أرشيف المنتدى

الفلسطيني وغضب الأشقاء!.

الفلسطيني وغضب الأشقاء!.

لست أدري ما الذي يمكن أن يفعله الفلسطيني لكي يتقي شرَّ غضب أشقائه العرب!. !.

منذ نكبة 1948م والفلسطيني يسعى بشتى الطرق لإستعادة حقوقه المغتصبة، والذي يتطلب بالتأكيد تضامن عربي قادر على مواجهة هذا الغاصب الجاثم على قلوب الجميع.

لكن دائماً كانت ولا تزال، هناك محاذير عربية على الفلسطيني أن يحذر الوقوع في مطباتها. فالتناقضات السياسية والعقائدية بين الدول العربية جعلت الفلسطيني يقع في ورطة إيجاد رؤية توافقية يستطيع من خلالها أن يتقي شر تلك التناقضات العربية وإنعكاساتها السلبية على القضية الفلسطينية!.

لقد عايشت القيادات الفلسطينية تلك المحظورات، بدأً من السياسي المخضرم احمد الشقيري، مروراً بالقائد ياسر عرفات.. وصولا إلى القيادات الفلسطينية الحالية.

وكان على الفلسطيني دوماً، أن يتقمص شخصية الأعمى والأطرش والأخرس، مقابل كل حدث يعصف بأشقائه العرب الأعزاء. حتى لا يقع تحت سيف محظوراتهم، وحتى يتملَّص من مطالبتهم له بالوقوف مع هذه الدولة الشقيقة ضد تلك الدولة الشقيقة الأخرى!. وعلى قول الحاجة إم حسين، إصحيح لا تلئم وملئوم لا توكل وكول لتشبع!.

منذ أن أُغتصبت فلسطين بتواطئ دولي مع بعض الحكام العرب، ولجوء الفلسطيني إلى أشقائه العرب لمساندته في محنته. قام الأشقاء من القيادات العربية بوضع الكثير من المحاذير الفكرية والعراقيل الإجتماعية والمعيشية أمامه، جعلته تماماً كحجر الشطرنج الذي تكمن أهميته في قدرة اللاعب على تحريكه بما يخدم أهداف خطوات اللاعب المحرِّك. والفاجعة هنا تكمن، في أن أغلب خطواط الدول الشقيقة الشطرنجية كانت إنهزامية وتأتي بالوبال على القضية الفلسطينية!.

وإذا ما إستعرضنا اليوم، لائحة المحظورات الجديدة الموضوعة أمام الفلسطيني من قبل أشقائه العرب في سنة 2018م، بغض النظر عن صحتها من عدمه.. نراها على النحو التالي:

ممنوع عليه مساندة سوريا أرضاً وشعباً وقيادة، خوفاً من غضب القيادة السعودية وكل من له صلة في الحرب على سوريا!.

ممنوع عليه الوقوف مع اليمن وشعبها الذي يتعرض لأبشع أنواع الحصار والتجويع والقتل، لأنه سيُتهم بأنه عميل متطرف وله إرتباطات شيعية حوثية إيرانية!.

ممنوع عليه مناصرة مصر في وجه الإرهاب الذي يضربها بلا رحمة، خوفاً من أن يصبح عدواً للإخوان المسلمين ومعهما قطر وتركيا وربما السودان وليبيا!.

ممنوع عليه مساندة السعودية وسياستها الشرق أوسطية، لكي لا يُتهم بالعمالة لإسرائيل وبأنه سني وهابي متطرف!.

ممنوع عليه الوقوف في وجه حصار الشعب القطري لكي لا يصبح عدواً لمصر والسعودية والإمارات والبحرين!.

ممنوع عليه إنتقاد الإعدامات التي تحصل في البحرين خوفاَ من إتهامه بالإنتماءات الخارجية وبالتحريض على قلب نظام الحكم في البحرين.

ممنوع عليه تأييد حزب الله في معركته ضد الإرهاب في سورية وضد إسرائيل، لكي لا يصبح شيعي صفوي وعميل إيراني يقف في وجه التضامن العربي!.

ممنوع عليه تأييد إستقرار تركيا المسلمة ورئيسها أردوغان حتى لا يُتهم بأنه معادٍ للإسلام وبأنه أخونجي معادي لمصر أم الدنيا!.

وأخيرا وليس آخراً، ممنوع عليه حمل السلاح إلا إذا كانت من أجل المواجهات العربية العربية، أما مقاتلة إسرائيل فدائماً الإمكانات العربية ليست مؤهلة للقيام بهكذا مغامرة صبيانية غير مأمونة العواقب، وإذا كان لابد له من إستعمال السلاح، فأمامه سلاح التفاوض مع إسرئيل، وهو سلاح تفاوضي لكنه مشروط كذلك، فكلما أوغل الفلسطيني في التفاوض كلما أراح الأشقاء وتقدموا خطوة بإتجاه إسرائيل، وزاد دعمهم المالي.. والعكس صحيح كذلك!.

مش بقولك، إصحيح لا تُلئم وملئوم لا توكل وكول لتشبع.. أو ناضل لتشبع!.

ولنا لقاء..

أبورياض