أرشيف المنتدى

جعجع، ما بين الإعتذار والفوضى الخلاقة!

جعجع، ما بين الإعتذار والفوضى الخلاقة!

المعروف عن رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وقوفه الدائم بوجه كل ما هو سوري أو عروبي، وأنه مصاب كذلك بحساسية العداء الأزلي تجاه الإسم الفلسطيني. ولم ينجوا من عدائه هذا سوى الصحفي الفلسطيني د/ سمير قصير. وكان واضحاً أن نجاة الأخير من عداء سمير جعجع لم يكن بسبب فلسطينيته أو بسبب تشابه الأسماء بينهما، بل لأن إغتيال سمير قصير جاء ليصب في خدمة الكره الذي يحمله سمير جعجع لسورية وسياساتها العربية والإقليمية!.

إسترجعت ملامح الكره الذي يتحلى بها جعجع وأنا أستمع لمؤتمره الصحفي وهو يجتهد لتجميع بعض المفردات السياسية علها تُساعده في محاولته لمنع وزيران لبنانيان من زيارة سورية من أجل تنشيط الدورة الإقتصادية السورية اللبنانية وكذلك بحث إمكانية سبل عودة ما أمكن من اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

من إستمع إلى جعجع يلاحظ مدى إستماتته لكي لا تتم الزيارة، رغم أنها تصب في المصلحة اللبنانية أكثر من المصلحة السورية. معللاً رفضه للزيارة بأنها تصب في خانة الإعتراف الرسمي اللبناني بالحكومة السورية ونظامها القائم!. وكأن إنهيار سورية متوقف على زيارة الوزيران اللبنانيان أو إعتراف جعجع بالحكومة السورية القائمة!.

يقال أن شر البلية ما يضحك، والمضحك هنا هو التالي:

– إن جعجع يعلم أن الزيارة هي ضرورة إقتصادية لبنانية بعد أن شارفت الكثير من المرافق الإقتصادية اللبنانية على الإفلاس. ويعلم كذلك أن أرقام وزراة الصناعة اللبنانية تقول، بأن لبنان يخسر سنوياً أكثر من مليار ونصف المليار دولار أميركي منذ سنة 2011م نتيجة توقف صادرات لبنان عبر الأراضي السورية!.

– ويعلم الدكتور جعجع بأن العلاقة الرسمية بين لبنان وسورية موثقة بوجود سفير لبنان في سورية وسفير سورية في لبنان!. ويعلم كذلك بأن جامعته العربية لا تلزم لبنان بقطع أو إعادة علاقته بسورية، ونص قرارات الجامعة العربية واضحة بهذا الشأن!.

– ويعلم السيد جعجع بأن السيد بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة يمثل الحكومة السورية. ولست أدري إن كان السيد جعجع يرغب في رؤية ممثل عن داعش أو جبهة النصرة أو القاعدة في أروقة الأمم المتحدة!.

– ويعلم السيد جعجع بأن سياسة “النأي باالنفس” التي يُطالب الآخرين بها تجاه سورية، تُلزمه هو ومن يحمل قناعاته بأن يتم تعميم سياسة “النأي بالنفس” على كل من سورية والسعودية وعلى كل دولة ساهمت في إشعال الحرب هناك، أم أن السيد جعجع لا يرى في سياسة “النأي بالنفس” سوى العداء لسورية!.

أخيراً، قد نتفهَّم حديث السيد جعجع من زاوية أنها رسالة إعتذار يُقدمها للمملكة العربية السعودية بإعتباره وحلفائه داخل لبنان، لم يستطيعوا منع قيام الوزيران اللبنانيان من زيارة سورية، لذلك وجب تقديم الإعتذار وتجديد الولاء لم لا يرغب بإغضابهم. أما أن يُهدد السيد جعجع من خلال حديثه بإنهيار الحكومة اللبنانية في حال تمت الزيارة، فهو بمثابة إنتحار سياسي غير محسوب العواقب يرغب رئيس القوات اللبنانية بأن يُهديه لصالح الفوضى الخلاقة التي تضرب منطقتنا العربية!.

ولنا مع القادم من الأيام لقاء..

أبورياض