طلاق حماس من تارخها النضالي !
طلاق حماس من تارخها النضالي !
ما لم يقله السيد إسماعيل هنية عندما صرخ بأعلى صوته من القاهرة مُعلنا موقف حماس الرسمي من الأزمة السورية هو , السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذه ألأيام ، هل قررت حماس ألأكتفاء بالوقوف السياسي فقط ضد النظام الذي لولاه لما كانت حماس من أصلها ، أم أنها ستذهب في عدائها لتقاتل عسكريا ضد سورية جنبا إلى جنب مع الأخوان المسلمين والسلفيين ومرتزقة قطر والسعودية والأردن وتركيا وتيار المستقبل اللبناني ؟!
فبعد أن حيّا السيد هنية هؤلاء المرتزقة تحية الأبطال ، ما المانع عند حماس في أن تذهب في دعمها لهم لتقاتل إلى جانبهم ؟!! أنا شخصيا ً لا أستبعد ذلك ، فنحن نعيش قمة الهزل والترهل النضالي الفلسطيني الذي بات يصفعنا كل صباح ومساء ! فنكران الجميل وكيفية ضياع ألأوطان دروس فقهية وعلمية يجب تدريسها لأجيالنا القادمة !
ولأكون أكثر وضوحا أقول :
ما يُحيّرني ليس إنسلاخ حماس عن ماضيها النضالي، ولا فكّ إرتباط تحالفاتها مع دول أوجدتها وأوتها وموّلتها ودعمتها ونصرتها في كل شيء من الألف إلى الياء . أقسم أن هذا لم يُربك تفكيري قيد أنملة . ما أضاع بوصلة المفاهيم داخل تفكيري هو إلى أين حماس ذاهبة بعد أن حزمت أمرها في التغيير ؟!! هل يُعقل أن يرى شخص مثل خالد مشعل في قيادات قطر والسعودية والأردن درب يقود للوطن الفلسطيني ؟!! وهل يُعقل قيادي مثل محمود الزهار قدّم أولاده من أجل فلسطين ، أن يجلس على موائد اللئام الذين ساهموا في تدمير غزة على رؤوس أهلها !! ثم كيف تجرأ هنية على قول ما قاله في القاهرة ، وهو الذي كان يقف على المعابر والأنفاق ليتلقف المعونة السورية والأيرانية طيلة سنين الحصار .. لكي يذهب بشهامته ويرتمي في أحضان من ساهم في حصار ودمار وتجويع أهلنا هناك ؟!!
كانت الحَجّة ألله يرحمها عندما يُصاب أحدهم بسوء التصرّف أو بإرتكاب ما لم نعهده في تصرفاته كانت تقول ” عين وصابتو يمّه ” . أنا أجزم بأن العين لم تصيب قيادات حماس في ما أقدموا عليه .. ولكنني أجزم في المقابل بأنه .. قد جُنّ العقلاء وفقدوا صوابهم ! ألم يقرأ هؤلاء تاريخ حلفائهم الجدد وأين أوصلتنا وعودهم وتحالفاتهم؟! ألم يتفحّصوا تجارب الماضي القريب ؟! ألا يكفيهم الرئيس عرفات وتجاربه المريرة والأليمة معهم ؟! ثم من هم الأخوان المسلمين حتى تخلعوا كل هيبتكم النضالية وتلتحفوا بعباءتهم ؟! ومتى وقفوا مع القضية الفلسطينية والعربية بشكل عام .. وهل سمع أحدكم بأن أحدهم قد قاتل في صفوف المقاومة الفلسطينية أو ذكروا فلسطين في مواثيقهم المكتوبة ؟!
كنت أكذّب نفسي عند كل مقال أكتبه منتقدا ً سكوت حماس على ما تتعرض له سورية من مخطط مدروس بإتقان ! أما وقد أصبح يقينا أين تقف حركة حماس من هذا المخطط ، فعلينا تقع واجب المصارحة لنقول :
— لقد شاركت حماس بفعلتها هذه بعلم أو بدونه، في تثبيت إسرائيل في المنطقة العربية على حساب الحق الفلسطيني .
— لفد وافقت حماس بفعلتها هذه بعلم أو بدونه ،على تصفية البندقية الفلسطينية .
— لقد إرتضت حماس بفعلتها هذه بعلم أو بدونه ،على أن تكون طرف في الصراع العربي العربي لصالح أعداء القومية العربية .
— لقد إرتضت حماس بفعلتها هذه بعلم أو بدونه ، أن تكون حجر شطرنج في مربع المخطط الغربي الذي ما كان لصالح القضايا العربية الفلسطينية يوما ً .
— لقد إرتضت حماس بفعلتها هذه بعلم أو بدونه ، أن تنضم لجوقة دايتون النضالية ضد طموحات شعبها عبر الفنادق والسيارات الفارهة السوداء .
وأخيرا ً وليس آخرا ، لقد إرتضت حماس بفعلتها هذه بعلم أو بدونه ، على قتل تاريخها النضالي المُشرّف .. ودفنه في إحدى مزابل التاريخ ..
ولنا لقاء أبورياض
