أرشيف المنتدى

الذكاء والغباء وجهان لعملة واحدة!

الذكاء والغباء وجهان لعملة واحدة!

تعجبني سياسة الدول الكبرى القادرة على تلميع شخصية ما. بعد الإتيان بها من المجهول، لتصبح بين ليلة وضحاها، من أهم الأدوات التي تصنع الحدث وتقرر مصائر الشعوب!.

يوم الحادي عشر من أيلول سبتمبر وقع الهجوم المأساوي على المركز التجارة العالمي ( wtc ) في مدينة نيويورك الأميركية. يومها أمطرتنا وسائل الإعلام العالمية بلا إستثناء، بأخبار لم نكن نتخيل بأننا قد نسمع عن شخص اسمه أسامة بن لادن!. وإستمرت العاصفة الإعلامية تمطرنا بأخباره حتى أصبح هذا الإسم أشهر من نار على علم. وعبر هذا ال بن لادن.. بدأ حاضر ومستقبل الدول يُصنع ويُؤرَّخ!. وعندما إنتهت مهمته التي تم تلميعه من أجلها، ذهب بطريقة غامضة، تماماً، كما جاء بطريقة غامضة، ومن ثمَّ طويت صفحته!.

واسم آخر ظهر فجأة ليملأ الدنيا بأخباره وأحلامه، اسمه أبو بكر البغدادي!. كيف ومن أين جاء.. الأجابة على ذلك تبقى في حكم التكهنات. أما الحقيقة فلا يعلمها إلا من جاء به وسهر الليالي على تلميعه وإخراجه إلى العلن!.

كلما نعرفه عن هذا المدعوا البغدادي.. هو أن ظهوره يشبه تماماً ظهور سلفه بن لادن. ولأن المعرفة تولد من رحم المعاناة، ها نحن نشاهد خواتم مهمته، لذلك نتوقع بقرب إسدال الستار على الفصل الأخير منها. لكنها حتما ستكون كما سلفه بن لادن، ليكتب التاريخ، بأنه جاء بطريقة غامضة وغادر هذا العالم بطريقة غامضة كذلك!.

طبعاً لن ننسى في النهاية أن نحيِّ الضيف السيء الذكر الربيع العربي، وأدواته الكثيرة والمتنوعة، والتي هي الأخرى جاءتنا ورحلت عنا فجأة.. تماماً كما الأسماء السالفة الذكر، مع الإختلاف الواضح فيما بينهم بالنسبة لحجم التلميعات والمهمات والقدرات الذاتية!.

الأمر العجيب الذي لفت إنتباهي ودعاني لكتابة مقالي هذا، هو أنني بحثت في تاريخ الدول الغير عربية، الشرقية منها والغربية، لعلّي أجد في تربتها منتوجاً يشبه أشكال بن لادن والبغدادي.. فما وجدت!. وحدها الأرض العربية والإسلامية قابلة لإنتاج تلك العينات، رغم أن مناخها من أجمل مناخات الدنيا، وإنتاجها الزراعي من الثمار والفواكه والخضار من أجمل وأطيب ما خلق الرحمن سبحانه وتعالى. وباطن أرضها من أغنى بقاع الأرض إن لم يكن أغناها!.

فأين يكمن الخلل يا رعاكم الله؟!.

وكل عام.. وكل حكاية ورواية والعالم العربي والإسلامي بخير!.

ولنا لقاء..

أبورياض