أرشيف المنتدى

هل إستقال الحريري أم أجبر على تقديم إستقالته؟

هل إستقال الحريري أم أجبر على تقديم إستقالته؟

لن يفيد نفعاً الخوض في معرفة “البيضة مين باضها”، فالنتيجة واحدة، فالإستقالة حصلت والبَيْضة وُجدت، والمهم معرفة هل هي بيضة بصفارة أم بصفارتين أم هي على قول العم أبوحسين بيضة إمَّذري!.

ولكي نخوض في ذلك، لابد أولاً من الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية قد نجحت من خلال إقناع الحريري أو إجباره على الإستقالة، في إرسال رسائل واضحة للحلفاء قبل الأخصام، بأنها لا تزال في مكان ما من الشرق الأوسط تُمسك ببعض من خيوط اللعبة السياسية والعسكرية الدائرة، حتى وأن فقدت أذرعها العسكرية في سورية.. وغابت شمس أنصارها في العراق.. وبات الفشل يخيُّم على فعلتها في اليمن.. لكنها لا تزال تمتلك الطلقة اللبنانية الحريرية. فمن خلالها تستطيع أن تُصيب بها أكثر من هدف وتعيد خلط الأوراق من جديد على النحو التالي:

1- إشغال حزب الله وإرباكه من خلال الفوضى التي قد تحدثها الإستقالة، إذا ما أثمرت عن صراع طائفي يمكن أن يعيد شبح الحرب الأهلية التي وقعت سنة 1975م.

2- إعادة الإرهاب والتوتر من جديد على الحدود اللبنانية السورية من خلال إعادة تسلل داعش وجبهة النصرة الى الجرود مرة أخرى لتشكل تهديدا مباشراً.. إذا ما إنشغل الجيش اللبناني وحزب الله في ضبط فوضى الشارع الذي سيسعى لتحريكه بعض من أدوات المخطط الخارجي داخل لبنان.

3- إفساح المجال أمام إسرائيل لتعيد تقييم مدى نجاح معركتها المؤجلة ضد حزب الله، لكنَّ ذلك متوقف على نجاح البند الأول والثاني.

كل ما سبق، مَبنيٌ على أن تكون البيضة (الإستقالة) تحمل بداخلها صفارة أو صفارتين. لكن، الكثير من الدلائل تشير إلى أن البيضة الحريرية لا تحمل بداخلها سوى صفارة إمَّذري!. وهذه الدلائل نوجزها على النحو التالي:

1- موقف السيد حسن نصر الله وحكمته المعهودة والذي سيطل علينا من خلال كلمة له اليوم.

2- موقف الرئيس اللبناني ميشال عون الذي عودنا على صلابة مواقفه في مواجهة الضغوطات الخارجية.

3- موقف الجيش اللبناني الذي أثبت وقوفه بجانب حفظ الأمن والإستقرار الداخلي مهما كانت التضحيات.

هي مواقف – متقاربة متجانسة متماسكة – قادرة بحكمتها وشجاعتها وإصرارها على التصدي لأية إخترقات قد تحدثها إستقالة الحريري السعودية في لبنان.

يبقى أن نشير إلى أن ما صدر من مواقف لبعض النافذين من السياسيين اللبنانيين تعليقاً على الإستقالة، وعلى رأسهم السيد نبيه بري والأستاذ وليد جنبلاط وآخرون.. يؤكد أن لا مجال لحدوث ما يعكر صفو الأمن في لبنان، وإن كان لابد من حدوث بعض الإرباكات السياسية والأمنية في الأسابيع القادمة.

ولنا لقاء..

أبورياض