أرشيف المنتدى

سكان في عين الحلوة || مشروع البنية التحتية فاسد

سكان في عين الحلوة || مشروع البنية التحتية فاسد

1_1459941078.webp

14-10-2014

خيبت الشتوة الأولى آمال أهالي مخيم عين الحلوة في انتهاء مشروع ترميم البنى التحتية. فعلى الرغم من رداءة البنى التحتية القديمة، إلا ان المياه لم تكن تجرؤ، إلا نادراً، على دخول بيوتهم، بينما مع المشروع الجديد صارت تلك المياه في بيوتهم.

تقول الحاجة أم يحيى المدد، التي دخلت المياه منزلها: منذ وجودنا في هذا المنزل لم تطف المجارير في بيتنا إلا بعد مشروع البنى التحتية. والآن، أنا خائفة أن أبسط السجاد في البيت ونحن على أبواب فصل الشتاء. لا نريد شيئاً غير إصلاح الأعطال بأقصى سرعة، وأن يعملوا بذمة وضمير.

ويروي موسى، أحد سكان حي الزيب، أن قسطل المياه الرئيسي انفجر، فتم إصلاحه بطريقة بدائية، بالترقيع. وتشير أم عصام المدد إلى أن مياه الشرب تتفجر من تحت الزفت، وتدخل منازلنا، لأن المشروع فاشل، وقد مدت القساطل بطريقة عشوائية. وتعتبر أن المهم أن يستفيد ماديّاً من أنجز المشروع.

ويذكر أحد المقيمين في الحي، أن من كان يعترض على عملية إنجاز المشروع ويراقب الأخطاء، تم إسكاته، فالقساطل مهترئة قبل استخدامها، وملفوفة بالمطاط ولا تتوافر فيها المواصفات والأصول، حتى أن إحدى الجرافات كسرت قسطلاً أثناء الحفر، فقاموا بلفه بإطار مطاطي. ويكشف أحد العمال، أنهم كانوا يضعون الوحول والتراب فوق القساطل، وبعد تعبيد الطريق لم تتحمل القساطل ضغط السيارات، فصارت تنفجر تحت الزفت.

وتكر سبحة الطعون بالمشروع. فيضيف أحد سكان المخيم: كانت فتحات تصريف المياه (الريغارات) تتكسر بفعل الجرافات، فيقومون بتغليفها بالرمل والإسمنت. وهذه الطريقة لا تنفع. ووظفوني معهم كي أسكت، لكني رفضت.

ويؤكد محمد المدد أن مياه المجارير عند الشتوة الأولى دخلت بيته، ما يبشّر بطوفان عند غزارة الأمطار.

ويلاحظ موسى الذي دعي إلى اجتماع قبل البدء بالمشروع، أن ممثلين عن الفصائل في الاجتماع كانوا يمدحون المتعهد. وعندما سألوني ماذا أريد، طلبت منهم أن يلتزموا بوقت التنفيذ، لأن إقفال الطريق يعطل مصالحنا. فأخبروني أن مدة التنفيذ شهران. وبعد ساعتين اتصل بي المتعهد فذهبت لمقابلته وكان يريدني أن أعمل معه، طالباً مني الإشراف على العمال وأن أتفحص ما تم إنجازه. عملت يومين معهم لأني لا أفهم بذلك العمل، وتقاضيت 400 دولار. وكان المتعهد يوزع أكياس الاسمنت على بعض الناس.

ويقول مواطن من المخيم إن الأونروا لم تكن تتابع التنفيذ، وكان المتعهد هو الآمر الناهي، والعمل لم يكن بالطريقة المتفق عليها.

ويشير محمد عطايا إلى أن كلفة المشروع 5 ملايين دولار، لكن وفق ما هو منجز فإنني أؤكد أن هناك سرقة ولا يمكن تصليح الأنابيب بطريقة بدائية رغم التمويل الكبير للمشروع.

ويلفت سام عويّد إلى أن أحد القساطل انفجر في سوق الخضار، فتم لفه بالمطاط، وبعد فترة وجدت الديدان تحته. وهو قسطل مياه للشرب، ويضيف المؤسسات التي قامت بهذه المشاريع وأشرفت عليها لم تكن مهنية ولا يوجد عندها متخصصون، لانهم عندما يضعون مصرف للمياه لنحو 30 بيتاً، حجمه 5 إنشات لا يحتمل كمية المياه، لافتاً إلى وجود قسطل لمياه الشرب تتسرب منه المياه، وبالقرب منه مياه المجاري تطوف فتختلط بمياه الشرب، وقد قاموا بتغطية القسطل المكسور بقليل من الإسمنت، وعندها بدأ التسرب إلى مياه الشرب وسبب الأمراض وهناك فتى عمره 16 سنة أصيب بجرثومة في المعدة، وما زال يعاني في المستشفى ويخضع لعمليات جراحية.

المهندس يرد: المشكلة في الشبكة القديمة

يؤكد المهندس التنفيذي للمشروع في مخيم عين الحلوة عاطف العيسى، بحضور مهندسي الأونروا وممثليها، أنه يعمل وفق شروط العقد. ويقول: تم تنفيذ مجاري المياه (الريغارات) وفق المواصفات المتفق عليها بالعقد مع الأونروا. وهي قياسان 40 سم و60 سم بحسب العمق، وفي الأزقة لا يمكن وضع ريغار أكبر من 40 سم، لأن عرض الزقاق 80 سم.

يضيف: لا يتضمن العقد المصافي الصغيرة التي تستخدم في البيوت. نحن وضعنا مصافي لمياه الأمطار في الشوارع الرئيسية والأزقة، وهي مصاف 50 و90 سم، لكن المصافي الصغيرة وضعها السكان ولا يمكن محاسبتي على شيء لم أنفذه أنا .

أما انفجار قساطل مياه الشرب تحت الزفت في الطرق المعبّدة فهو ناتج، وفقه، من الشبكة القديمة المهترئة، وليس من القساطل الجديدة التي تم إنجازها. وأنا لا أتحمل مسؤوليتها. مسؤوليتي تقتصر على أي عطل في الأعمال المنجزة. ورغم ذلك كنا نقوم بإصلاح الأعطال في الشبكة القديمة خدمة لأهالي المخيم. وسبب انفجار الأنابيب المهترئة من الشبكة القديمة هو أنه في السابق كانت مضخة المياه من جامع خالد بن الوليد بقوة 11 حصاناً، أما الآن فقد صارت 40 حصاناً. ولم تتحمل الأنابيب القديمة قوة الضغط.

وعملنا لم يكن على القساطل القديمة والشبكة الجديدة لم تنته بعد ولكن بناء على طلب الأونروا تم ربط جزء من الشبكة الجديدة وبقي جزء من الشبكة القديمة إلى حين انتهاء المشروع. وهناك بيوت تم توصيلها بالشبكة الجديدة، إلا انّها ما زالت تستخدم الشبكة القديمة.

لا ينفي العيسى تسرّب المياه المبتذلة إلى شبكة مياه الشرب، لكن لديه دفاعه عن نفسه، يقول: حصل ذلك ولم نكن قد أنهينا العمل في شبكتنا الجديدة. وقمت بإصلاح العطل بالرغم من أنه ليس من اختصاصي وليس في نطاق منطقة عملي. وانتهى موضوع التلوث ولم أحصل على كلمة شكر.

وماذا عن إصلاح الأعطال بطريقة بدائية، مثل لفها بالمطاط، كما يروي السكان؟ يجيب العيسى: قمنا بذلك عندما كنّا نجد أنبوبا في الشبكة القديمة تتسرب منه المياه. وهذا تصليح موقت، لأنه في خلال شهر سيتم إلغاء الشبكة القديمة.

وينهي العيسى كلامه بأنه مستعد للتحقيق في حال تبين أن هناك تقصيراً أو هدراً في مشروع الشبكة الجديدة، مكرراً التأكيد أنه غير مسؤول عن أي عطل في الشبكة القديمة المهترئة.

السفير- انتصار الدنان