أرشيف المنتدى

الشهيدان يونس عواد و باسل رؤوف الكبيسي

الشهيدان (يونس عواد) و باسل رؤوف الكبيسي

2018-07-23-1439-00007.webp

لــواء ركــن/ عــرابي كـلــوب

الذكرى الثانية والعشرون لاغتيال العميد الركن/ يونس عواد قائد منطقة بيروت في السادس من شهر نيسان عام 1993م على يد حفنة مأجورة مارقة جبانة.

لقد كان شهر نيسان أقصى شهور السنة ففيه مجزرة دير ياسين، واستشهاد القائد عبد القادر الحسيني، واستشهاد القادة الثلاثة في عملية فردان في بيروت واستشهاد القائد الرمز/ خليل الوزير، وما نيسان إلا شهراً في فصل في سنة في دهر في أزل، ولكن (أجندة) السنوات الفلسطينية امتلأت وليس في نيسان شر مرصود أو سحر مغلق.

صلاح الدين أحمد عبد الجبار ولد في قرية تلفيت قضاء نابلس عام 1947م أكمل دراسته الابتدائية في قريته، ومن ثم انتقل إلى عمان وتابع تعليمه الثانوي في مدرسة كلية الحسين بعمان، بداية عام 1968م كان من أوائل الشباب المتحمسين الذين التحقوا بحركة فتح، حيث خضع لدورة تدريبية قتالية على استخدام الأسلحة والمواد المتفجرة في معسكر الهامة سوريه عاد بعدها من الدورة إلى أحد قواعد فتح الرئيسية في أربد القطاع الشمالي وذلك في قاعدة الطيبة، قام وزملاءه بتنفيذ عدة عمليات قتالية في عمق الأرض المحتلة عام 1968م، انطلاقاً من الحدود الأردنية، رشح لدورة تأهيل ضباط في كلية اسكيكدة العسكرية بالجزائر عام 1969م، وبعد عودته من الدورة عين ضابط عمليات في الوحدة الجنوبية من القطاع الشمالي، حيث كان يخدم في قاعدة (16).

بعد خروج قوات الثورة من الأردن عام 1971م توجه يونس عواد إلى الشام حيث تم تشكيل وحدة من المقاتلين العسكريين في طرطوس تتبع قطاع نسور العرقوب حيث عين قائداً لهذه الوحدة، نقل بعدها إلى قطاع الجولان وعمل آمر وحدة في القطاع.

منذ التحاق/ صلاح الدين أحمد عبد الجبار بالحركة ارتضى لنفسه الاسم الحركي (يونس عواد) الذي لازمه منذ ذلك التاريخ وحتى استشهاده، وقلة هم الذين يعرفونه بالاسم الحقيقي.

يونس عواد من أولئك الضباط الذين ساهموا بفعالية في قواعد جنوب لبنان والجولان، ومن الذين شاركوا في معارك الثورة الفلسطينية في تصديها للعدوان الإسرائيلي وكذلك تصديها للقوات الانعزالية أثناء الحرب الأهلية في لبنان.

عندما تم تشكيل قوات أجنادين في الساحة اللبنانية، نقل إليها الأخ/ يونس عواد وعين قائداً للوحدة الخاصة في بيروت والتي شاركت بفعالية قتالية ممتازة أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م وأبلت بلاءاً حسناً.

اجتاز يونس عواد دورة قادة كتائب في الاتحاد السوفيتي عام 1978م وبعدها أرسل إلى دورة القيادة والأركان في يوغسلافيا حيث أنهى الدورة بنجاح وحصل على شهادة ماجستير في العلوم العسكرية من أكاديمية المارشال تيتو في بلغراد.

توجه يونس عواد مع قواته التي خرجت عام 1982م إلى الجزائر حيث عين نائباً لقائد قوات أجنادين.

بناءً لتكليف من القيادة فقد أرسل العقيد الركن/ يونس عواد إلى لبنان وعين قائداً لمنطقة بيروت وذلك عام 1985م وبقى حتى تاريخ استشهاده يوم 6/4/1993م.

لقد حرص يونس عواد أن يكون في بيروت مثالاً للدهاء والمهارة التي تميزت بها الأجهزة السرية الفلسطينية، بمظاهر تضلل حتى معارفه ولا يستطيع أحد أن يشك بأن له علاقة بالعمل السياسي وفي المقابل كانت جماعة أبو نضال ترصد تحركاته وتحصي عليه أنفاسه وتتابعه إلى أي مكان يذهب حيث لديها معلومات، أن العميد يونس عواد (أبو محمد) هو أحد الصلات الرئيسية بين (م. ت. ف) والدولة اللبنانية والقوى السياسية اللبنانية كما كانوا يعرفون إن شقته تقع في شارع الفاكهاني قرب مركز الإعلام سابقاً ويتوافد إليها سيلٌ من الشباب الفلسطيني.

توفرت معلومات لدى “جماعة أبو نضال” عن موعد عودة العميد يونس عواد من زيارة إلى تونس والتي اجتمع خلالها مع الأخ أبو عمار والقيادة العسكرية، فأصدر “أبو نضال البنا” قراراً بتصفيته.

بعد وصوله إلى مطار بيروت كانت تلك الجماعة تراقبه وفي ساعة الصفر أطلقت طلقات عليه من كاتم الصوت فسقط قتيلاً مدرجاً بدمائه واختفى القتلة حيث نقل بعدها إلى المستشفى.

يونس عواد ذلك الفارس الذي قاتل في كل الأماكن ودافع عن القرار الوطني المستقل، يونس عواد ابن تلفيت، يونس عواد الأغوار، الجولان، جنوب لبنان، يونس عواد بيروت وضواحيها، المخيم، يونس عواد الفدائي الفلسطيني الصادق.

في الشهامة يونس كانت ملامحه الفلسطينية مائة في المائة، ابتسامته وشجاعته وفدائيته مائة في المائة، يونس عواد البدايات المسلحة، الصلب، البسيط، الحازم، البشوش، يا يونس كم بقي من رجال الفتح منذ عام 1968 وحتى الآن ؟؟

لقد امتدت يد الغدر والخيانة برصاصات جبانة إلى القائد العميد الركن/ يونس عواد لتذكرنا بشبكة القتلة من الموساد وعملاء الموساد والمآجورين والخونة والمرتبطين بأجهزة الاستخبارات العربية بالقصد أو بالنتيجة.

استشهد العميد الركن/ صلاح الدين أحمد عبد الجبار (يونس عواد) في بيروت بتاريخ 6/4/1993م ونقل إلى عمان حيث وورى جثمانه الثرى في المقبرة الإسلامية بسحاب في الأردن.

يا يونس أيها القائد/ أيها الجرح في المنفي يذكرنا أن جراح الوطن لن تنسى القتلة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

خلال فترة سنوات عمله كان يونس عواد مثالاً للصمود والانتماء، ونموذجاً للعطاء والتضحية، والقيام بمختلف المهام النضالية والكفاحية التي كلف بها والتي تمكنه من ممارسة قناعاته في الكفاح من أجل الاستقلال الوطني والعودة إلى الديار المغتصبة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله.

هذا وقد جرى تقبل التعازي بالشهيد العميد الركن/ يونس عواد في قاعة الشهيد/ فهد القواسمي الذي سقط قبله برصاص الغدر والخيانة، وكان في مقدمة المستقبلين للعزاء كل من الأخ / عباس زكي عضو اللجنة المركزية والأخ/ الطيب عبد الرحيم عضو اللجنة المركزية وسفير دولة فلسطين في الأردن، واللواء/ أبو المعتصم نائب رئيس هيئة الأركان الفلسطينية، واللواء/ نصر يوسف، وقائد قوات بدر في الأردن، والسيد طاهر المصري وجموع غفيرة من المعزين وأولاد الشهيد وذويه.

سلام على شهر نيسان من أول عمر النكبة إلى زوالها.

سلاماً إلى كل الشهداء، سلام إلى السابقين وسلام على اللاحقين.

رحمك الله يا شهيدنا البطل/ يونس عواد واسكنك فسيح جناته.

باسل رؤوف الكبيسي

الدكتور/ باسل رؤوف الكبيسي – مناضل عربي من العراق ومفكراً وحدوياً , ويعتبر من ألمع المفكرين العرب وأشدهم عزماً وتصميماً , كان صاحب فكر وصلابة في الموقف والفعل البطولي الشجاع وعنوانه المروءة والصدق.

ولد باسل الكبيسي في مدينة بغداد عام1934م في عائلة عراقية معروفة بمواقفها الوطنية والقومية, فوالده المرحوم/ رؤوف الكبيسي – أحد رجال ثورة الشريف حسين عام 1919م ,وتقلد عدة مناصب في العراق منها محافظ البصرة , ومحافظ ذي قار, ومدير إدارة شؤون الأوقاف العراقية , واعمامه كانوا يمثلون القاعدة الإجتماعية لمدينة كبيسة العراقية وضواحيها, والقاعدة الاقتصادية التي كونت خطوط التجارة ما بين العراق وسوريا والأردن والسعودية وتركيا.

تلقى باسل رؤوف الكبيسي دراسته الإبتدائية والثانوية في بغداد،ثم إلتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1951م , وعلي أثر مظاهرات الطلبة التي شهدتها بيروت إستنكاراً لإعلان قيام الحلف التركي-الباكستاني في شباط عام1954م , أصدرت إدارة الجامعة الأمريكية قراراً بفصله مع مجموعة من زملائه.

خلال دراسته في الجامعة الأمريكية , لمع باسل الكبيسي كناشط سياسي وكقائد طلابي , مكنته قدراته الثقافية والقيادية من الاطلاع بدور سياسي مهم ليس في الجامعة فحسب، بل في لبنانأجمع, تعرف في تلك الفترة على الدكتور/ جورج حبش , حيث إنضم الي حركة القوميين العرب , وأصبح من أوائل من إلتحقوا بهذه الحركة.

بعد طرده من الجامعة سافر باسل الكبيسي الي الولايات المتحدة الأمريكية حيث أتم دراسته الجامعية , ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1955م , ثم عاد الي العراق وساهم في تأسيس فرع حركة القوميين العرب هناك.

عام 1956م عين باسل الكبيسي مديراً لمكتب وزير الخارجية العراقية،فاستطاع التعرف عن كثب علي تحركات النظام العراقي السياسية وتمكن من وضع عبوة ناسفة في إحدى السيارات المرافقة للوفد الأردني الى مفاوضات إعلان الاتحاد الهاشمي في اذار عام 1958م وقد انفجرت في قصر الزهور ببغداد، واعتقل باسل على اثرها للتحقيق معه.

افرج عن باسل الكبيسي اثر ثورة تموز عام 1958م، ثم اعيد اعتقاله في عهد الرئيس الاسبق/ عبد الكريم قاسم – عام 1959م مع عدد من اعضاء حركة القوميين العرب لمدة تزيد على العام.

في عام 1966م قاد باسل الكبيسي نشاط التنظيم الطلابي في عموم اوروبا وكانت آراءه منفتحة على جميع الطلبة بمختلف انتماءاتهمالفكرية والسياسية بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.

نال باسل الكبيسي رضى وود وتعاون الجميع، كما كان هو في تعاون وتنسيق مستمر معهم.

تزوج باسل الكبيسي من السيدة/ نادرة الخضيري – التي تحمل شهادة الدكتوراه في الادب الانجليزي وتنتمي الي ارقى العائلات البغدادية.

وعند تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في خريف عام 1967م،كان الدكتور/ باسل الكبيسي – من ابرز العناصر في اوساط المثقفين والطلاب العرب والأجانب في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لدعم الثورة الفلسطينية.

عين الدكتور/ باسل الكبيسي – استاذا في جامعة كالغاري بكندا عام 1969م، وبقي في منصبه حتى 1972م، حين عاد الى أرض الوطن، وتولى عدة مسؤوليات هامه فيالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

تولى باسل الكبيسي – رئاسة تحرير مجلة الوحدة الناطقة بلسان الحركة بالعراق، غادر العراق الى الولايات المتحدة الامريكية لإكمالدراسته حيث حصل على شهادة الماجستير من جامعة (هوارد واشنطن) ومن ثم شهادة الدكتوراه والموسومه عن حركة القوميين العرب وتطورها ونشأتها.

الدكتور/ باسل رؤوف الكبيسي – كان مناضلا جسورا، نذر نفسه للأمة العربية ولفلسطينتاركا خلفه الوطن والأهل والعائلة والأحبه.

استشهد الدكتور/ باسل رؤوف الكبيسي – على ايدي عملاء الموساد الاسرائيلي في احد شوارع باريس يوم 6/4/1973م حيث كان يتابع مهماته النضالية.

هذا وقد نقل جثمان الشهيد الى بغداد حيث تم تشييعه رسميا الى مثواه الاخير وشاركت في جنازته القيادات الحزبية في العراق وممثلي كافة الفصائل الفلسطينية، وكبار المسؤولينفي الدولة.

استشهد الدكتور/ باسل الكبيسي – وترك خلفه ثلاثة اولاد وهم:-

احمد، ياسر، يعرب – استشهد الثلاثة أولاد ووالدتهم عام 1974م بعد عام من استشهاد والدهم في حادث تحطم طائرة ركاب فوق الاراضي السورية، هذه هى مشيئة الله،لكن ذكرى الدكتور/ باسل الكبيسي – سوف تبقى مثلآ اعلىللحياة والنضال والخلود الأبدي.

رحم الله الشهيد القائد الدكتور/ باسل رؤوف الكبيسي – واسكنه فسيح جناته.

منقول