أرشيف المنتدى

التحالفات العربية وسوء الإختيار!.

التحالفات العربية وسوء الإختيار!.

لقد بات واضاً، بأن فصلاً من تاريخ اليمن الحديث قد طويت صفحته بمقتل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. تأريخ قد صاغته مسيرته المتناقضة في تحالفاتها. فقد صادق الروس وعاداهم، وحالف الأميركان وخاصمهم، وأطاع السعويين وقاتلهم، وقارب الإيرانيين وباعدهم. وحتى الحوثيين، ناصرهم وحاربهم!. لذلك كانت النهاية ثمناُ لحالة التخبط وعدم الوضوح في قراءة التحالفات السليمة القادرة على حماية أطرافها المترامية!.

ولكي لا نظلمه أو نلومه كثيراً، مستغلين غيابه عن مسرح الحياة. لابد من القول، بأنه لم يكن وحيداً في تناقضاته التي أدت إلى مقتله. فتحالفاته المتراقصة كما يحلوا لها.. تشبه تماماً السلوك المتناقض لمعظم ملوك ورؤساء الدول العربية، بإستثناء القلة القليل منهم. وفي تصوري، إن الضياع العربي وإنهياراته المتتالية، هي نتيجة حتمية لتلك التحالفات الخاطئة والتي يعتقدها البعض ” ذكاء سياسي” كانت في الأغلب مبنية دائماً على وعود كاذبة ومشاعر خادعة!.

القارئ بتجرُّد، لسياسات “أغلب” القيادات العربية، يُدرك مدى التخبط الذي عايشوه نتيجة تلك الإختيارات الخاطئة والمتناقضة. فمثلاً:

صدام حسين العراق وقع في نفس الخطأ، وليبيا معمر القذفي هو كذلك دفع ثمن إختياراته وتناقضاته، وقبلهم جنون العظمة عند أنور السادات أخذته إلى فداحة أخطائه، وبعدهم هشاشة إختيارات حسني مبارك أضاعته بعد أن أضاعت ثقل مصر السياسي. حتى ياسر عرفات لم يسلم من هكذا مصير عندما وضع جانباً بوصلة تحالفاته معتقداً أن دهائه السياسي قد يوصله إلى مبتغاه!.

الأمثلة على ذلك كثيرة.. والشرح في حثياتها قد يطول.

فهل تتعظ قياداتنا العربية، فتبتعد عن الوقوع في خطيئة تناقضات تحالفاتها التي تنعدم فيها الرؤية الصائبة، القادرة على قراءة صِحَّة التحالف من عدمه، في ظل عالم من الصراعات يُجبرهم فيه على أخذ القرار؟!.

من القلب، نتمنى لهم عدم الضياع.. كما هم الآن!.

ولنا لقاء…

أبورياض