أرشيف المنتدى

لبنان الجميل صاحب ألأطوار الغريبة !

لبنان الجميل صاحب ألأطوار الغريبة !

لست الوحيد الذي يعشق لبنان أرضا ومناخا وسحرا ، إنه البلد ألأكثر قدرة على إمتاعك ، فأن أردت حُسن الأستقبال فلك منه ما يرضيك .. وإن أردت ألأستجمام بعد عناء العمل المتواصل على مدار السنة ، تجد في شواطئه وجباله ومراكزه السياحية ما يكفيك لتزيل كل إرهاقت عملك ، وإن بحثت عن الهدوء والراحة فستجد في مصايفه الجميلة ما يمنحك مُبتغاك . إنه المكان الذي تجد فيه كل الأمكنة .. إنه الخلطة السحرية الجميلة رغم صغر مساحته ! ومن أسرار جمال هذا الوطن ، أنك غير قادر على ألألمام بكل ما يحتويه من معالم أثرية وحكايات تاريخية تجتهد لتروي بها عطشك الفكري الأستكشافي ! ببساطة كلامية ، إنه لبنان .. إن الأسم لبقعة سحرية جميلة على هذه ألأرض .

أكتب هذه القناعات الفكرية .. بعد أن صدمني تصرّفات سياسيّيه العجيبة والتي يصعب تفسيرها ! فهم يُتقنون كل فنون السياسات إلا سياسة ألأنتماء لهذا البلد الجميل ! إنهم عرب أكثر من العرب أنفسهم ، فهم سوريون أكثر من السوريين أنفسهم .. وسعوديون أكثر من السعوديين أنفسهم ، وألأمثلة كثيرة بهذا الخصوص! وهم لن يترددوا في أن يتقاتلوا ويقتلوا الوطن والمواطن من أجل إثبات ذلك !! أما التصرّف الأكثر غرابة في هذا البلد الجميل ، فهو ألأنتماءات الفكرية والعقائدية والسياسية لشعبه ! فالمواطن مستعد لأن يموت بكل بساطة من أجل إنتمائه الفكري أو من أجل زعيمه .. وأن يقتل أخيه ويدمر كل معالم الجمال في بلده لحساب هذا الزعيم أو ذلك ! رغم علمه ( وهذا من عجائب الدنيا المئة !!) أن هذا الزعيم أو السياسي هو إستغلالي من الطراز الأول .. وغير صادق في وعوده ومأجور الفكر والهدف ، ورغم ذلك تستغرب تصديق المواطن له والذهاب لتنفيذ مخططاته !! ثم تستفيق على تعاسة الوطن من خلال تلك الصراعات ، فهو الضمير الغائب الذي لا يُحسب له حساب !

ورغم أنني لا أنكر وجود المواطن اللبناني المثقف .. لكن ثقافته تنحنى طوعا ً وتنفيذا للزعامات السياسية القائمة .. وهذه الطبقة المثقفة تساهم بشكل واضح في قتل المفاهيم الحقيقية لمعاني الوطن ! وهناك مأخذ من ضمن المآخذ الكثيرة التي تؤخذ على هذه الطبقة المثقفة ، من منطلق أنها الأكثر قدرة على نقل الحقيقة المجرّدة إلى المواطن العادي والنهوض به إلى مرحلة الأدراك والوعي لحقيقة ما يدور ، ولكن بدل أن تفعل ذلك .. تذهب لتشوّه الحقيقة لمجرّد أن تتعارض وثقافته الفكرية ، طمعا في فرض نظريته أو منصب يحلم بالوصول إليه ! ولي في سماحة السيد حسن نصرالله ألأمين العام لحزب الله ( تتفق مع إنتمائه العقائدي أو تختلف ) حجّة فيما أقول ، فالرجل مشهودٌ له بصدق القول والعمل وتسكنه وطنية صادقة صادمة حتى لمُبغضيه ومعارضيه! فعندما يطّل في خطابه موضحا بعض ألأمور المهمة التي تعني الوطن والمواطن ، تجد هذه النخبة المثقفة تحفر بأسنانها وأنيابها علّها تجد بين كلماته ما يمكن أن يؤخذ عليه متجاهلين منطقية طرحه لتلك القضايا !! قد لا نعتب على بعض الأصوات السطحية المُشبعة بالأحقاد والكراهية ، ولكن حديثنا هنا إلى تلك الطبقة المثقفة والتي تمتلك في إعتقادي ناصية البناء والتقدم لهذا الوطن الجميل ! فهل نحسن إستخدام ثقافتنا بما يفيد مفهوم المواطنة !!

وبقدر قناعتي بجمال هذا البلد .. تجد الأستغراب لا يفارقني وأنا أطالع تاريخ حروبه الأهلية التي عاشها المواطن اللبناني . إن الحروب الأهلية على أرضه لا تغيب كثيرا حتى تعود من جديد ، ومن هذه الحروب التي وقعت بين اللبنانيين هي :

— مجازر وحروب 1840م : وقد حصلت عام 1840م بين الدروز والموارنة.

— مجازر وحروب 1860م : وقد حصلت عام 1860م بين الدروز والموارنة.

— أحداث وصراعات سياسية 1958م : وقد حصلت عام 1958 بين الدروز والمسلمون السنة الموالين لمصر من جهة والقوى الوطنية اللبنانية (المسيحيون والشيعة) من جهة أخرى.

— الحرب الأهلية (1975-1991): وهي أهم الحروب أو المعارك الأهلية التي حصلت والأكثر دموية . ولقد تداخلت فيها الأيدي الأسرائيلية والفلسطينية والعربية والدولية !

نتمنى صادقين أن لا يعيش لبنان الجميل من جديد مرارة هذه المآسي وأن يرقى مواطنوه في حبهم لوطنهم وأرضهم فوق كل الخلافات ، وأن تقتنع كل الزعامات الفاعلة أن غطاء الوطن من أمن وإستقرار .. لا يمكن أن تحاك خيوطه إلا بصناعة وطنية غير قابلة للمساومة تحفظ له العزة والكرامة . وليعلم أهل هذا الوطن الجميل أن الوطن هو الوحيد بعد الله الذي يمكن لهم أن يستظلّوا بظله ، وأنه ألأبقى لهم مهما حاول تجّار السياسة والنظريات إقناعهم بغير ذلك !

ولنا لقاء أبورياض