الشتات الفلسطيني

صلاح صلاح : اتوجه الى قيادات الفصائل ، والى ممثليها في المناطق والمخيمات في لبنان

صلاح صلاح

اتوجه الى قيادات الفصائل ، والى ممثليها في المناطق والمخيمات ، والى لجان المتابعة بأن ينظروا بكل الجدية والتقدير لهذا الحراك الشعبي الواسع والشامل لمختلف قطاعات و فأت المجتمع الفلسطيني .

انها انتفاضة المخيمات ، انتفاضة حقيقية تعكس لحظة الانفجار لما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون من ظلم واضطهاد على مدى سنوات طويلة .

على القيادات الفلسطينية ان تحتضن هذه الحالة و تحميها و ترعاها بكل جهد ومسؤولية ، و ترتكب خطأ فادح اذا وضعت نفسها بموقف متعارض او متصادم معها .

في الكثير من الجلسات الخاصة وحتى العامة كان لدى قيادات فلسطينية الجرأة لان تمارس نقداً ذاتيا حول عزلة الفصائل عن جماهيرها ما يضعف قدرتها على التواصل معها وكسب ثقتها .

الان توجد فرصة استثنائية لاعادة الثقة بين قيادات الفصائل وناسها ؛ فأما ان تستفيد القيادات من هذه الفرصة وتستعيد العلاقة الحميمة والصادقة مع شعبها (التي تعمدت لعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والاسرى) وتتلاحم معها وتسير في مقدمتها للدفاع عن مطالبها المحقة والمشروعة ، و اما أن تتناقض معها او تتخلى عنها فَتكرس عُزلتها وتفقد ثقتها ، فَتبرز قيادات شابة تستمر بالإنتفاضة ، واما ان تدخل معها بخلاف كالذي تظهر مؤشراته في مخيم عين الحلوة فيؤدي الى فشل الانتفاضة وتتحمل الفصائل المسؤولية .

**

وانتم ايها الشباب شُقوا طريقكم بهمة وتواضع، إكسبوا ثقة الناس ومحبتها بالتفاني والجهد المتواصل لتحقيق أهداف الانتفاضة .

القيادة العاقلة الحكيمة لا تشتم ولا تسيء لأحد حتى و إن عارضها.

اسلوب الاتهام والتخوين ضار جدا و مسيء لمن يستخدمه .

تحملوا مسؤوليتكم بأعلى درجة من العقلانية والموضوعية والتواضع .

كل التقدير لمن يتابع الطريق معكم و الترحاب لمن يقدم لكم الدعم والرعاية-خاصة الفصائل – ولتكن بالمقدمة .

ربما يوجد عذر لمن يقف في منتصف الطريق او ربعه .

الاساءة ليست من شيم المناضلين .

كلنا نشكو وندين الانقسام في الساحة الفلسطينية بين القوى والفصائل على المستوى الوطني العام فلا تُكرروه على صعيد الحراك الشعبي المحلي في لبنان .

***

تنظيم عمل الانتفاضة في المخيمات ووضع آلية لجدولة نشاطاتها امر ضروري وهام ،لان معركة الوصول الى الحقوق مع من لا يريد ان يعترف لللاجئ الفلسطيني بأي حقوق يفرض علينا الإعداد لمسيرة طويلة من الضروري ان نَتكيف معها بنشاطات لا ترهق شعبنا ولا تضر بمصالح حُلفائنا .

صحيح لنا أنصار و مؤيدين و متعاطفين كثر لكن لا يجوز ان نضع عبئنا على أكتافهم وليس صحيحا ((تحميل اهدافنا كوديعة لدى القادة اللبنانيين الحلفاء)) ونحن نبقى ننتظر سنوات اضافية الى 71 سنة مضت .

علينا ان نجد صيغة لقاء وتوافق مع حُلفائنا على مطالب الانتفاضة بِشموليتها وليس حق العمل فقط .

ضروري السعي للاستفادة من حُلفائنا اللبنانيين في مختلف مواقعهم مع إدراكنا للصعوبات التي تواجههم في ظل نظام قائم على اساس التوازن الطائفي .

نحن أقوياء بِحلفائنا ، و حلفاؤنا أقوياء بنا .

***

وزير العمل مُصر على سياسته في عدم الأخذ بالإعتبار الوضع الاستثنائي لللاجئين الفلسطينيين مدعوما من كل القوى العنصرية المعادية للفلسطينيين منذ لجوئهم الى لبنان .

لهذا لم تنجح لقاءات ابو سليمان مع رئيس مجلس النواب ولا رئيس مجلس الوزراء بتغيير قناعاته .

رغم ذلك أؤكد ان مطالب الانتفاضة ستستمر لوقت طويل قادم ولا تقتصر على حق العمل ،يجب الخروج من هذا الشعار الى الشعار الاهم و الاشمل هو شعار الحقوق المدنية و الاجتماعية والانسانية وضمنه حق العمل .

وهنا أذكّر بأن هذا الحراك لم يبدأ من الصفر بل سبقه مَحطتان :

الأولى ؛ الحوار الذي بدأ في القاهرة عام 1990 بين وفد فلسطيني برئاسة الأخ فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية م.ت.ف ووفد لبناني برئاسة السيد فارس بويز وزير الخارجية ، جرى الاتفاق فيه على تجاوز المرحلة السابقة لمؤتمر الطائف وجرى وضع جدول اعمال يتضمن ثلاثة نقاط يستوجب معالجتها لاعادة الدفئ الى العلاقات الفلسطينية اللبنانية .

١_الوجود الفلسطيني العسكري

٢_ الوضع الامني داخل المخيمات

٣_ الحقوق المدنية والاجتماعية

تشكلت لجنة لبنانية برئاسة وزير الدفاع محسن دلول واخرى فلسطينية تضم صلاح صلاح والمرحوم فضل شرورو ، انجزت اللقاءات بينهما معالجة النقطتين الاولى والثانية .

لهذا فان اي حديث عن سلاح فلسطيني و أمن المخيمات هو خارج الاتفاق وفيه تضليل وخداع .

ثم تشكلت لجنة ثانية لبنانية تضم الوزيرين عبد الله الامين والمرحوم شوقي فاخوري للحوار مع نفس اللجنة الفلسطينية حول كيفية معالجة النقطة الثالثة .

وفي اول اجتماع تَبلغت اللجنة الفلسطينية ما نصه (( أن الدولة اللبنانية توافق على اعطاء الفلسطينيين كامل حقوقهم المدنية والاجتماعية باستثناء الجنسية و الوظائف العامة )) ، وعندما استفسر الوفد الفلسطيني عن المقصود عن الوظائف العامة كان الجواب ((وظائف الدولة )) .

بناءً عليه طلب الوفد اللبناني من الوفد الفلسطيني تقديم تصور مكتوب حول رؤيتهم الى الحقوق المدنية والاجتماعية وقد تم اعداد الورقة التي قُدمت للوفد اللبناني بالاتفاق بين جميع الفصائل الفلسطينية بدون استثناء .

المحطة الثانية ؛ لجنةالحوار اللبناني الفلسطيني التابعة لمجلس الوزراء اللبناني شَكلت (( مجموعة العمل اللبنانية حول قضايا اللاجئين الفلسطينيين )) بمشاركة مندوبين يمثلون جميع الاحزاب السياسية الحكومية بما فيها القوات والكتائب والاحرار .

اتفق الجميع على نص يتناول مختلف القضايا المتعلقة بالوجود الفلسطيني في لبنان ، السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما فيها حق العمل والتملك وتشكيل جمعيات الى امن المخيمات وادارتها .

اذاً ،نحن امام وثيقتين واحد تنال اجماع الفصائل الفلسطينية واخرى تنال اجماع الاحزاب اللبنانية .

فلتتمسك القيادات الفلسطينية و الانتفاضة بالدعوى لمعالجة الحقوق الاجتماعية والمدنية والانسانية انطلاقا من هاتين الوثيقتين اللتيّن تَنطلقان من الاقرار بمبدأ الاعتراف بهذه الحقوق .

اي ان نتابع من انجازات قد تحققت وليس من الصفر .

مقالات ذات صلة