أرشيف المنتدى

هكذا قطع مخيم عين الحلوة الطريق على فتنة التعمير

هكذا قطع مخيم عين الحلوة الطريق على فتنة التعمير

833_1418453288.webp

تجاوزت صيدا ومعها مخيّم عين الحلوة، خلال الساعات الماضية، قطوعاً أمنياً خطيراً. هذا الأمر لم يكن ليحصل لولا حكمة الجيش اللبناني والقوى والفصائل الفلسطينية بما فيها الشباب الفلسطيني السلفي، الذين منعوا أي اعتداء على الجيش أو استغلال الإشكال الذي وقع بين فرع المعلومات وسرايا المقاومة في تعمير عين الحلوة والقيام بإطلاق النار على حواجز الجيش لتوريطه بمعركة مع المخيّم.

وبدا واضحاً خلال الإشكال أن المحرّضين على الجيش كانوا كثرا، فحجم الشائعات التي طالت الجيش كانت مخيفة، بحسب ما وصفتها مصادر معنيّة، إذ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شعارات تدعو للتعرض للجيش، مما أدى الى استنفار كل الفصائل الفلسطينية، بما فيها قيادات إسلامية سلفية.

وعمدت هذه القوى إلى النزول إلى طرقات المخيم ونصب حواجز بالتعاون والتنسيق مع القوة الامنية الفلسطينية المشتركة، ومنعت الجميع من الاقتراب من حواجز الجيش خلال الإشكال.

في المقابل، توقّفت مصادر فلسطينية مطلعة امام ما جرى في منطقة تعمير عين الحلوة، وربطت تلك الأحداث بما حصل من شريط أحداث ادى الى معركة نهر البارد قبل سنوات. حينها، بدأت المعارك في طرابلس بين عناصر من فتح الإسلام وقوى الأمن الداخلي، لتنتقل في ما بعد إلى نهر البارد الذي دمّر بعد اشتباكات فتح الإسلام مع الجيش.

واستغربت المصادر حجم ما جرى في تلك الليلة، نظراً لحساسيّة المنطقة التي وقع فيها الإشكال وقربها من عين الحلوة والاختلاط السكاني اللبناني – الفلسطيني فيها، مبديةً خشيتها من دخول طرف ثالث على الخط يعيد سيناريو نهر البارد انطلاقا من عين الحلوة.

وشدّدت على أنّ نزول القيادات الفلسطينية، بما فيها السلفية، إلى الشارع، إدراكا منها لخطورة الموقف، أنقذ المخيّم وحمى الجيش ومنع فتنة كادت ترتكب، لافتةً الانتباه إلى أنّ القذيفة المجهولة المصدر التي أطلقت في سماء المخيم بعيد الإعلان عن انتهاء الإشكال بين فرع المعلومات والسرايا، ليست إلّا دليلاً على حجم ما كان ينتظر الجيش وعين الحلوة.

وذكرت المصادر الفلسطينية أن رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور أجرى اتصالاً هاتفياً بعدد من قيادات المخيم وبالناشط الفلسطيني عدنان الرفاعي، وأعرب عن تقديره لما قامت به االقوى الفلسطينية بما فيها القوى الإسلامية والشباب المسلم.

من جهة ثانية، عادت الحياة الى طبيعتها في منطقة تعمير عين الحلوة بعد الإشكال، الذي أسفر عن توقيف المطلوب الذي تسبب بالإشكال م. ع، وتضرّر واجهات عدد من المحال التجارية وزجاج سيارتين.

ولوحظ أن الجيش اللبناني قد عزز من تواجده في المنطقة وكثف انتشاره فيها وجرى تفتيش دقيق للسيارات. كما شوهد مسؤول مخابرات الجيش في منطقة صيدا العقيد ممدوح صعب يشرف على الإجراءات الميدانية للجيش.

وأشارت مصادر لبنانيّة مطّلعة إلى أن الاتصالات التي جرت على مستوى مراجع امنية كبيرة في الجيش وقوى الأمن الداخلي، بالإضافة إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق ومسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا، ساهمت في إنهاء الإشكال ولجم تداعياته. كذلك كان لقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد سمير شحاده نصيب وافر من هذه الاتصالات، من بينها اتصال بينه وبين وفيق صفا.

في المقابل، دفع إشكال امس الاول فعاليات صيدا إلى المطالبة بان تشمل الخطة الامنية التي تعم لبنان منطقة تعمير عين الحلوة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، داعية إلى تجريد السرايا من سلاحها.

وصدرت مواقف عن كل من: النائبة بهية الحريري، الأمين العام لـ التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، الجماعة الإسلامية في صيدا، الدكتور عبد الرحمن البزري، بلدية صيدا وتيار المستقبل.

محمد صالح – جريدة السفير