أرشيف المنتدى

تعالوا نسأل ونتساءل

ابو رياض

تعالوا نسْأل ونتساءَل

متى سنقلع عن إستخدام مشاعرنا في القضايا المصيرية ..!!؟ . متى سنفكر بعقولنا .. ونمنع الأخرين من أن يفكروا عنا ..!!؟ . متى سنحترم ونقدّس الوطن أكثر من القبيلة والطائفة والحزب والعادات والتقاليد البالية ..!!؟ . متى سنتوقف عن قول “لا” .. ونحن نعني بها ” نعم” ..!!؟ . ومتى سندرك أن كلمة “الأستعمار” لم تلغى من قاموس الغرباء وأنها لا زالت قائمة وبقوة ولكن .. تحت مُسميات مختلفة .. !!؟ .


هل يعقل هذا الخليط العجيب الغريب من التحالفات داخل الربيع العربي .. ! كيف نفهم تأييد كل من .. فرنسا وبريطانيا وأميركا وإسرائيل وقطر وبعض الدول العربية المعروفة .. لما يسمى بالربيع العربي .. !!!؟ ثورة بصحبة هذا الخليط ضد من !!؟ وربيع عربي مدعوم من كل هؤلاء الدول ضد من !!؟. أنا أشك بأن العقل العربي سليم ويعمل بنظام العقل البشري **..!


ما أشبه الماضي بالحاضر … ما أشباه العراق بليبيا اليوم .. ! عقول العراقيين المنتصرون يوم سقوط بغداد .. تشبه عقول الليبيين المنتصرون اليوم بسقوط طرابلس الغرب .. كانت الهستيريا تحكم ألفاظهم فرحا ونشوة .. واليوم في ليبيا هي كذلك ..! أرجوا أن لا يٌخذل أهل ليبيا كما خُذل أهل العراق بالنصر والديمقراطية .. ! وأن لا يرمّلوا كما رمّلوا نساء العراق .. ولا يهجّروا كما هُجّروا أهل العراق .. ولا تقطّع أوصال وطنهم كما حصل في العراق .. ! من كل قلبي أدعوا لهم ..!


هذه حقائق كانت في عهد القذافي .. أرجوا أن تتذكروها معي بعد سنتين من مقتله .. لنرى ، كيف سيكون هو حال الليبي بعد عهد الطاغية كما يقولون ويدّعون ..!

” هكذا كانت ليبيا في عهد القذافي ”

– استهلاك الكهرباء في البيوت مجاني

– استهلاك المياه في البيوت مجاني

– سعر لتر من البنزين لا يتجاوز 0.08 اورو

– البنوك الليبية لا تعمل بالربى

– المواطن لا يدفع أي ضريبة . والرسم على القيمة المضافة غير موجود تماماً.

– ليبيا تحتل المراتب الأخيرة من بين الدول التي تمتلك ديون

– سعر شراء السيارات في ليبيا هو نفس سعر الشراء من المصانع

– كل طالب يريد إكمال دراسته في الخارج تدفع له الحكومة 1627 اورو شهرياً.

– كل طالب يحصل على شهادة جامعية يحصل على راتب حتى دون عمل !!

– عندما يتزوج الليبي يحصل على قطعة أرض مجانية تصل إلى 150 متر مربع أو مسكن.

– كل عائلة ليبية مسجلة تحصل على 300 اورو شهرياً !!

أسئلة نطرحها الآن .. لا لشيء .. بل لنسأل من خلالها كل مواطن ليبي .. هل حقا ً لا تريد كل هذه المزايا !!؟ .. وإذا كنت لا تريدها .. فما الذي تريده .. !!؟ .. كلمة أخيرة .. قد يكون العقيد القذافي مشاكس سياسيا .. وقد يكون مريض بجنون العظمة .. وقد يكون .. وقد يكون .. ! لكنني أجزم بأن الشعب الليبي .. لن يعرف قيمة ما قدمه العقيد القذافي لشعبه إلا بعد فوات ألأوان .. !


غريبة هي هذه العقول .. التي تُصر أن لا تدرك .. أن العالم العربي هو عبارة عن كعكة كاتو لا مثيل لها بالنسبة للدول الطامعة ، وما أكثرها … والأستحواذ على قطعة من هذه الكاتو العربية اللذيذة .. هو سبب كل هذه القبلات .. والعناقات .. والغراميات .. والتحالفات .. والمواعيد الليلية .. وخلف الكواليس .. والأفتراءات .. والخيانات الزوجية.. وإنتشار اللقطاء بين ألأزقة وعلى جنبات الرصيف …!!


في بدايات الثورة الفلسطينية .. ، كان التنافس واضحا ..بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح .. وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكان هذا التنافس ظاهرة صحية إلى حد ما .. وتعبير ديمقراطي سليم .. ، لكسب وتأييد الشارع الفلسطيني لكل منهما .. ، وكانت شخصية كل من ياسر عرفات ود. جورج حبش قادرة على أن تلعب دور القائد والمُنظر لفلسفة الثورة والنضال الفلسطيني في تلك المرحلة .. ، وهذا ما أكسب الصراع التنافسي هالة من الصدق النضالي .. والذي شحن بدوره الشارع الفلسطيني بجرعة من الديمقراطية التعددية ، بالأضافة إلى إختلاف الدين لكل من الزعيمين ، والتي كانت تشكل عاملا ً إيجابيا لمفهوم التنوع الثقافي للقضية الفلسطينية ، وما كان جدير بالتقدير كذلك ، هو هذه الشريحة المُختلطة دينيا ً الداعمة والمؤيدة لكل من الزعمين وفلسفته الخاصّة في الصراع مع الغاصب . فلقد عملت فلسفة التنوع الديني لدى الشارع الفلسطيني عند المراقب العربي والدولى على ترسيخ مفهوم إنسانية القضية الفلسطينية .. وبُعدها الواضح عن التقوقع الديني وإنعكاساته السلبية . أضف إلى ذلك الكارزمة الثقافية وألأستقلالية لكل من الزعمين والتي أوجدت أرضية من الثبات لمشروعية النضال الفلسطيني وأهليته في ألأستمرار والنجاح ، وعدم ألأنجراف في متاهة التناقضات العربية وصراعاتها .. ، بل على العكس من ذلك ، فقد أحسنوا توظيف تلك الصراعات والتناقضات العربية بما يخدم مشروع النضال الفسطيني وشرعية وجوده .. ، لدرجة أن الزعامات العربية كانت تتسابق لأضفاء عليهم هذه الشرعية النضالية ..

ما نود قوله ، ونحن نقرأ حالنا اليوم .. ، شتان ما بين الأمس واليوم .. !، الزعامات الفلسطينية اليوم أصبحت أداة عربية ودولية .. ومكينة تفريخ للصراعات الدينية .. ، وحلقة مُعيبة من حلقات الصراعات العربية والأقليمية .. ، والتنافس بين هذه القيادات وصل إلى حد التخوين والأقتتال .. ، وفلسطين القضية أصبحت مادة سياسية لأضفاء هالة الزعامة وترسيخ مرض “ألأنا” داخل النفوس ..!!.

كلمة أخيرة نقولها لشعبنا الفلسطيني المسؤول الحقيقي عن تصحيح هذا الأعوجاج ..، لا تساهم في ضياع قضيتك .. وتجرأ على نفسك في محاسبة أخطاء مسؤوليك .. ، ولا تؤيدهم في صراعاتهم وإصطفافاتهم المقيتة .. ، فأنت السيد وصاحب الحق الشرعي في القرار ولو أوهموك بغير ذلك ..!