مهرجان جماهيري لحركة فتح تكريماً لشهداء غزة في مخيم البداوي
مهرجان جماهيري لحركة فتح تكريماً لشهداء غزة في مخيم البداوي
الحاج رفعت شناعة
نظمت حركة فتح مهرجانا تكريميا لشهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة ,يوم السبت 24-1-2009 في مخيم البداوي , حضره ممثلو الفصائل الفلسطينية والقوى والاحزاب الاسلامية اللبنانية واللجان الشعبية وقوى طلابية ونسوية و جماهير من مخيمي الباداوي والبارد وطرابلس .
بداية تلا الشيخ ابو عثمان ايات من الذكر الحكيم اهدى ثوابها لارواح الشهداء.
ثم كانت كلمة دارة الفتوى ألقاها سماحة الشيخ سمير كمال الدين نيابة عن مفتي طرابلس سماحة الشيخ مالك الشعار حيث طالب جميع الفصائل الفلسطينية بالوحدة الوطنية وأن يصونوا النصر الذي تحقق بصمود أهالي غزة لأن عدونا والله ما اجترأ علينا إلا لأننا كنا متفرقين .
وتابع ” فليتنازل بعضنا لبعض من أجل وجه الله تعالى ثم من أجل رسوله الكريم ثم من أجل فلسطين لأن الدم الزكي الذي روا تراب غزة يجب أن يعلوا فوق كل الأصوات وفوق كل خلاف ويجب أن يؤسس هذا الدم الزكي إلى جمع الكلمة ووحدة الصف .
وختم قائلاً ” حفظاً للمسجد الأقصى وبيت المقدس أن يسكنه شعبٌ مثل الشعب الفلسطيني “.
– ثم كانت كلمة م.ت.ف ألقاها الأخ أركان بدر مسؤول الجبهة الديمقراطية في منطقة الشمال حيث وجه التحية لأهل غزة وشهدائها وجرحاها مؤكداً بأن اسرائيل كانت تستهدف كل شيء في غزة من مساجد ومستشفيات وحتى المدارس التي ترفع راية الامم المتحدة واضاف بأن زعماء الكيان الصهيوني يجب محاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب .
وتابع بأن هناك مشروع صهيوني يريد الحاق الضفة بالاردن وغزة بمصر وهذا هو المغذى السياسي للعدوان على غزة .
ثم دعا الأخ أركان إلى الوحدة وانهاء حالة الانقسام وذلك بالشروع الفوري لحوار وطني شامل لمعالجة حالة الانقسام وتشكيل حكومة وفاق وطني لمواجهة العدوان الصهيوني وتداعيات عدوانه على غزة .
وطالب الاخوة العرب المساعدة في انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني صوناً للمشروع الوطني الفلسطيني.
وشدد بأن توحيد الموقف السياسي يجب أن يكون مشابهاً للموقف الذي توحد بالدم على أرض المعركة وليعلم الجميع بأن المقاومة لم تختصر على حماس فقط ، بل شاركت جميع الفصائل بمعركة الدفاع عن أهلنا في غزة وأكد بأن أصدق مثال على ذلك هو استشهاد العقيد جمال طه مغامس القائد في حركة فتح .
وأكد بأن م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وطالب بتعرية من يعطل الحوار والوفاق الفلسطيني .
ثم كانت كلمة الحزب الشيوعي ألقاها الرفيق اقبال سابا عضو المكتب السياسي للحزب جاء فيها ” إن علاقتنا معكم مجبولة بالدم ومقرونة بالقول والعمل ، شعب فلسطين ليس ارهابياً اذا قاوم المحتل بالحجر أو البندقية وتساءل ماذا يريد منا هذا العالم المستبد ، انهم يريدوننا أن نتخلي عن م.ت.ف وان نذهب إلى عدونا حفاة عرات رافعين الرايات البيضاء .
وتابع لم يكفي سقوط 1500 شهيداً وما يزيد عن 5500 جريح في غزة لكي يتحرك العالم لم من أجل فرض وقف اطلاق النار على اسرائيل ، ولكن لو سقط صاروخ على مستوطنة لوجدت العالم يتوتر .
لقد قدمت غزة بصمود أهلها نموزجاً رائعاً للتمسك بالارض وأن الضفة التي انتصرت لأهل غزة بمواجهات يومية مع العدوان الصهيوني قد أبرزت الوجه الحقيقي للتوحد الروحي والجغرافي للشعب الفلسطيني .
ثم كانت كلمة الحاج رفعت شناعة أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتــــح” في منطقة الشمال أكد فيها إن اسرائيل أقدمت على عدوانها الغاشم بعد أن أخذت الضوء الأخضر الأميركي واطمأنت إلى حالة الانقسام الداخلي العربي والفلسطيني ، وتعمدت ارتكاب الجرائم من خلال استهداف المدنيين الفلسطينيين ، وقصف المباني والمستشفيات والمدارس ، وأطقم الاسعافات ، ومنعها من الوصول إلى الجرحى مما أدى إلى استشهاد المئات منهم، ما فعلته اسرائيل كان بحق جريمة إبادة جماعية . والمطلوب اليوم من المجتمع الدولي الذي وقـّع على معاهدة جنيف الرابعة ، والقانون الجنائي الدولي ، واتفاقية لاهاي 1907، أن يبدأ اجراءاته القانونية لمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين الذين ارتكبوا المجزرة.
إن العدوان الذي أدى إلى استشهاد وجرح حوالي سبعة آلاف واعتقال المئات يعزز لدينا القناعة بضرورة نشر قوة دولية في كافة الاراضي الفلسطينية لحماية شعبنا من العنصرية الاسرائيلية ، ولتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي ترفضها اسرائيل ، وتتعمد الاستقواء بقوتها العسكرية على الشعب الفلسطيني .
إن اسرائيل وبعد ارتكاب الجريمة فإن أحزابها اليوم تتقاسم الغنيمة مستفيدة من دماء شهدائنا وجرحانا لكسب المزيد من الأصوات في الانتخابات الاسرائيلية القادمة ، فالجميع اليوم استفاد من تضحيات شعبنا واستثمرها ، إلا نحن الفلسطينيين فما زلنا نتخبط في مستنقع الانقسام الفلسطيني والعربي ، ولا نملك الجرأة بعد لمواجهة الاستحقاقات القائمة حالياً ، فإسرائيل تراهن على انقسامنا وتشرذمنا ، وإثارة الفتنة في صفوفنا فهي تعيش على خلافاتنا وصراعاتنا ، علينا أولاً وقبل كل شيء أن لا نسمح لإسرائيل بالافلات من المحاسبة على جرائمها .
نحن على قناعة تامة بأن الحوار الفلسطيني المؤدي إلى المصالحة والشراكة السياسية وتشكيل الحكومة القادرة على حماية المجتمع الفلسطيني ، والاعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة ، وهذا هو الرد الحقيقي على العدوان ومن خلال الشراكة السياسية والمصالحة سيكون بالامكان التوصل إلى قرارات جماعية لطرح الحلول لكافة القضايا الجوهرية سواء ما يتعلق بالتهدئة التي يجب أن تكون شاملة ومتزامنة ، أو الوقوف على المعابر حيث لا بديل عن تطبيق اتفاق 2005 ، أو المفاوضات التي تحتاج إلى إعادة نظر وتقييم لتجربة الماضي أو عملية إستلام المساعدات المتعلقة بإغاثة غزة وإعادة الإعمار فيها ، حيث السلطة الوطنية هي المعنية بهذا الموضوع أمام العالم ، أيضاً موضوع المقاومة الذي لا خلاف على مبدئه ، ولكنَّ المقاومة يجب أن تخضع لدراسة شاملة ، ولتحديد شكلها، وضرورة ربطها بإستراتيجية سياسية ، وتأمين الالتفاف الشعبي حولها ، والمحافظة على قدراتها وطاقاتها .
إن إسرائيل تريد دائماً إغراقنا في التفاصيل لإبعادنا عن الجوهر ، وهو الحل الشامل إستناداً إلى الشرعية الدولية ، والمهم بالتالي أن نتفق على برنامج مقنع للعالم نقدمه ونجيّش له الطاقات والتأييد ، وبهذا ننتقل من دائرة رد الفعل إلى دائرة الفعل .
إن ما حدث في غزة من مجازر ومن دمار على أهميته يجب أن يؤثر على اهتماماتنا هنا في لبنان حول القضايا الجوهرية المتعلقة بأوضاع مخيم نهر البارد ، وعملية إعادة الاعمار ، والضغط لإعادة البرايمات إلى أهلها ، والمتابعة الجادة مع الانروا لتنفيذ برنامج الاغاثة والترميم ، وإعادة الاعمار في المخيم الجديد .
