أرشيف المنتدى

حقائق ومواقف أفرزتها فوضى"الربيع العربي!

حقائق ومواقف أفرزتها فوضى”الربيع العربي!.

هل يستطيع أحد منا تحديد إسم الحاكم الذي يتحكّم بالقرار الوطني ويُدير مسرح الحياة في كل ٍمن تونس واليمن وليبيا!

وهل عند أشد المتفائلين بأحداث “الربيع العربي” ما يُقنع القارئ بأن هذه البلدان لا تتخبط في فوضي مُخيفة تتيح للعقول المُتربّصة داخليا وخارجيا أن تعيث فسادا وتنهب من ثرواتها ما تشاء وترهن قرارتها الوطنية مقابل بهرنجانات شخصية رخيصة لا دخل لها في شأن ورِفعة الوطن !؟

بالتأكيد لن نختلف في ذلك كثيراً، لكننا حتماً نتفق جميعا على أنها الفوضى السوداء القاتلة لكل معاني التعايش بين أبناء الوطن الواحد ، ومدمّرة لكل ما من شأنه دفع الأوطان إلى التقدم والبناء والحضارة!

ثم هل هناك من يستطيع قراءة ما هو الحال التي أصبحت عليه أرض الكنانة اليوم!؟ أرض عُرابي وعبد الناصر( أرض أخانا العربي الأكبر) الذي كانت يوما ً_ يُومْ ورا يومْ أمجاده إبتكبر_!؟

وهنا كذلك نتفق على أن القراءات أيّ إن كانت، قاتمة سوداء يتوجّسها شبح حرب طائفية وخوف من المجهول القادم والذي قد يُطيح بتاريخ مصر وثقافتها وعظمة أهراماتها ورحابة صدر أبنائها! إنه قلق على الشقيقة الكبرى زرعته أصابع وعقول أباطرة “الربيع العربي”!

وقدوما إلى ما يحدث في سورية، هل يختلف إثنان -عاقلان-، على أن ما يُدبّر لسورية من دمار عَبر – حِقد مُنظم – زُرِع بين أبناء الوطن الواحد، و- فتنة طائفية مدروسة- أرادوها لا تُبقي ولا تذر، فلا تقوم لسوريا العروبة قائمة من بعده، هو حقائق تفضح أكاذيب كانت مستنداً لتخدير العقول من أجل تمرير مخطط “رهن الأوطان”!؟

إنه مخطط تصدمنا بشاعته، أدواته الأجرامية سعت لتمزيق طيبة أهل الشام وكرم ضيافتهم وعَراقة أصالتهم ! كيف لا.. والشام هي البوابة إلى التاريخ العربي والأسلامي ماضيه وحاضره ومستقبله.. وبدونها لا تُقرأ أبجديات أصالتنا العربية!

وتتابعا لفصول مخطط ربيعهم العربي، نجد أن القضية الفلسطينية هي الأكثر تهديفاً من قبلهم وإن بدت مُغيّبة عن صدارة الأحداث. فهي الهدف المُراد الوصول إليه لتصفيته، فالقضية المقدسة عند كل عربي ومسلم يجب أن تنتهي وإلى الأبد، وإنتهائها لن يتم إلا بتمزيق مستند التماسك الثقافي العربي حول قدسيتها.. وقراءة لما أفرزه قطار “الربيع العربي” من قيادات وما نتج عنها من مواقف سياسية حول إسرائيل والقضية الفلسطينية يؤكد على مسيرة مخطط التصفية، والمواقف والتصريحات السياسية لقيادات “الربيع العربي” ليست بعيدة عن متناول أيّ باحث يرغب في التفاصيل.

إذن هناك خطوات أصبحنا نلمسها محفورة على واجهة قطار ” الربيع العربي” تعمل على تصفية القضية الفلسطينية أدواتها فوضى عارمة مدعومة من دول عربية لا تخفي تحالفاته مع إسرائيل من أجل تحقيق الهدف، يضاف إلى ذلك المباركة والدعم الغربي الواضح لهذا الأتجاه!

إن مفهوم الترابط العربي الأسلامي المصيري لدى قيادات هذا المخطط، يجب أن يتخلى عن مسؤلياته التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، لكي يتسنّى لهم إلغائها سياسيا بعد أن نجحت إسرائيل في إلغاء جغرافية فلسطين كقضية شعب، ليبقى بعدها البعد الأنساني للقضية الفلسطينية وهو ما يسهل تقاسم أعبائه عربيا وإسرائيليا ودوليا! وإذا ما أضفنا إلى ما سبق إنهزام أغلب القيادات الفلسطينية ورضوخهم “الغير مبرر وطنياً” إلى إملاءات القيادات العربية المتحالفة مع إسرائيل والغرب.. ندرك هول ما نعيشه من كابوس مُتظم لقتل ما تبقى من معالم لوطن كان إسمه يوما ً ” فلسطين ” !

لذلك، ولأجل هذه الأفرازات الربيعية الظالمة، تزداد قناعتنا يوما بعد يوم وبلا تردد، في الوقوف قناعة فكرية.. إلى جانب سوريا الوطن الواحد.. لشعب واحد.. تقوده قيادة عربية وطنية شابة.. صادقة مثقفة.. تؤمن بعزة الوطن وكرامته.. وتسعى بكل ما تملك من جهد ومعها أحرار العالم العربي لحفظ ثقافة القضية الفلسطينية والعربية وتاريخها العريق.. وقدسية وجهها العربي الأصيل!

ولنا لقاء..

أبورياض