لوثة الأنتماء والتحيُز

لوثة الأنتماء والتحيُز

منذ مدة ليست بقصيرة ، وأنا حريص كل الحرص في ألأبتعاد عن كل ما هو يعمّق جرح ألأنقسام الفلسطيني .. ، فما نحمله من تشرذم وتيه نتيجة “ألأنا ” الحزبية والتنظيمية ألتي تعيش في داخلنا .. لا يَحتمل المزيد وتنوء به العقول ، وتعمدت أن أسلك طريق الحديث عن عموم القضايا العربية في كتابتي محاولا تبيان إنعكاس ذلك على القضية الفلسطينية . هذا ألأتجاه لم يمنع فلسطينيتي من أن تتفحص هموم الوطن من خلال ما يُكتب هنا وهناك .. وما يُصرّح به مسؤولٌ لهذا التنظيم أو ذاك . والحق يقال بهذا الخصوص .. ، فأنا لست مُنزّها ً من لوثة الأنتماء والتحيُز .. ، ولكنني لا أتمترس خلف قناعاتي .. وأحملها كسيفا أقطع به رقاب أفكار ألأخرين ..! ولا أنكرعليهم قناعاتهم .. ، فسواء قناعاتي أو قناعاتهم .. فهي بالمُحصلة إجتهادات تقدّمُ قربان على مذبح حرية التعبير من أجل كشف الحقيقة .. والتي بدورها تنمّي فكرا إيجابيا داخل الشارع الوطني الفلسطيني .. لنخدم جميعا الوطن .. في إستعادة حقوقه المغتصبة .

أقول هذا وأنا أراقب معركة التلاسن إلى حد التخوين والأقتتال بين أبناء وطني بخصوص القضايا الوطنية في معركة إستعادة الحقوق المغتصبة ! هذا التلاسن المقيت في أنانيته وإصطفافاته والمؤذية والمعطّلة للجهد النضالي العام قد قسمت ظهر القضية .. !!، ألا يكفينا من تناول جرعات غذاء ألأنانية الفاسدة..!؟ . ألم يحن الوقت لللأقلاع عن تسخير الوطن وقضاياه .. وحتى أسراه لخدمة التنظيم والحزب وإستعباد العقول ..!؟ .

يا من تقبعون خلف مكاتبكم الثورية .. وتُحسنون ألأمساك بالقلم وتطلقون العَنان لكلماته ، رفقا ً بعقولنا .. ، نحن لم نُصبح دولة بعد .. ! ولم نُحرر ألوطن من خيوط أسره العنكبوتية ..! ولم نصعد به إلى عِلم القمر .. !!، لكي نرتكب كل هذه الجرائم بحقه عن سابق إصرار وترصد !! . بحق وطن عانى من تمزق وتشرذم أبنائه .. أكثرمما عاناه من طعنات ألآخرين ..!!.

إتقوا الله .. إذا لم يكن بحق أنفسكم .. فبحق أسراكم وشهدائكم .. ومستقبل أبناء وطنكم .. !.

في ذكرى رحيل عرفات .. أقول :

كنت أنتقد الكثير من مواقفه وتحالفاته … ، وكنت أعيب عليه إستفراده بالقرار .. ، ورغم ذلك لو ملكت ٌ في ذلك الوقت قراءة المستقبل .. وعلمت ما أصبح حالنا عليه أليوم .. ،لأقمت الصلاة والدعاء ليل نهار.. من أجل أن يبقى حيا ً بيننا .. ولكنها مشيئة الله . رحمك الله يا ختيار الثورة ..