المقالات

ماذا تريدون بعد؟

د. فايز رشيد
د. فايز رشيد

رحبت الأحزاب الصهيونية المتطرفة بتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن الدولة الفلسطينية، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، واعتبرت تصريحاته بمثابة «دفن حل الدولتين». وقال زعيم تحالف أحزاب المستوطنين، وزير التعليم، نفتالي بينت، إن للفلسطينيين دولتين، في غزة والأردن، وأن «حل الدولتين» سيعني دولة ثالثة لهم! أمّا السفير الأمريكي الصهيوني المُعّين في «إسرائيل» ديفيد فريدمان، فقال قبل تعيينه رسمياً إنه ينتظر بفارغ الصبر مباشرة عمله، للعمل على تعزيز علاقات «إسرائيل» مع الولايات المتحدة من السفارة الأمريكية في عاصمة «إسرائيل» الأبدية القدس.

فريدمان، معروف بدعمه لسياسات الكيان الصهيوني الإجرامية، فهو مؤيد للاستيطان ويدعم نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، وخلال الحملة الانتخابية للرئيس ترامب، عبر فريدمان عن تأييده للكيان، من خلال القول: إن الاقتراحات والمبادرات لحل الدولتين على مر السنين، لم تؤدِ إلى السلام ولا إلى أمن دولة «إسرائيل». كما سبق أن أنكر وجود شعب فلسطيني، ودعا إلى ضم الضفة الغربية للكيان.

وقد بعث خمسة سفراء أمريكيين سابقين، هم: توماس فيكرينغ، ووليان هاروب، وإدوارد ووكر، والسفير السابق في «تل أبيب» دان كريتسر، وجيمس كينينغهام (وجميعهم شغلوا سفراء في إدارات الحزب الجمهوري السابقة) بعثوا برسالة موقعة إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، دعوا فيها إلى رفض قرار دونالد ترامب، تعيين فريدمان. وشدد السفراء على أن فريدمان يتمسك بمواقف متطرفة جداً، وأنه كان قد وصف حل الدولتين، ب«الوهم»، واتهم الرئيس السابق باراك أوباما، ووزارة الخارجية بأنهم «معادين للسامية». ويتخذ مواقف متشددة مضادة لحركات يهودية، كما ذكروا: «إن على السفير أن يكون قادراً على عمل التوازن المطلوب، كي يمثل الولايات المتحدة في «إسرائيل». وأضافوا: «إذ أرادت «إسرائيل» الاستمرار في كونها دولة يهودية ديمقراطية، ومقبولة في العالم، فإننا لا نرى بديلاً لحل الدولتين».

من جانبه، فإن ترامب تجاهل في المؤتمر الصحفي الدعوة لخيار حل الدولتين، وفقط حينما تم توجيه سؤال له بهذا الشأن، قال «دولة أو دولتان، فما يتفق عليه بيبي (عزيزه نتنياهو) والفلسطينيون، ما تتفق عليه «إسرائيل» والفلسطينيون، سيكون مقبولاً لنا». إلّا أنه قال، إن على الجانبين أن يقدما «تنازلات»، وطلب التريث بشأن الاستيطان في الضفة، دون أن يطالب بوقفه. كما أكدّ، أن نقل السفارة إلى القدس سيحتاج وقتاً من التفكير.

من ناحية أخرى، وفي تصريح غريب وخارج عن أي سياق، ادعى الوزير الصهيوني أيوب قرّا (هو وزير من دون وزارة في تغريدة في حسابه على تويتر) أن «ترامب ونتنياهو سيعتمدان إقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء، بدلاً من الضفة الغربية»، مضيفاً «هذا هو السبيل الذي سيمهد الطريق إلى السلام، بما في ذلك مع ائتلاف سني».

بعد تبني الرئيس ترامب للمشروع الصهيوني ورؤيته للتسوية والتزامه بما طلب منه نتنياهو، الذي أكدّ من جديد شرطين (قديمين) للتسوية، إضافة إلى شروطه الأخرى المعبّر عنها في اللاءات المعروفة، قائلاً نتنياهو للصحفيين: إن على الفلسطينيين وقبل الدخول إلى المفاوضات، الاعتراف ب«إسرائيل» دولة يهودية، والقبول بتواجد قواتنا العسكرية في مناطقهم.

وقال أيضاً للصحفيين «الإسرائيليين» الذين يرافقونه، إنه طلب من الرئيس ترامب، اعترافاً أمريكياً بما يسمى «السيادة الإسرائيلية» على مرتفعات الجولان العربية السورية المحتلة، وقالت الإذاعة «الإسرائيلية» العامة، نقلاً عنه، إن ترامب لم يصب «بذهول بعد هذا الطلب».

لكن ماذا عن الذين ما زالوا متمسكين بحل الدولتين، هل يريدون أكثر من هذه التأكيدات «هل ما زالوا يعتقدون بإمكانية انتزاع الدولة العتيدة من بين أنياب هذا العدو الفاشي؟».

مقالات ذات صلة