المقالات

العنصرية عبء على عروبة لبنان

الانعزاليون في لبنان لم يبدلوا ولم يغيروا جلدهم ولا تفكيرهم بالرغم من مرور سنوات على انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، ولاءهم للغرب و تعاطفهم مع الصهاينة. عداؤهم للعرب والفلسطينيين محكم ولا يمكن تغيير ذلك. وفي كل مرة يخرج علينا أو تخرج علينا اصواتا لبنانية فاشية عنصرية لتشن حملات إعلامية تحريضية على الفلسطينيين في لبنان وعلى إخوتهم فلسطينيي سورية الذين لجئوا هربا من الحرب في سورية ومخيم اليرموك الى لبنان العربي الشقيق. نقول لبنان العربي كي تعرف النائبة نائلة تويني ومن يفكرون مثلها أن لبنان مازال عربيا وسيبقى كذلك. ومن لا تعجبه عروبة لبنان فليغادره الى فرنسا وأمريكا حيث لا ضاد ولا قهوة عربية بالهال. وحيث بإمكانه من هناك ان يعلن صراحة عن انتمائه الصليبي الصهيوني وعن عدائه للعرب والعروبة في لبنان.

هؤلاء الفاشيين بالوراثة السياسية والانعزالية يشنون الهجمات التحريضية ضد الفلسطينيين والسوريين بشكل مستمر مع العلم أنهم جهلة وأغبياء وبلا وعي سياسي أو تاريخي سليم بتاريخ المنطقة وشعوبها وجغرافيتها وعروبتها. فهذه البلاد في نهاية المطاف كلها جزء من سورية الكبرى التي تحدث وكتب عنها الزعيم انطون سعادة. وعلى هؤلاء أن يعلموا أيضا ان هناك كيانات ثلاث في المنطقة أسسها أعداء هذه الأمة لتقسيم وتمزيق سورية الكبرى وبلاد الشام. وهي الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وشرق الأردن ولبنان. بالإضافة لمنح لواء الاسكندرون السوري الى تركيا.

بقلم نضال حمد
بقلم نضال حمد

نائلة تويني او نائبة تويني كتبت في مقالة نشرتها صحيفة النهار اليومية اللبنانية المعروفة بتعاطفها وتبنيها للأصوات الانعزالية والعنصرية في لبنان مقالة سامة مثل سموم الأفاعي الصهيونية.عنونتها هي بنفسها أو أن هناك في الصحيفة من دقق بالمقالة وعنونها كالتالي : – العبء الفلسطيني مجدّداً – . نشرت يوم أمس الاثنين آخر أيام سنة 2012 وكأن تويني تريد إنهاء العام الحالي كما بدأته بالعداء للفلسطينيين. استعدادا لعام جديد من العدوانية والعنصرية اتجاههم. أما صحيفة النهار فكانت ومازالت وستبقى في العام الجديد وما بعده المنبر المفتوح لكل أعداء الفلسطينيين والسوريين في لبنان.

في هذه المقالة تقول تويني المتعفنة عنصريا ، ذات الرائحة الفاشية الكريهة ،المسمومة الأفكار والكتابات ، تقول : اما الفلسطيني، فقد تكون الفرصة سانحة امام السوري للتخلص من عبئه، خصوصا ان شعارات القضية الفلسطينية لم تعد جذابة كما كانت بالأمس، والانظمة ما عادت في هذه” الحاجة الى الاستمرار وخصوصا متى بلغت سدة الحكم بطريقة ديموقراطية.”

ألا تعلم تويني ان الفلسطيني في سورية كان يعيش أفضل حياة مقارنة مع عيشة شقيقه الفلسطيني في لبنان حيث العنصرية موجودة في كل شيء من طبق التبولة الى قبة البرلمان. وأن له كافة حقوقه مثله مثل المواطن السوري باستثناء الجنسية حفاظا فعليا وعمليا لا مجرد ادعاءات وأقوال على حقه بالعودة الى أرضه المحتلة فلسطين.وعلينا على ما يبدو تذكير بنت تويني بانه بامكان الفلسطيني السوري ان يعمل أينما شاء وان يحيا حيثما يشاء في سورية، وان يكون موظفا في كافة الدوائر الرسمية التابعة للدولة من الوزارات الى السفارات. وأن بإمكانه بغض النظر عن سكنه في المخيم وبالخيمة ، او في كوخ بالضيعة او في فيلا بالمدينة ان يصل الى مرتبة نائب وزير. مثل هذا الفلسطيني القادم من سورية لا تعنيه الإقامة في بلد لا يحترم قادته وسياسيوه لا أنفسهم ولا شعبهم ولا عقول الناس. ويقامرون ويتاجرون بالوطن والمواطن. ويحنون ظهورهم لمن يدفع أكثر كي يركب .

تقول تويني ايضا : “نتفهم الدوافع الإنسانية التي تحول دون إقفال الحدود في وجه النازحين من سوريا، ولا نضمر العداء لأي مواطن سوري معارض للنظام الذي احتلنا وقتلنا، ولا نرفض فلسطينيا” لجأ الى لبنان من غير ان يشكل خطراً على سيادته، كما حصل زمناً طويلاً عندما اعتقد الفلسطينيون ان طريق القدس تمر من جونيه، وان لبنان يمكن ان يشكل وطنا بديلا، وحولوه مع السوريين، وبمباركة من بعض المجتمع الدولي، ساحة لحروب الآخرين، ومساحة لتصفية الحسابات، ومجالا لعمل أجهزة المخابرات.”

الفلسطينيون في لبنان ليسوا ولم يكونوا خطرا على لبنان ، بل الخطر على الفلسطينيين في لبنان جاء دائما من الطرف اللبناني العنصري الذي تمثله هذه الأيام تويني وأشباهها من البرلمانيين والسياسيين. فهذا الطرف الفاشي العنصري الانعزالي الذي تحالف مع الكيان الصهيوني وكل أعداء العروبة والقضية الفلسطينية ، حرص دائما على الوقوف ضد الشعب الفلسطيني ، وضد منحه حقوقه المدنية في لبنان. ورفض وضغط من اجل استمرار حصار المخيمات الفلسطينية التي شبهها دائما بالبؤر الأمنية. يرفض هؤلاء منذ اللجوء الأول وما بعد النكبة سنة 1948 إعطاء و منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية والإنسانية، مثل حقهم بالعمل والتحرك والتملك والتوريث. فالفلسطيني في لبنان لم ينل هذه الحقوق منذ نكبته سنة 1948 ولجوءه الى لبنان. في حين ان منظمة التحرير الفلسطينية التي كان لها باع طويلة في لبنان قبل الرحيل عنه سنة 1982 ، لم تقم للأسف بتعديل وتغيير ذلك خلال تلك الفترة. وتلك كانت غلطة تاريخية تتحمل مسؤوليتها القيادة الفلسطينية مجتمعة.

لم يتنفس الفلسطيني في لبنان الصعداء إلا في زمن الحرب الأهلية اللبنانية حيث كان الوجود العسكري والسياسي القوي لمنظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. ويوم كانت عاصمتهم الانفصالية جونيه مسرحا للصهاينة يجولون ويتجولون فيها وبالمنطقة الشرقية التي كانت منطقة مغلقة ومحتلة من أتباع الفاشيين وبدعم وتشجيع وإسناد من الكيان الصهيوني والرجعيات العربية. هناك أقام الفاشيون والعنصريون والانعزاليون دويلتهم بقيادة السيئ الذكر الفاشي بشير الجميل. في تلك الفترة وبينما كانت القنابل والقذائف والصواريخ تحرق وتدمر وتذبح أهل بيروت الغربية المحاصرة ، كانت بيوت ومنازل القادة الفاشيين والعنصريين تحولت الى مضافات لشارون وقادة الصهاينة , ففي تلك الفترة تحولت شخصيات أنثوية انعزالية وعنصرية لبنانية أهم بكثير من نائلة تويني الى طباخات وخدامات لدى هؤلاء العنصريين الفاشيين الصهاينة.

تتابع تويني نشر سمومها فتقول : ” ولن تتمكن الحكومة الحالية التي ورثت أخرى اسقطت بقرار سوري، من ان تتفق بين مكوناتها الحليفة للنظام الاسدي، على قرار جريء يحدد اعداد النازحين، وخصوصا الفلسطينيين منهم الذين ما ان يدخلوا الجزر الامنية في المخيمات حتى تصبح الدولة بأجهزتها عاجزة عن ملاحقتهم ومتابعة ملفاتهم. وبذلك ستزداد اعداد الفلسطينيين لنجد انفسنا امام واقع جديد، ومستوطنين جدد، وعبء جديد، يعيد الى ذاكرتنا صورة الكابوس الفلسطيني في لبنان في السبعينات من القرن الماضي.”.

تدعي تويني ان الفلسطينيين النازحين من سورية هم مستوطنون جدد في لبنان وأنهم في حال دخلوا المخيمات التي تسميها بؤرا أمنية سوف لن يخرجوا منها وسوف يصبح مستحيلا على الدولة إخراجهم منها. البؤر الأمنية يا بنت تويني موجودة في كل لبنان وقد اثبتت ذلك الأحداث الأمنية التي عاشها لبنان خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويكفي نعطيك مثالين فقط لا غير ، الأول جبل محسن وباب التبانة في طرابلس حيث القتال بين الطرفين مستمر منذ زمن طويل. والثاني أحداث الطريق الجديدة في بيروت. حيث تتواجد جماعات مسلحة تابعة لحلفائك في معسكر 14 آذار. بينما المخيمات المحاصرة والمغلقة تتابع بهدوء تصريحاتك العدوانية والعنصرية أنت وأمثالك. ولسان حالها يقول لك: إن الطريق الى عروبة لبنان وليس الى فلسطين يجب أن يمر عبر جونية وعرسال ومزارع شبعا وباب التبانة وجبل محسن والطريق الجديدة و مكسر العبد في صيدا. وبالتأكيد لن يكون كما فكر البعض عبر المرور المدمر في مخيمات تل الزعتر وصبرا وشاتيلا و نهر البارد ، ولا عبر حصار وخنق المخيمات الفلسطينية في لبنان كما هو حاصل مع مخيمات الجنوب من عين الحلوة الى برج الشمالي.

تعقيبا على هذه المقالة الفاشية العنصرية لنائلة تويني كتب المثقف التقدمي اللبناني سماح ادريس تعليقا سريعا على صفحته بالفيس بوك : ” حين سُئلتْ نائبة تويني (خطأ مقصود) لماذا لا تحْضر جلسات مجلس النواب ولا تدلي برأيها، أجابت أنّ بمقدور الناس ان يطّلعوا على “آرائها” في افتتاحيات النهار. من يقرأ افتتاحيتها العنصرية، الغبية، البلهاء، هذه، يشكر النائبة نائبة تويني على الاكتفاء بالإطلالة علينا عبر ذلك المكان اليتيم. دعوا التلفزيون لعنصريين آخرين أمثال مي شدياق وجبران باسيل.”.

بقلم نضال حمد

www.safsaf.org

* مدير موقع الصفصاف

مقالات ذات صلة