المقالات

اقوى ردّ على جبران باسيل،

جريدة. الرأي العام   بقلم : جورج سعادة

“أيّها السافِل والفاسِد واللِصّ والمُنافِق والدجّال والإقطاعي والوضيع والوَقِح والبذيء والسفيه والخسيس والحقير وصاحِب حُثالة الصفات الذي لا تليقُ به لغة الدبلوماسيّة !!

كيفَ تدعو البطرِيَرك لجَمعِكَ مع أخصامِك ، وأنتَ الخائنُ الكبير والناكث بتواقِيعِكَ ووعودِكَ معَ أناسٍ كلامُهُم مواثيقٌ بلا تواقيع ؟!!

كيفَ تَتَبَجَّحُ بالسيادةِ وأنت كبيرُ العملاءِ المزدوجين ، لا تمشي إلاّ بحمايتِهِم ولا تسعى إلاّ لإطلاقِ سراحِ المجرمينَ من بينِهِم ؟!

كيفَ تنفُضُ يدَكَ يا ” بيلاطُس اللِصّ ” مِن الفساد ، وأنتَ أكبرُ فاسِدٍ وسارِقٍ في تاريخِ الجمهوريّة ، والذي ابتَدَعَ فنونَ اللصوصيّة بقونَنَتِها ؟! يا لِصّ البواخِر ، يا لِصّ السدود ، يا لِصّ المعامِل ، يا لصّ الموَلّدات ، يا لِصّ الإنتخابات ، بل يا لِصّ السُلطةِ التي سرقتها من أصحابِ الحقوق بحمايةِ سلاحِ العمالة ؟!!

كيفَ تنفُضُ يدكَ أيّها الحقير من الفيول المغشوش وقِطاعِ النفطِ الذي أنتَ راعيهِ وحاميه ووزيرهِ والمُوّقِع على صفقاتهِ وسمسراته بعد الإستقتالِ للدخولِ شريكاً ناهِباً في ” كارتيلهِ ” عبرَ شركةٍ بإدارةِ شخصٍ من آل يمّين ، مُهَدّداً بين الإنخراطِ فيهِ أو عرقلته ، ثمّ كيفَ تسمَح أيّها السافِل والوصيّ على وزارةِ الطاقةِ بالأمسِ واليوم أن يدفعَ اللبنانيّونَ من مالهم ثمن المازوتِ المهرَّب ( عا مناخيرَك ) وعلى عينَك يا فاجِر ؟! ؟!

كيفَ تقولُ بأنّكَ تعمَل في التُراب لا الترابة ، والشعبُ يعرِفُ أنّ هذا التراب ما هو إلاّ العقاراتِ التي تريدُ للدولةِ أن تستملكها بعشراتِ أضعافِ أسعارها ، لتسرِق وتسرق وتسرق أنت ومحاسيبك والأزلام ؟! ثمَّ تتحدّث عن تجارة الترابة ( وهنا لا أدافع عن المستفيدين منها ) وأنتَ المُدمِنُ على تجارةِ المخدّراتِ تتحالفُ مع مافياتها وتبيعُ المناصب النيابيّة والوزاريّة لرؤوسها بمئاتِ الملايينِ من المالِ الحرام ؟!

كيفَ تحاضِرُ في المُواطنة ، وأنتَ المتاجِرُ بالهويّةِ الوطنيّة تبيعها بالملايينِ لطالبي الجنسيّة من المطلوبينَ للعدالةِ الدوليّة من أمثال فوّاز فوّاز ومدير شركة سوناطراكِ الجزائري وغيرهما من كبار المجرمين واللصوص الذين نهبوا أوطانهم وهربوا منها لتأويهِم أنتَ وليسرِقوا ما تبِقّى في بيوتنا ؟!

كيفَ تتنصَّلُ أيّها الوضيعُ الفاقِدِ للكرامة والصُدقِيّة من التهليلِ بأحاديةِ اكتشافِ النفط ، ولا زالت يافطاتِ التمجيدِ ” لملكوتِك ” والشكر ” لقداستِك ” تشوّهُ الطرقاتِ زاعمةً أنّك حوّلتَ مياهِنا إلى بترول وهوائنا إلى غاز ؟!

كيفَ تتنصَّلُ من فضائحِ الكهرباءِ وبواخرها وصفقاتِ معاملها ووعود ال ٢٤ / ٢٤ ، المطبوعة في أذهانِ الناسِ الذين اكتشفوا لاحِقاً بأنّكَ مُنافقٌ دجّالٌ نشأتَ وتربّيتَ على الكذِبِ والخداعِ لتعودَ وتصابَ لاحقاً بعدوى المزيدِ منهُ مِن مَن صاهَرتَه وشاركتهُ تدميرَ هذا البلد وإفقارِ شعبه ؟!

كيفَ تتنصّلُ من مفاسِدِ الطبقةِ السياسيّة وأنتَ الإقطاعيُّ الأولّ فيها والفاسِدُ الأكبر واللِصّ الأحقَر الذي حقق فسادهُ في عهدٍ واحدٍ ما عجز عنه كبارُ اللصوصِ في عهودٍ وعقود ؟!

كيفَ تُعفي نفسَكَ الدنيئة من المسؤوليّةِ في انهيارِ الدولة ، وأنتَ الذي حوّلتها مزرعةً لتوظيفِ المحاسيبِ الذينَ بلغوا الآلافَ خلافاً للقوانين ، ولزرعِ بذورِكَ الفاسِدَة والنَتِنة في كلّ مؤسّسةٍ وزاريَةٍ ، ولم تسلم منها حتّى المؤسّسّسةِ العسكريّة التي أردتها مِطواعةً لأهدافِكِ الدنيئة ، وعناصِرها وضبّاطها خَدَماً في ” بلاطِ الوزير ” ؟!!

كيفَ تُنادي بالعدالةِ والقضاء والنزاهة أيّها ” المظلوم والضحيّة ” بحسبِ ادّعائك ، ولم يجِفَّ بعدُ حبرُ التشكيلاتِ القضائيّة التي أقفَلتَ الجارورَ عليها لكونها لم تُرَفِّع المُرتشينَ والظالمين والفاسدينَ من أتباعِكَ من قضاةِ الملّفاتِ المُفَبركة والعمولاتِ وتزويرِ الحقِ لصالحِ الباطِل ؟!

كيفَ تتهِمُ الآخرينَ بحمايةِ المطلوبين للتحقيق ، وأنتَ المشهورُ بحمايةِ مئاتِ المحكومينَ بمعاصي المخدّراتِ والقتلِ والإرهابِ والعمالةِ واللصوصيّة في داخِلِ بيتِكَ وتيّارِكَ ، والأسماءُ معروفةٌ والتواريخ ؟!

كيف تتباكى على المُغتربين وأنت الذي جعلتَ منهم حجّةً لنَيلِ بطاقاتِ سفرك والسياحة من مالِ الدولة وسبيلاً للإستثمارِ الإنتخابي ، ثمّ تنكّرتَ لهم في أيّام الشدّة لترفض عودتهم إلى الوطن في زمن الكورونا ؟!

كيفَ تُحمِّلُ مسؤوليّة الإنهيارِ لطبقةِ الثمانيناتِ والتسعيناتِ السياسية ( دون تبرئتها ) ؟! أوَلَا تدري أنّ عمّك كان خلالها الطاغيةَ الأكبر والديكتاتور الأعظَم والمدَمِّر…

وفاة المناضل والباحث السياسي اللبناني أنيس النقاش، بعد إصابته بفيروس كورونا

توفي صباح اليوم الإثنين الـمنـاضل اللبناني العربي أنيس النقاش، بعد إصابته بفيروس كورونا، وكان النقاش دخل العناية المشددة في أحد مستشفيات دمشق قبل أيام

ويُنقل جثمان النقاش غداً من دمشق ويوارى في ثرى مدينة بيروت

النقاش باحث سياسي متخصص بالشؤون الإقليمية، ومنسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية.

الدور النضالي

ولد النقاش في بيروت عام 1948، وتعلم في مدرسة المقاصد الإسـ،لامية في بيروت، شارك منذ صغره في حركات احتجاجية، حيث خرج في تظاهرة تضامنية مع المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد.

في عام 1964، انتسب سراً إلى حركة فتح وأسّس “خلية المقاصد”.

أضرب عن الطعام “احتجاجاً على تخاذل الدولة والعرب”، عندما دمَّرت قوة كوماندوس إسرائيلية الأسطول اللبناني في مطار بيروت عام 1969، وانتهى به الأمر في المستشفى. في العام نفسه، بدأ نشاطه العسكري، “بعد انتفاضة المخيمات بسبب قيام الشعبة الثانية بملاحقة الـفـ،دائيـين”.

كان يواكب الاحتجاجات الطلابية نهاراً، والجهوزية العسكرية ليلاً، رغم قلَّة السلاح. وخلال حرب 1973 انتظم في المجموعات الأولى التي أطلقت الصواريخ على المستوطنات.

شارك النقاش في الكثير من العمليات الـفـ،دائية وروى قصصها، وأبرزها عمليّة فيينا، مع مجموعة وديع حداد في الجـ، ـبهة الشعبية، التي هدفت “لتأديب بعض الأنظمة على دعمها القوى اليمينية في لبنان، والحصول على دعم للثورة”، عبر طلب فدية قيمتها عشرة ملايين دولار.

عارض التورط في الحرب الأهلية التي أصيب في يوم انطلاقتها 13 نيسان/أبريل 1975. كتب إلى القيادة محذراً من كوارث الانخراط في هذه الحرب.

تأسيس بوادر المقـ.او.مة اللبنانية

عند الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978، انتقل إلى الجنوب مشاركاً في التصدي للعدوان.

قرر ترك “فتح” وتأسيس فصيل لبناني، ولكن الفتحاويين ظلوا يعتبرونه واحداً منهم رغم انفصاله عن الحركة، وتأسيسه سريّتين لبنانيتين في كفرشوبا وبنت جبيل، أصبح أفرادهما جزءاً من قيادة المقـ.او.مة لاحقاً، مثل عـ ـماد مـغـنيـ ـة.

كان له دور هام في التنسيق بين قيادة الثـ ـورة الفلسطينية وقيادة الثـ ـورة الإيـ ـرانية، ونسج علاقات واسعة مع كوادر الثـ ـورة الإيـ ـرانية، تدريباً وتعاوناً أمنياً وعسكرياً، ووجد ضالّته فيها.

دفاعاً عن الثـ ـورة، لم يتردد في الذهاب إلى باريس عام 1980، لاغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شهبور بختيار، فيما نجا الأخير بأعجوبة.

حُكم بالمؤبد لكنه سُجن لمدة 10 سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال بختيار في باريس، وهو آخر رئيس وزراء في عهد شاه إيران محمد رضا پهلوي، وأفرج عن النقاش عام 1990.

كان السجن مسرحاً لنضال من نوع آخر. إذ نفّذ ثلاثة إضرابات عن الطعام، دام آخرها 130 يوماً، احتجاجاً على عدم شموله بقرار عفو عام، رافضاً إفراجاً لا يشمل رفاقه.

أدرك وراء القضبان أنّه إما أن يقتل الوقت أو يقتله. إلى أن أفرج عنه في 27 تموز/يوليو 1990، بقرار عفو وقّعه فرانسوا ميتران.

مقالات ذات صلة