أرشيف المنتدى

الواقع الفلسطيني كما هو..

الواقع الفلسطيني كما هو..

الواقع الفلسطيني كما هو..

نستأذن العزيزة قناة “الميادين” في وضع شعارها ” الواقع كما هو”، عنوان لمقالي المتعلق بواقعنا الفلسطيني الذي نعيشه في ظل قيادة فلسطينية ساهمت من حيث لا تدري أو تدري، صحبة إنتكاسة عربية على كافة الصعد.. في تفتيت معالم الوطن الفلسطيني!.

لن نقف مع أحد لنبرر مواقفه، ولن نتهم أحدا بما ليس فيه، بل سنكتب الواقع كما هو.

الكل مُتفق كبيرنا وصغيرنا وحتى قياداتنا الفلسطينية، بأن القضية الفلسطينية باتت ترقد ومنذ سنين داخل غرف الإنعاش السياسي العربي والدولي. والكل متفق أيضاً، بأن المأساة ليس فقط في وجود القضية داخل غرف الإنعاش، بل في عدم وجود الأطباء القادرين على معالجتها.. بالإضافة إلى نُدرة الأدوية اللازمة لحالتها. وسبب كل هذا ببساطة، هو أن من كنا نعتقدهم أطباءُ للقضية قد أفسدوا بأنانيتهم طُرق العلاج والأدوية القادرة على إنعاشها، بعد أن إنشغلوا في بناء عياداتهم الخاصة بهم وبأتباعهم، ليتغنَّى كل منهم بمشروعه الخاص مُدعياً بأنه يساهم من خلاله في معالجة القضية!.

كيف وصلنا إلى ما نحن عليه، وما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟!

لن أتطرق كثيراً إلى الحديث عن مساهمة القيادة العربية في تهميش القضية الفلسطينية، لأننا ومنذ وعينا المأساة ونحن نعايش الضغط والتضييق الفكري من قبل الكثير منها على قضيتنا. ولكي نكون منصفين لبعض القيادات العربية التي وقفت بصلابة معنا وناصرتنا وأمدتنا بكل ما من شأنه تقوية صمونا. لكنها هذه القيادات كانت تتصرف بناء على جرأة وصلابة القرار الفلسطيني تجاه حقوقه وعدم التفريط بتلك الحقوق. لذلك كان الفعل لنا في إظهار الجرأة والصلابة، وللقيادات العربية الوطنية ردة الفعل المُستندة حيناً إلى ثبات مواقفنا الوطنية وحيناٍ آخر إلى نزعتها القومية العربية المشهودة لها. إذن القيادة الفلسطينية كانت الأكثر نزعةً وتأثيراً في ذلك الوقت في توجيه بوصلة القرار العربي لا كما هي اليوم مسلوبة الإرادة أمام ما تمليه عليها القيادات العربية من قرارات لا تخدم قضاياها المصيرية!.

وبالعودة إلى سوء أفعال قياداتنا الفلسطينية المعلومة لدى عموم الشارع الفلسطيني نقول وبإختصار:

كانت بداية إنهزام القرار العربي يوم أن أعلن الرئيس المصري أنور السادات إنقلابه على اللاءآت العربية في صراعها مع الكيان الإسرائيلي فإنضوى هو ومن صفق له تسيلماً بالوعود الغربية الكاذبة وتصديقاً بالمراوغة الإسرائيلية الكارهة لكل حق عربي. فذهب القرار الفلسطيني بتشجيع من أحفاد الفكر الساداتي يلهث وراء سراب أسلوا ومدريد ومقررات ميتشل وتينت ومقررات القمم العربية في كل من الرباط وعمان وبيروت حتى باتت القيادة الفلسطينية أسيرة مواقفها المرتبطة بعجلة الققم العربية الإنهزامية المدعومة بالمساعدات الغربية المشروطة بنبذ العنف (أي إلقاء السلاح الفلسطيني) والبقاء داخل متاهة الحلول الكاذبة التي حجَّمت الحقوق الفلسطينية حتى أصبحت غير مقروءة الأبعاد!.

هنا ونتيجة لذلك، دخل القرار الفلسطيني في إنقسام دموي أضاع الكثير من هيبته لدى الرأي العام العربي والدولي لتخلو بعدها الساحة السياسية للإملاءات الإسرائيلية والتي أكسبتها أكثر مما كسبته في حروبها العسكرية مجتمعة!.

تتابع المشهد الإنهزامي الفلسطيني لنشهد بعد ذلك، التدهور الدراماتيكي في ثوابت من كنا نعتقد بصدق بندقيتهم لإسترجاع الحقوق، لنراهم وقد لبسوا مؤخراً عباءة أسلوا وملحقاته وإن إختلف لون العباءة ونوع تطريزها.. بعد أن مَهَّدوا لذلك بالكشف سابقاَ عن نهجهم المرتبط فعلياً بعجلة الفكر الأخواني الذي ساقهم معه داخل قطار ما سُمِّي وقتها بالربيع العربي!.

القضية تسير بإتجاه المجهول وهي حقيقة مؤلمة حتى لمن هم في موقع القرار، ولن يُوقفها سوى أن تستفيق تلك القيادات من حالة الضياع والتفكك التي تعيشها، لتتسلح بشعبها وبصدق القضية القادران وحدهما على رأب الصدع وبناء الجرأة الوطنية التي تسمح بصناعة القرار الوطني الفلسطيني الذي يُلزم القريب قبل الغريب..

ولنا لقاء…

أبورياض