أرشيف المنتدى

الى هذا المستوى يرتقي الضمير اللبناني مع لاجئين فلسطين

الى هذا المستوى يرتقي الضمير اللبناني مع لاجئين فلسطين

error video

بقلم: مي أبو غربية

كي نقتنع بأن السياسة ليست الا فن الكذب والتلاعب وحتى نصل الى مرحلة نشفق فيها على انفسنا من جعلنا اضحوكة واكذوبة نقبل بالمهانة والذل فنحاول رفض واقعنا المرير بشكل عملي ،

فإن هذا عرضي للحال المزري الذي نحن عليه:

صدر عام 82 قرار رقم 189 من وزارة العمل اللبنانية بمنع اكثر من 62 مهنة على الفلسطينيين والتي منها :

(الطب، الهندسة ، القانون…..الخ) علاوة على انه : لا يجوز تملك أي حق عيني من أي نوع اذا كان التملك يتعارض مع احكام الدستور لرفض جهة التوطين. وبما ان القانون اللبناني يمنع توسيع المخيمات القائمة ، إعادة بناء المخيمات المدمرة ويمنع اقامة مخيمات جديدة فان أحوال المخيمات تزداد سوءا وتدهورا مع انعدام مقومات الحياة الكريمة فلا يسمح لاهالينا في لبنان سوى العمل في الاعمال الشاقة (البناء ، الزراعة ، الافران، المحامص، السياقة هذا ان كان له واسطة فيعمل الفلسطيني سائق لدى احدى الشخصيات) ، او الموسمية( كالزراعة) او تلك الاعمال القذرة (التنظيف، لم النفايات من مكبات النفايات عبر سيارة جمع النفايات مثلا) هذا على الرغم من ان لبنان فيها عدد كبير جدا من اللاجئين الفلسطينيين وتتوزع في ارجاء ها مخيمات عديدة منها :

مخيم عين الحلوة،نهر البارد، مخيم البداوي،برج البراجنة، صبرا، شاتيلا، مخيم المية ومية ومخيم مار الياس.

هذا على سبيل المثال لا الحصرفيما يتعلق بموضوع المخيمات والاعمال فلا يسمح لهم العيش بكرامة تمكنهم من تأمين مقومات حياة سليمة ونظيفة وصحية ولا يسمح لهم بمزاولة الاعمال الراقية.

اما هو أكثر اشمئزازا ولا انسانية والذي يثير فيّ دهشة واستغرابا من الحكومة اللبنانية والقوانين اللبنانية والتي يفترض انها دولة الاختلاط والترفيه والرقي والتقدم فهو الموت ، موت اي لاجئ فلسطيني في لبنان .

يجب على الميت او من ينوي الوفاة في لبنان- ان كان لاجئا فلسطينيا- ويا للسخرية أن يحضر مبلغ قيمته 200 دولار كي يعرف سبب وفاته عن طريق تشريح الجثة هذا بعد التوسل في تشريح الجثة وتأمين خمسة اضعاف المبلغ المذكور للكفن وحجز قبر والا فيا للانسانية اللبنانية: يدفن الموتى في قبور اسلافهم .

أتخيل نفسي عند كتابتي لهذا المقال انني لاجئة فلسطينية في لبنان وان حجم الديمقراطية والحرية اللبنانية تبلغ ذروتها في أن تخيرني هل اريد ان ادفن فوق رفاة امي او خالي او جدي لي ما اشاء من الاقارب لان ادفن على رفاتهم !

لا يسعني الا ان اقول شكرا لحكومتنا العربية فانها والله مستزلمة