المقالات

المرصد السوري لحقوق الإنسان: كشف عملية الاحتيال التي يمولها الاتحاد الاوروبي

المرصد السوري لحقوق الإنسان: كشف عملية الاحتيال التي يمولها الاتحاد الاوروبي

ترجمة: ميس ضوماط، باريس

اشارت صحيفة نيويورك تايمز بان الفريق المخادع السوري في بريطانيا الذي يدعي دفاعه عن حقوق الانسان هو عبارة عن مشروع يديره “رجل واحد” مُموّل من قبل الاتحاد الاوروبي و”دولة اوروبية أخرى” .

في الواقع، لقد كُشف المرصد السوري لحقوق الانسان منذ مدة طويلة كواجهة عبثية بروباغاندية يديرها رامي عبد الرحمن من مقر اقامته في الريف الانكليزي. فبحسب مقال نشرته رويترز في شهر كانون الاول من عام 2012 بعنوان “كوفنتري: منزل مدهش لناشط سوري بارز”، صرّح عبد الرحمن بأنه عضو في “المعارضة السورية” وبأنه يسعى الى اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد:

“بعد ثلاث إقامات قصيرة وراء القضبان في سورية بسبب نشاطه الداعي للديمقراطية، اتى عبد الرحمن الى بريطانيا العظمى في عام 2000 خوفا من حكم رابع بالسجن لفترة اطول”.

“لقد اتيت الى بريطانيا العظمى يوم وفاة حافظ الاسد، وسأعود الى سورية عندما يذهب بشار الاسد، المستبد هو الاخر”.

لا يمكننا تصور مصدرا للمعلومات عديم الثقة، عديم المصداقية، متحيز ومنافق اكثر من هذا المرصد السوري. مع ذلك وخلال هاتين السنتين الاخيرتين، كان هذا “المرصد” مصدر المعلومات الوحيد لتلك البروباغندا الضخمة اللا متناهية التي تطلقها وسائل الاعلام الغربية. مما لا شك فيه انه من المؤسف اكثر رؤية الامم المتحدة تستخدم هذا المصدر الفاقد للمصداقية والمتحيز بشكل واضح كأساس لتقاريرها المتنوعة. على الاقل، هذا ما تشير اليه صحيفة نيويورك تايمز في مقال حديث بعنوان: “رجل مشغول جدا يقف وراء أعداد ضحايا الحرب الاهلية السورية”.

يقول المقال:

“يتابع المحللون العسكريون في واشنطن تقارير بخصوص الجنود السوريين والمتمردين من اجل قياس تطور الحرب. أما الامم المتحدة ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان فإنها تنبش في تقاريره التي تصف عمليات قتل المدنيين من اجل ايجاد البراهين التي يمكن استخدامها في حال اجراء محاكم لجرائم الحرب. أما وسائل الاعلام الكبرى فإنها تستخدم بياناته، ومن ضمنها تلك المتعلقة بعدد الشهداء والقتلى.

مع ذلك، وعلى الرغم من دوره المركزي في تلك الحرب الاهلية الوحشية، فإن “المرصد” بإسمه الفخم هو عمليا عبارة عن مشروع يديره رجل واحد. إن مؤسسه، رامي عبد الرحمن (42 عاما)، الذي ترك سورية منذ 13 عاما، يعمل في منزله الكبير المنفرد ذي القرميد الاحمر والذي يطل على شارع سكاني عادي في تلك البلدة الصناعية الكئيبة المسماة كوفنتري في انكلترا “.

من جهة اخرى، كشفت صحيفة نيويورك تايمز ولأول مرة بان نشاط رامي عبد الرحمن هو في الحقيقة ممول من قبل الاتحاد الاوروبي و”بلد اوروبي” رفض عبد الرحمن كشف اسمه:

“يغطي المال الذي يأتي من دكّانين لبيع الالبسة الحد الادنى من احتياجاته لعمل التقارير حول الصراع، ولكن هناك ايضا بعض الاعانات الاخرى التي يقدمها الاتحاد الاوروبي وبلد اوروبي رفض عبد الرحمن كشف اسمه”.

على الرغم من رفض عبد الرحمن ذكر اسم هذا “البلد الاوروبي”، فإنه ليس هناك شك في ان الامر يتعلق بالمملكة المتحدة، خصوصا وأن عبد الرحمن له صلة مباشرة بوزير الخارجية وليام هاغ. فقد ثبت انهما التقيا في مناسبات عدة في وزارة الشؤون الخارجية والكومنولث في لندن. في الواقع، لقد كشفت صحيفة النيويورك تايمز بان الحكومة البريطانية هي التي نقلت عبد الرحمن الى مقاطعة كوفنتري في انكلترا بعد هروبه من سورية منذ اكثر من 10 سنوات بسبب نشاطاته المعادية للحكومة:

“عندما تم اعتقال اثنين من شركائه في عام 2000، هرب عبد الرحمن من سورية ودفع مبلغا من المال لمهرّب ليتم إدخاله بشكل سري الى انكلترا. ولقد أمّنت له الحكومة سكنا في كوفنتري حيث أحب نمط الحياة البطيء فيها”.

عبد الرحمن ليس “ناشطا في مجال حقوق الانسان”. هو عبارة عن رجل يُدفع له المال في مقابل ممارسته للبروباغندا الغربية. هو مشابه لباقي قطيع الخونة الكذابين، المثيرين للاشمئزاز والتافهين، الذين التجأوا الى واشنطن ولندن خلال حرب العراق وخلال الفجور الغربي الاكثر حداثة، المتمثل في ليبيا، في سبيل غاية واحدة ألا وهي تزويد الحكومات الغربية بحملات دعائية مستمرة وتقارير استخباراتية مزورة بشكل مقصود، مصممة خصيصا من اجل تبرير مخططات الهيمنة الغربية.

من بين معاصري عبد الرحمن يظهر الهارب العراقي سيء السمعة رافد الجنابي، المدعو حركيا “كيرفبول”، الذي يفتخر علنا بتلفيقه التهم المتعلقة باسلحة الدمار الشامل العراقية، تلك الذريعة التي استخدمها الغرب لتبرير حرب دامت عشر سنوات، بلغت محصلتها حياة ملايين من الناس بما في ذلك حياة الالاف من عناصر القوات الغربية، وتركت العراق في حالة من الفوضى.

هناك شخص آخر اقل شهرة من الجنابي ألا وهو د.سليمان بوشويقير من ليبيا، مؤسس العملية الاحتيالية المسماة “الرابطة الليبية لحقوق الانسان” الموالية للغرب في بنغازي، الذي يفتخر بشكل علني باختلاقه قصصا عن جرائم وحشية ارتُكبت بحق الشعب الليبي، منسوبة الى معمر القذافي، قصصا غايتها مشابهة ألا وهي اعطاء حلف الناتو الذريعة التي يحتاجها للتدخل عسكريا.

خلافا لما حصل في العراق وليبيا، فشل الغرب فشلا ذريعا في محاولته لبيع تدخل عسكري في سورية. فقد بدأت تنكشف حربه السرية الغير مشروعة وازداد ادراك الشعب بأن ما يُسمى بال”المتمردين الساعين للديمقراطية”، المسلحين منذ سنوات من قبل الغرب، ليسوا في الحقيقة سوى متطرفين مذهبيين يقاتلون تحت لواء القاعدة. ان تلك الخدعة المسماة “المرصد السوري لحقوق الانسان” هي ايضا في طريقها للانكشاف. من غير المرجح ان ما كشفته جزئيا صحيفة نيويورك تايمز سيقنع القراء بان رامي عبد الرحمن ليس سوى “كيرفبول” آخر يساعد النخبة الريادية والمالية في وال ستريت ولندن على بيع الجمهور حربا عبثية اخرى.

المقال بقلم: طوني كارتالوتشي، نقلا عن موقع موندياليزاسيون

ترجمة: ميس ضوماط، باريس

Mays DOUMAT

مقالات ذات صلة