتشكيل حكومة الوفاق الوطني، حسب ما نصت عليه اتفاقيات الدوحة والقاهرة، فقوبلت الدعوة بالترحيب والتأييد من الفصائل والتنظيمات وقوى المجتمع المدني الفلسطيني، وكذلك من قبل جامعة الدول العربية.

باستثناء حركة حماس، والتي أعربت عن تحفظها واعتبارها بانها “خطوة منفردة” على حسب قولها، وان الذي يدعو الى الريبة والاستهجان، زعم حركة حماس وعلى لسان الناطقين باسمها قبل فترة وجيزة، بان القيادة الفلسطينية قد استجابت للضغوط الأمريكية، ولم يعد بنيتها السير قدما لتطبيق بنود المصالحة الفسطينية !!!

ان هذا الموقف الحمساوي الغريب، يضعها في موضع المساءلة الوطنية، فهل حماس معنية بإنهاء الانقسام وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا الى الأبد ؟؟؟ وهل تمتلك الإرادة والنية السياسية لذلك !!! ام أنها رهنت قرارها بالمتغيرات والقوى الإقليمية والدولية، التي تعتبر القضية الفسطينية “مطية” تطوعها وتسيرها وفق مصالحها الخاصة !!!

ام ان خوف حماس من دلالات ومؤشرات آخر استطلاعات الرأي، وكذلك الانتخابات في الجامعات الفلسطينية، ولن ننسى مليونية غزة التي خرجت لإحياء ذكرى انطلاقة الثورة، والتي تأكد على تراجع شعبية حماس في الوطن.

فاصبح الرهان على الشتات وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، بذلك تكون حماس قد ارتكبت الخطيئة الكبرى، لان شعبنا قد قالها بصوت مدوي “الشعب يريد إنهاء الانقسام”.

يضاف الى ما سبق ان شعبنا لم تعد تنطوي عليه ألاعيب وفبركات حماس، وتشدقها بالمقاومة، التي سرعان ما أصبحت خيانة فقط لمعارضتها المصلحة الحمساوية.

ان حماس التي انكشفت حقيقتها بعد انقلابها الدموي على الشرعية الفلسطينية، واستجابتها لصندوق الرصاص وليس صندوق الاقتراع، وسياسة تكميم الأفواه وحكم الشعب بالحديد والنار، وان تحلل لنفسها ما ترحمه على غيرها، باسم المصلحة الوطنية، مبررات وذرائع واهية كخيوط العنكبوت سرعان ما تساقطت، وانكشفت حقيقتها بانها تريد الحكم والسلطة بغض النظر عن الوسيلة، وتطوع الدين حسب أهوائها ومصالحها الفئوية، فلا تقبل الرأي الآخر وعقيدتها الغاية تبرر الوسيلة.

وسؤال أخير برسم الإجابة، أليس رئيس الشعب الفلسطيني، هو الذي يمتلك الشرعية ويحق له الدعوة الى تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وطبعا يتم تشكيلها بالتشاور والتوافق بين الفصائل والتنظيمات وقوى المجتمع المدني، ام ان لحماس رأي آخر ؟؟؟

لقد أثبتت القيادة الفسطينية وحركة فتح مجددا بان الوحدة وإنهاء الانقسام له الأولوية في أجندتهما، وفي المقابل ليس أولوية لدى حماس.

مدير المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك “فلسطيننا”

مقالات ذات صلة