أرشيف المنتدى

حقاً إنه زمن المغالطات!.

حقاً إنه زمن المغالطات!.

لن نكون قد خالفنا الحقيقة إن قلنا، أن الزمن الذي نعيشه هو زمن الإنهزامات العربية بإمتياز. والمُصيبة ليست في الحالة الإنهزامية، بل في إصرار أصحاب هذا التوجه على معادات كل من يعمل على إستنهاض روح العزيمة والإرادة داخل جسد هذه الأمة. حتى أصبح النصر والثبات عند القوى الحيَّة مرادفاً لحالة الإنهزام التي تعتريهم، لذلك تراهم يوغلون في العداء والتصدي لهم!.

تطالعنا أقلامهم بسعيها المحموم بحثاً عن أملٍ قد يفتح لها باب التشكيك بكل خطوة ترسم إنتصاراً لحزب الله وحلفائه!. وما كتبه وزير العمل اللبناني السيد سجعان قزي في صحيفة الجمهورية حول المعارك التي تدور في جرود بلدة عرسال اللبنانية يدخل ضمن هذا السياق.

سمعان قزي مع حفظ الألقاب، يلوم الجيش اللبناني الذي لم يقم بمقاتلة داعش وجبهة النصرة بدلاً عن حزب الله في جرود عرسال!. ثم يستدرك رافضاً فرضية عدم قدرة الجيش على فعل ذلك فيقول: (إذا كان الجيشُ اللبناني عاجزًا عن القيامِ بعمليّةِ عِرسال – وهذا غيرُ صحيح – فلماذا لم تَطلبْ الدولةُ اللبنانيّةُ دعمَ “التحالفِ الدوليِّ لمكافحةِ الإرهاب”، ولبنانُ عضوٌ فيه منذ تأسيسِه في أيلول 2014؟).

هو يريد أن يدفع بالجيش اللبناني إلى معركة لم يختبر وعورتها ونتائجها. وإذا ما نتج عن ذلك خسائر في الجيش اللبناني، فهي أوراق ضاغطة على حزب الله أمام قاعدته الشعبية العريضة داخل الشارع اللبناني لتأكيد ما يرددونه على الدوام، بأن حزب الله وراء تلك الأزمات التي أصابت لبنان. لعل ذلك يعيد خلط الأوراق من جديد، فيصبح دخول “التحالف الدولي” إلى لبنان أمراً مقبولاً تحت ذريعة حماية لبنان من داعش وجبهة النصرة (كما هو حاصل الآن في العراق وسورية)، بدلاً من حزب الله وحلفائه القادرون كما اثبتت الأحداث، على حسم المعركة في أيام قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. رغم علم الجميع بنوايا “التحالف الدولي” في العراق وسورية، وكم عدد المدنيين الذين قتلوا بالخطأ من جرّاء قصفهم هناك. والجميع يعلم أيضاً، أن هذا التحالف لم يحسم معركة واحدة لصالحه ضد داعش وأخواتها أو حرر شبراً من الأراضي العراقية والسورية منذ تأسيسه!. فما الذي يريده السيد قزي من وراء ذلك؟!.

يبدو أن الوزير الكاتب ومن يشاطره نهجه السياسي العدائي لسورية، لا يطيقون رؤية المزيد من الإنتصارات لحزب الله وحلفائه حتى وإن كانت بحجم تحرير جرود عرسال!.

الوزير الكاتب، وضع 4 نتائج سيحققها تدخل “التحالف الدولي” في لبنان، وهي نتائج إن تحققت ستقود بلبنان إلى ربطه بعجلة المخططات المرسومة للمنطقة والتي تتماهى والطموحات الإسرائيلية الغربية!.

الوزير الكاتب، لا يريد أن يرى خطوط التواصل والإمداد سالكة بين إيران والعراق فسورية وصولا إلى حزب الله. وهو ما لا تريده كذلك إسرائيل وحلفائها في المنطقة، لذلك كتب السيد الوزير مؤيداً إستقدام “التحالف الدولي” علَّ تواجده يعمل على قطع خطوط التواصل بين دول الممانعة، لتنفرد إسرائيل بلبنان وحزب الله وينتهي الأمر!.

الوزير الكاتب، لا يريد أن يرى إنتصارات حزب الله وحلفائه في جرود عرسال، لكي لا يُعيد الإنتصار تثبيت معادلة “الجيشِ والشعبِ والمقاومة”، وهو مطلب يشاركه فيه كل من إسرائيل وحلفائها من العرب. وكأني بالكاتب الوزير لا يعنيه إرتهان لبنان للسياسات الإسرائيلية والغربية بقدر ما يعنيه عدائه لسورية ورؤيته لخسارة حزب الله وتحجيم دوره اللبناني والإقليمي وبالتالي العمل على سحب سلاحه المقاوم، وهو مَطلب إسرائيلي بالدرجة الإولى كذلك!.

قبل أن أنهي، أود تذكير السيد الوزير ببعض ما فعله حزب الله وسلاحه المقاوم ولا أخاله يجهله.

– على يد سلاح المقاومة تحرر الجنوب اللبناني سنة 2000م.. فهل أغضبك هذا؟!

– على يد سلاح المقاومة وُجدت نظرية توازن الرعب.. فإنكفأت إسرائيل لتحسب ألف حساب إذا ما فكرت بالحرب على لبنان.. فهل أغضبك هذا؟!

– على يد سلاح المقاومة إنهزمت كل مطامع داعش وجبهة النصرة ومعهم مخططاتهم التي سعت لتخريب لبنان وإشعال الحروب الطائفية والمذهبية بين أبنائه.. وربما ستدفع الطائفة المسيحية الثمن الأكبر من دخول داعش لبنان كما حصل في العراق وسورية.. فهل أغضبك هذا؟!

– على يد سلاح المقاومة أصبح لبنان قوة إقليمية يصعب سرقة خيراته وثرواته المُكتشفة حديثاً. فهل أغضبك هذا؟!.

حقاً هو زمن الهزائم والقراءات المغلوطة. زمن تعمل فيه الأيادي الخفية وأدواتها على تفريغ الإسلام من خير تعاليمه السمحة، وتعرية العروبة من روابطها الأخوية وأصالة معانيها، وهي محاولات قد أضرت بوضوح بالقضية الفلسطينية وحجبتها عن المشهد العربي والإسلامي!.

ولنا لقاء…

أبورياض