أرشيف المنتدى

لعبة الإعلام المدروس!

لعبة الإعلام المدروس!

ما يثير الإنتباه في عموم العالم الغربي، هو أنه في حال وقوع عمل إجرامي يكون للعربي أو للمسلم طرف خيط فيه، تبدأ جميع دول الغرب بدون إستثناء على العزف على وتيرة إعلامية واحدة عناصرها: الإرهاب.. الإسلام.. العرب!.

والملاحظة الأخرى هي أن عزفهم هذا، موحَّد حتى يُخيل إليك أن قائد هذه الاوكسترا يعود لمصدر واحد يُستقى منه التنسيق في كيفية سير هذه النغمة الإعلامية الموحدة! والأمثلة على ذلك كثيرة، وملخص هذه النغمة تتمحور حول ثلاثة عوامل هي:

الإرهاب ومصدره، الإسلام وعلاقته الفكرية بالحدث، العربي وحجم كراهيته للعالم الغربي!.

وآخر مثل على تلك النغمة الإعلامية الموحدة في سيمفونيتها، هو المجزرة البشعة التي وقعت في باريس وراح ضحيتها أكثر من 129 ضحية فرنسية. فجأة وبعد وقوع الإعتداء الغادر، بدأت المعزوفة الإعلامية الغربية بالعزف على عناصرها الثلاث: الإرهاب الإسلام العرب!.

المفارقة هنا أن هذا الإعلام “الديمقراطي الحر” كما يدعي، لم يُكلف نفسه عناء البحث عن العلاقة المباشرة بين هذه الأيادي المجرمة التي إرتكبت الأعمال اللا إنسانية، وبين من أوجدها وضخ فيها شرايين الحياة!.

وهنا نستذكر فنسأل: من أوجد أسامة بن لادن وزمرته التي أصبحت تُعرف فيما بعد بالقاعدة؟ أليس هو الغرب!، وذلك من أجل محاربة الإتحاد السوفياتي.. وهي معركة ليس للإسلام أو العربي ناقة فيها ولا جمل!. ورغم ذلك فبعد أن إنتهت مهمة القاعدة وأتباعها الكفرة من مهمتهم، إرتدوا على الغرب بحادث البرجين الإجرامي الذي راح ضحيته أكثر من 3000 مواطن أميركي. لنفاجأ بالغرب وقد باع للإسلام نسب القاعدة وللعرب عملها الإجرامي.. لنفاجأ أيضاً بتتابع الأحدث عبر إعلان الغرب الحرب على الإرهاب! لكنها في واقع الأمر لم تكن كذلك، بل كانت حرباً عسكرية ذات شقين، حربٌ على العربي وخيراته، وحرب إعلامية على كل ما هو عربي ومسلم!.

وها نحن أمام نفس السيناريو المجحف بحق العرب والمسلمين!. وهنا يحق لنا كذلك أن نسأل: من أوجد الجيش الحر وبعده جبهة النصرة وبعدهم تنظيم داعش ودولته!. أليس هو الغرب الذي يحاول مرة أخرى أن يبيع للإسلام نسب هذه المجموعات الإرهابية.. وللعرب يبيعهم عملها الإجرامي؟!.

كفاكم إساءة للمسلم وللعربي، فما قتل تنظم القاعدة الذي أوجدتموه من العرب والمسلمين هو ألاف أضعاف ما قتله من الغرب. وما قتله الجيش الحر وجبهة النصرة وتنظيم داعش الذي عملتم على خلقه من العرب والمسلمين هو أكثر من أضعاف مضاعفة مما قتله في بلاد الغرب.. ناهيك عن دمار أوطان عربية بأكملها!.

فهلا عدتم إلى الحقائق في قراءة الحدث ومن ثم أوقفتم هكذا معزوفة ظالمة بحق كل عربي ومسلم!. لكي نستريح جميعاً من كذبة الإرهاب، ومن إعلام يعمل بلا كلل على إتهام البريء وبراءة الظالم؟!!

أبورياض