أرشيف المنتدى

الفلكلور الفلسطيني رسالة تاريخ وحضارة لاجئ

الفلكلور الفلسطيني رسالة تاريخ وحضارة لاجئ

1_1460914319.webp

على اثر نكبة 1948 ترك الفلسطينيون بلدهم خوفاً من الخطر الذي كان يهدد حياتهم على اثر المحازر الاسرائيليه التي ارتكبت بحقهم مخلفين وراءهم الغالي والثمين حتى ما يثبت هويتهم ظناً منهم ان عودتهم الى بلادهم ستكون قريبه.

وعلى مدى 61 عاماً فقد حاول الاسرائيليون جاهدين طمس تراث وحضارة هذا الشعب من خلال مقولة هرتزل الصهيوني ” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” ومن خلال مقولة غولدا مائير “الكبار يموتون والصغار ينسون” .

جميع محاولاتهم باتت بالفشل فمن قلب الارض المغتصبه وارض الشتات والمخيمات، هبت ثورة جديده للمعالم التاريخيه الاصليه للارض واثبات الذات، من المخيمات ظهرت ازياء عريقه، اصوات عاليه، وموسيقى تاريخيه تعزف من قبّل ابناء المخيمات الصغار الذين تعمقوا بفهم اصلهم وتاريخهم وتوارثوا قضيتهم جيل بعد جيل،حيث ابدعت اناملهم في فن التطريز الفلسطيني وابدعت خطاهم وحركاتهم بين الايدي والارجل لتقول من نبض قلب اللاجئين الى اليهود والعرب جميعاً ان التراث الفلسطيني لا زال معمق في جذورنا ولا زلنا نحتفظ به كتراث حضاري لشعب لاجئ له ارض وله كيان وله تاريخ.

رسالة وجهها ابناء المخيمات الى العدو ليفهم انه مهما حاول طمس حضارتهم وتراثهم واصلهم، فلن يستطيع ان يمحو جذورهم من الارض، ولا يستطيع ان يمحو ذكريات ارضهم من مخيلتهم، وانهم شوكة بحلقهم لا يستطيعون التخلص منها مهما مرت السنين والاعوام.

موسيقى الفلسطينيين لم تكن موسيقى عاديه بل كانت موسيقى الفولكلور الفلسطيني احدى هذه الثورات الفنيه، ذلك الرقص الشعبي الذي اعتاد عليه الفلسطينيون في الاعراس والحفلات والسهرات الليلية، الرقص الشعبي الذي يحمله مجموعه لا تقل عن عشر دبيكة وعازف اليرغول او الشبابه والطبل، غير ان معالم الدبكة تتألف من حركات بالارجل والضرب على الارض وتختلف بانواعها الكثيره : الدلعونا، الطيارة او الكرادية، ظريف الطول والدحيّة وجفّرا.

الكرادية أوالطيارة:

وهي تتميز بالإيقاع السريع، فلا بد أن يكون من يزاولها متمتع باللياقة وبحركات سريعة ويكون لديه تجانس في الحركة مع أقرانه.

دبكة الدلعونا:

وهي ذات إيقاع متوسط، وأصبحت الدلعونا تُغنى بأغاني جديدة الكلمات لكن على نفس الرتم مع اختلاف في الكلمات، كأن نقول مثلا: على دلعونا ونضع أي كلمات نريدها بحسب المناسبة.

دبكة ظريف الطول:

ينتشر قيها المديح والتفتيش عن مناقب البنت الحلوة أو الفتى، أوالمناقب الموجودة في البشر وهذه تستخدم للغزل في الأفراح والمناسبات الأخرى.

دبكة الدحيّة:

وهي تنتشر عند البدو وهي خاصة بهم، وفيها تسحيجات وتصدر أصوات قدلا يفهمها الأخرون.

اعتمد الفلسطينيون الفولكور شكل من اشكال النضال، لان اسرائيل حاولت نسب الارث التراثي والحضاري اليهم. ففي الثمانينات قامت مجموعات من الفرق التراثيه الفلسطينية بوضع الاسس الصحيحة للدبكة والاغنية الشعبيه بشكلها المنظم والمعبر عن حضارة الشعب الفلسطيني، وحاولت ان تنقل هذا الارث في فرق بين عروض محليه ودولية من قلب فلسطين الى الشتات الى مخيمات اللاجئين لينتشر بالعالم العربي والغربي اجمع.

فقد تميز الفولكور الفلسطيني بمعاني خاصة ليوصل رسالته، فقد اشار الى “الاسرى” بانهم قضية هامه بتاريخ الشعب، واكد على “حق العوده والثوابت الوطنية”، وعندما اشار الى: ” على الله وصب القهوه وزيدها” فهو يتغنى بتاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني .

الفولكلور الفلسطيني ذالك الفن الذي يحاول الفلسطينييون من خلاله اثبات حضارتهم العريقه، يحاولون الدفاع عن ممتلكاتهم بطريقه حضارية يستطيع فهمها العالم “ان قضية الشعب الفلسطيني لن تموت مهما ازدادت المؤامرات وسني التهجير”.

ان تمسك الفلسطينيين وتطوير تراثهم وتنوع نضالهم ضد العدو الصهيوني على مدى 61 عاماً لهو دليل على تمسكهم بجذورهم وارضهم.

1_1460914308.webp

برس بيروت – ريما داوود