أرشيف المنتدى

صدقية لجنة المراقبين وطموحات أمير قطر!

صدقية لجنة المراقبين وطموحات أمير قطر!

لست ضد لجنة المراقبين التابعة للجامعة العربية ، ولست مع المتفائلين بنتائجهم ! وهذا ليس إنتقاصا ً بأهلية أشخاص اللجنة ،بل تتعلق بدوافع مؤسسي هذه اللجنة .

لقد تشكلت لجنة المراقبين التابعة للجامعة العربية بعد أن فشلت كل المخططات الهادفة لقلب النظام في سورية سواء كانت عربية أم غربية . فمنذ بداية الأحداث تزاحمت تصريحات دولة قطر وحلفائها العرب والأفرنج ضمن رؤية واضحة ألأهداف وهي الوصول بالأزمة في سورية إلى الأطاحة بالنظام ! فبعد أن مارست قطر عبر محطة الجزيرة إسطوانة ” الشعب يرد إسقاط النظام ” لعلها تفي بالغرض ،تبعتها بسعي محموم لخلق مشاهد تحريضية داخل الشارع السوري لنفس الهدف .. من خلال إبتداع صور تلفيقية ونعي الأحياء وإقامة جنازاتهم ! ولكنها لم تنجح في تأليب الشعب السوري على قيادته وبقي متماسما ً . عندها بدأت تمارس التجربة الليبية لعلها الأكثر نفعا وقصرا للوقت ، ولكنها فوجئت بتماسك الجيش السوري بشكل لا تصح معه التجربة الليبية .. فقررت أن تستعين بحلفاء التاتو عبر مجلس ألأمن كما فعلت مع الحالة الليبية ، وفشلت فشلا صادما ً لكل توقعاتها وتوقعات حلفائها من جراء ألفيتو الروسي الصيني ! فذهبت بمحاولاتها إلى الحليف السني الغربي السيد أردوغان التركي ، لعله يستطيع أن يكون حالة عسكرية ضاربة قابلة للتطور! وهنا كذلك فوحئت بالرد ألأيراني الذي لا لبس فيه ، بأن أي إعتداء على سورية سيكون إعتداء على إيران وهو أمر لا طاقة لتركية على تحمله !

بعد أن فشلت كل هذه الخطوات التي سلكتها قطر وحلفائها للأطاحة بالنظام في سورية ، ولأن مخطط الشرق ألأوسط الجديد لن يقوم بوجود النظام القائم في سورية ، كان لا بد من البحث المستمر عن الطرق الممكن إتباعها لتحقيق هذا الهدف . ولأن الغاية تبرر الوسيلة كما يقولون ! ولأن الوسائل في قلب النظام في سورية قد شحّت ونضبت آبارها ، لم يبقى في الميدان غير إحميدان ! ذهبت قطر ومن معها بإتجاه الجامعة العربية لعلها تجد ضالتها ! فخلقت بالتعاون مع الحليف الغربي فكرة الحل العربي عن طريق إنشاء لجنة مراقبة وتقصي الحقائق ، والذي هو حلّ حق ٍ ( يجب إتباعه ) ولكنه حل يراد به باطل !

من هذا المنطق التسلسلي لما يُدبّر لسورية ، لست متفائل برؤية حلولٍ يراد بها سلامة وأمن ألأراضي السورية ! اللهم إذا حزم أفراد لجنة المراقبة العربية أمرهم وقرروا نقل الحقيقة التي أصبح يدركها الجميع ( ما عدا الشيخ حمد وأحلامه ألأمبراطورية ). وهي أن هناك دول حدودية لسورية تدرّب وتسلح مجموعات وترسلهم إلى سورية عبر حدودهم لأشاعة الفوضى والقتل والدمار !

يبقى أن نقول : أن ألأصلاح السياسي وألأجتماعي مطلوب في سورية والكل مقتنع بهذا ، ومن يريد أن يساهم في ذلك ، فالأبواب الحوارية مفتوحة على مصريها ولها من الشواهد ما لا ينفع القفزعنها. أما أن تُطلق يد ألأرهاب لتعيث الرعب والقتل والدمار بين المواطنين ، فهو جهل بأبسط حقوق ألأنسان والمواطنة .. وجريمة ترقى إلى مفهوم المؤامرة !

ولنا لقاء أبورياض