أرشيف المنتدى

محطة الجزيرة وأميرها والسيناريوهات المختلفة

محطة الجزيرة وأميرها والسيناريوهات المختلفة

قناة الجزيرة

وأخيرا ً نطق أمير دولة قطر ، عبر تصريح إعلامي من خلال محطته الجزيرة .. فأقربأمرين بدون أن يكون واضحا ً.

ألأول: ضلوعه وضلوع محطة الجزيرة بما يحدث في سورية ، وكأنه أحد أطراف النزاع .

ألأمر الثاني إستحالة تطبيق الحالة التونسية والمصرية ولا حتى الليبية على الساحة السورية . فكان جريئا إلى حد ما في ذلك .. ليسمّى ألأشياء بأسمائها ..، وليشكل تصريحه رؤية سياسية لما يمكن أن تسلكه محطة الجزيرة في المرحلة القادمة .. وكما هو معروف .. فالجزيرة .. هي أمير دولة قطر، وأميردولة قطر.. هو الجزيرة ، أما شعارها ” الرأي والرأي ألآخر ” فلقد أصبح واضحا للمشاهد العربي أنه لم يعد يتوافق ونهج السياسة ألأعلامية للجزيرة ودولتها قطر.. التي إتخذت دور تحرضي ورأس حربة لتنفيذ مخططا يراد تحقيقه في منطقة الشرق ألأوسط .. من خلال دعم ألأنتقائية الذي يتطلبه هذ المخطط .

لقد تحدث أمير قطر عن رؤيته لما يمكن أن يكون الحل في سورية في ظل الأحداث التي عصفت ولاتزال تعصف بعالمنا العربي .. والذي يحلو لأمير قطر ومحطته الجزيرة أن تسميه ” الربيع العربي “..!

وقبل الحديث عن فحوى ذلك التصريح .. لا بد من ذكربعض الملاحظات التي بدت أثناء حديثه ..

– لقد كان الأمير، الذي أصبح مشهورا أكثر من أي رئيس .. وأمير.. وملك عربي .. مُرهقا وملامح الأجهاد تبدو واضحة على تقاسيم وجهه .. ولست أدري ، أهو إرهاق جسدي أم فكري .. !، لا علينا .. سندع ألأيام تخبرنا بذلك .. ! ، أما الذي إستوقفني فهو مسحة الحزن التي بدت عليه .. ولست أدري لماذا إنتابني شعور ٌوأنا أستمع إليه .. بأن أوراق الربيع العربي لم تعد خضراء اللون كما عهدناها في أول أيام تفتح أوراقه .. بل غلب اللون ألأصفر معظم مساحات أوراقه ، وكأن الربيع هذا .. كان يتغذى على كل ما هو مستورد من أغذية مُعلبة وإصطناعية .. تملاؤها المواد المُسرطنة .. وليست من نتاج هذه ألأرض العربية الطيبة المعطاءة.. ، لذلك لم يستطع الربيع أن يحافظ على لون إخضراره ، ففقدت أوراقه قدرة الصمود .. وبدأت في التساقط .. ! ثم إستوقفني أمرٌ آخر وأنا أستمع لما يقوله أمير قطر..! . فقد أحسستُ وكأنه يحاول لملمت ما يمكن لملمته .. وإصلاح ما يمكن إصلاحه للمشروع الذي كان يمنّي النفس بنجاحه.. بالرغم من حُسن وإتقان صانعي هذا الربيع وإجتهادهم ليبقى مزدهرا في إندفاعه !! ولكن بعد أن تكشفت ملامحه وأهدافه ، تعثرت حركته في التغيير وربما تعطلت .. وغطى اللون ألأصفرمساحات واسعة من أوراق هذا الربيع .. وأخذت تتساقط كحبات العرق التي تدحرجت من على جبين ألأمير المرهق وهو يحاول أن يجد الكلمات المناسبة لحالة الفوضى والقتل والدمار ألذي التي ساهمت محطته الجزيرة في وصول العالم العربي إليها.!.

عودة إلى ما قاله أمير قطر في تصريحه .. ، لقد تحدث وبشكل مختصرعن ثلاتة قضايا .. ، وفي كل قضية ترك الباب مواربا تاركا للمشاهد والمستمع العربي .. مهمة إكتشاف حقائق ألأمور ..!.

– لقد طالب بوقف القتل في سورية ..، وهو طلب في عمومه إيجابي التوجه وندعمه بقوة ، ولكننا كمواطنين يعنينا هذا الطلب .. ، نريد أن نسأل سموه .. : هل يعني هذا أن أسلوب محطة الجزيرة التحريضي وقلب الحقائق ، قد أثبت بطلانه .. وبالتالي سنشهد مرحلة إعلامية جديدة من الصدق والحيادية لنتبين حقيقة ما يجري ..!!؟.

– وطالب ألأمير في تصريحه.. الحكومة السورية بالأعتراف بالمجلس ألأنتقالي السوري..!. وكذلك من موقع حرصنا على فهم الأمور نسأل سموه : هل المجلس الأنتقالي هذا يعبر عن ال 23 مليون سوري أو حتى ربع العدد لكي نوافق على منطقية مطلبك .. أمل هل هي رسالة مقايضة تبعثها سموك للحكومة السورية لللأعتراف بالمجلس مقابل أن تسلك الجزيرة مسلكا مغايرا لما تقوم به الآن من تحريض إعلامي ووتشويه الحقائق ، لكي لا يقال أن سموك ومحطتك خرجتم من المولد السوري بلا حمص ..!!؟.

– وأخيراً طالب ألأمير الحكومة السورية بالجلوس والتفاوض مع المجلس ألأنتقالي لأيجاد حل ومخرج لللأزمة السورية .. ! . وهنا نسأل سموه كذلك : هل حقا سموك يريد أن يجد مخرجا ً لللأزمة السورية ..! وإذا كان صحيحا ما تقوله .. ، لماذا لا توقف هجمة التضليل التي تقوم بها الجزيرة .. وتعلن أستعدادك لللأجتماع بالرئيس السوري بشار ألأسد كغيور على مصالح الشعب السوري وتبحث معه السُبل الكفيلة بوقف هذا النزيف اليومي .. يا سمو ألأمير .. أنت من خلقت هذا المجلس ألأنتقالي الوهمي والأجدر بك أن تذهب بنفسك للتفاوض بدل أن تصر على حالة التضليل وصناعة الوهم .. ، عندها .. وعندها فقط ستعيد لنفسك ما فقدته من حب ودعم منحك إيّاه الشارع العربي يوم قمت بزيارة لبنان بعد حرب تموز 2006م

الشارع العربي يا سمو ألأمير يحفظ في ذاكرته كل المواقف النبيلة لشخصك الكريم .. ، فأكْثر منها .. ولا تبتعد بخطواتك عنها .. وتركب سيناريوهات دخيلة تزرع الفوضى والقتل بين أبناء الوطن الواحد تحت مسميات واهية مكشوفة الأهداف … حتى وإن نجحت هذه الخطوات في قلب الحقائق لفترة من الزمن .. !

ولنا لقاء .. أبو رياض