أرشيف المنتدى

الرصاصات الأولى في خلدة || ذو الفقار كان هنا

الرصاصات الأولى في خلدة || ذو الفقار كان هنا

2018-08-13-1439-00013M.webp

لبنان 24 :: 2016-05-25

في اليوم الرابع لغزو لبنان، أي في الرابع من حزيران 1982، دفع الجيش الإسرائيلي بفرقة مدرعة كاملة معززة بكل صنوف الأسلحة والدعم الناري نحو منطقة خلدة، البوابة الجنوبية لبيروت، في عملية خاطفة وسريعة لاحتلال العاصمة، مستثمراً في ذلك نجاحاته الميدانية السريعة في الأيام الثلاثة الأولى للحرب.

ما إن وصلت القوات الإسرائيلية إلى محلة مثلث خلدة، حتى فوجئت بدفاع عسكري لم تشهده في أيام الغزو الأولى: قوات مشتركة فلسطينية وسورية ولبنانية، تحتشد في خط دفاعي ممتد من جنوبي مطار بيروت الدولي حتى جنوبي خلدة بعرض كيلومترين وعمق ثلاث كيلومترات ونصف الكيلومتر، القوات المدافعة تشتبك وتلتحم مع جنود ومدرعات العدو فتدمر أغلب دبابات السرية الأولى منها وتتمكن من غنم ملالة من نوع M 113 وسحبها والتجوال بها داخل شوارع بيروت والضاحية الجنوبية.

أمام ضراوة المواجهة، تكرر القوات الإسرائيلية محاولاتها لاقتحام خلدة بعد قصف تمهيدي أكثر تركيزاً والالتفاف من محاور أخرى، والقيام بعدة انزالات جوية وإبرارات بحرية على الشاطىء المحاذي لخلدة عند مسبح “الفاميلي بيتش”، لكن كلها تبؤ بالفشل متكبدة خسائر فادحة، فيما تتواصل المعارك لثلاثة أيام متوالية حتى الثالث عشر من حزيران، ولم يتمكن جيش العدو من احتلال خلدة إلا بعدما استخدم سياسة الأرض المحروقة وارتقاء مئات الشهداء من المقاتلين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين الذين تصدوا له ببسالة.

كان من بين المقاومين في خلدة آنذاك القائد العسكري لحزب الله في سوريا مصطفى بدر الدين (ذو الفقار) الذي أصيب في المواجهات، حيث كان يتواجد في مبنى قديم يقع بالقرب من مقر الجامعة الاسلامية حاليا، بحسب ما علم “لبنان 24”.

أدت مواجهات خلدة إلى فشل الزحف الصهيوني المدرع في تحقيق هدفه المباشر باقتحام بيروت ومباغتة أهلها وتأخير احتلالها 65 يوماً، أما النتيجة الأهم لملاحم خلدة فكانت تلك الرصاصات والقذائف الأولى التي أطلقتها مجموعات من المقاومة اللبنانية، الوطنية والإسلامية، مشكلةً بفضل إيمانها ودماء شهدائها الأوائل، النواة الأولى لانطلاق مقاومة مسلّحة صارعت جيش الاحتلال الإسرائيلي طيلة ثمانية عشر عاماً حتى دحرته عام 2000.

2018-08-13-1439-00014M.webp

2018-08-13-1439-00015M.webp