المقالات

عباس يضع شروطاً للذهاب لتشكيل حكومة وحدة وطنية

د.احمد محيسن – برلين في 2021/05/26

لقد ‏آفاق شعبنا اليوم على تصريح لمحمود عباس يقول فيه حرفيا .. بأنه مستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية .. شريطة اعتراف هذه الحكومة بالشرعية الدولية .. أي بلغة التنسيق الأمني وبلغة الإنبطاح .. هو اشتراط على حكومة الوحدة الوطنية بالإعتراف بدولة الإحتلال .. والمقصود بذلك اعتراف فصائل المقاومة بدولة الإحتلال .. وهذا التصريح من عباس .. هو بمثابة إقرار بترسيخ مفهوم ارتهان هذه القيادة وسلطتها للإحتلال والغرب ..

فبدل أن يكون القرار الفلسطيني مستقلاً وذات سيادة .. يجبر العالم للتعاطي والتعامل معه.. خاصة بعد درس وحصة غزة والقدس والشيخ جراح .. ويقوم بتشكل حكومة إنقاذ وطني تضم الجميع .. على طريق إعادة الإعتبار للمؤسسة الفلسطينية .. وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني .. وفتح الطريق أمام شعبنا لاختيار قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بطريقة ديمقراطية.. لتكون حرة وتعود لأحضان شعبها .. وبدل أن يستثمر هذا النصر الذي تحقق .. وفرض معادلات جديدة .. وبدل أن يضع هو الشروط .. يصر عباس على الإنصياع لرغبات نتنياهو والغرب ليكون محامي الشيطان .. ويعمل على المشاركة في كسر إرادة شعبنا ..

لقد نسي عباس أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” .. الذي يغتصبها وينتهك حرماتها .. ما زالت رسمياً لم تعترف بدولة الإحتلال .. ونسي أن دولة الإحتلال ما زالت لا تعترف بدولة فلسطينية على قطعة ارض بمساحة المقاطعة ..

فلماذا هذا الإصرار من عباس في مواصلته تثبيت قواعد اوسلو والتنسيق الأمني .. حتى وشعبنا يحقق الإنتصارات في المبادين ..؟!

فلماذا هذا الإصرار من عباس على أن يكون السهم القاتل الذي يوجه لقلب مقاومة شعبنا وهو يمرغ أنف نتنياهو في رمال غزة وساحات المسجد الأقصى ..؟!

‏ولماذا يسكت عباس على كل تلك التصريحات من ساسة الغرب باتهام المقاومة بالإرهاب .. وعدم التعامل معها..؟!

لم نسمع من عباس كلمة واحدة تقول .. بأن هذه المقاومة هي جزء أصيل من ثورة شعبنا .. وانت الحق بالدفاع عن أنفسنا وعن مقدساتنا .. وأن الإحتلال يعني العدوان .. ويدافع عن مقاومة شعبنا ولو بكلمة ..؟!

‏متى ستشكل هذه القيادة ملفات حول جرائم حرب وعدوان الإحتلال المتعددة والموثقة ضد شعبنا .. في غزة وفي القدس وفي سلوان وفي حي الشيخ جراح وفي الضفة المحتلة قاطبة .. والذهاب بها لمحكمة الجنايات الدولية ..؟!

‏أم أن عباس يلبي رغبة الإحتلال والغرب بعدم الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية .. خوفا من قطع المساعدات المادية لهذه السلطة .. ‏وخوفا على الكرسي و المكتسبات المادية له ولجوقته من المنتفعين من السحيجة والدبيكة ..؟!

‏وسيبقى المجد للشهداء والحريه للأسرة والشفاء للجرحى وسيبقى المجد للفلسطين حره عربيه أبيه..

مقالات ذات صلة