أرشيف المنتدى

هل يفعلها الرئيس محمود عباس؟!.

هل يفعلها الرئيس محمود عباس؟!.

الرئيس الأميركي ترامب قال كلمته ومشى. قالها في ظل عالم عربي قيادة وشعباً مُنهك من كثرة ما لحق به من مصائب وفتن خلال الثلاثة العقود الماضية.

قالها ترامب، مُعتبراً أن الفرصة أصبحت مواتية لتمرير ما كان من المحرمات سابقاً.

ربما أزمته الداخلية قد قادته إلى هكذا قرار، وربما هناك من أقنعه أميركياً أو إسرائيلياً وربما عربياً، بأن توقيت إنتزاع القدس من أهلها وإعطائها لإسرائيل هو توقيت مناسب في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي!.

لكن فجأة وبعد قرار ترامب، قاربت عروسة المدائن كل المتخاصمين.

فجأة، وحدت مدينة السلام الإدراك لدى الجميع بمهزلة أوسلو وأدواتها الخادعة!.

فجأة، أدرك القاصي والداني فداحة جُرم الإدارة الأميركية المتواصل بحق العالم العربي والإسلامي!.

فجأة، أدرك الجميع بأن الإدارة الأميركية لا تصلح وسيطاً أو حتى شريكاً لإستعادة الحق وصناعة السلام المنشود!.

فجأة، تيقن الجميع عرباً وعجماً بأنه لولا الدعم الأميركي لإسرائيل، لما تجرأت الأخيرة على أن تسرق الأرض والتاريخ من أهلها في وضح النهار!.

فجأة، ترسَّخت القناعات بأن الإدارة الأميركية لم تكن يوماً صانعة سلام في الشرق الأوسط، بل هي أصل المشكلة وسبب كل ما أصاب فلسطين والعالم العربي من ويلات وخراب وقتلٍ ودمار!.

لذلك يُمكن القول، بأن أول الإدراكات والإنتفاعات من قرار ترامب المشؤوم، هو أن يعلن الرئيس محمود عباس فوراً وبدون تردد إلغاء إتفاقية أوسلو وحل السلطة الفلسطينية والعودة إلى حضن منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تفعيل البنود التي تم إلغائها من الميثاق الوطني الفلسطيني بناء على إتفاقية أسلو. وهي خطوات يجب أن تكون واضحة وصريحة ردا على الرئيس ترامب الذي إنتهك بقراره كل القوانين الدولية. وعلى الرئيس الفلسطيني أن يكون قدوة وفي مقدمة المتصدين لأكثر الخطوات الجائرة بحق القضية الفلسطينية والعربية والإسلامية، لكي لا تكون هناك ذريعة تسمح لبعض العرب الإختباء وراء قرار فلسطيني لا يرتقي إلى حجم المسؤولية أمام الزلزال الذي أحدثة قرار إعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

نعم، رُبَّ ضارة نافعة تسمح للعرب الصادقين من الإنتفاع من الهدية التي قدَّمها ترامب لهم، أو كما قال سماحة السيد حسن نصرالله، بأن الفرصة الآن مواتية لتتوحد الجهود من أجل تحويل ما كان يُقصد به هزيمة للعرب، إلى نصر يُعيد لهم ما يستحقونه من مكانة جديرة بالحياة بين سائر شعوب الأرض!

كلمة أخيرة نقولها وبصريح العبارة: إذا لم يرتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مستوى الحدث ويحمل بوصلة المواجهة الحاسمة، فنحن أمام منعطف خطير سيتم من خلاله تصفية القضية الفلسطينية.. وسيكتب التاريخ بأن محمود عباس من خلال تردده في إتخاذ القرارات الوطنية الواضحة، كان أول المشاركين في تنفيذ ما يُخطط للقضية الفلسطينية وعموم الوطن العربي من مؤامرات بدأت بتسليم مدينة القدس للإسرائيليين!.

ولنا لقاء..

أبورياض