المقالات

مشروع تقسيم سوريا ( يوك )

مشروع تقسيم سوريا ( يوك )

عماد العيسى

قرار تقسيم الوطن العربي والاسلامي قديم جديد , فمن المعروف انه قرار امريكي صهيوني غربي بامتياز , وتجسد ذلك عندما سنحت الفرصة والتوقيت المناسب من وجهة نظر معدي تلك المشاريع , فكان ما كان من خلال ما جرى تحت مسمى الحراك العربي والنتيجة , دمار الحجر والبشر بكل معانيه , رغم احقية الشعوب بالحرية والعيش الكريم ورفع الظلم اينما وجد , لذلك نرى ان هذا المشروع نجح ولو بشكل جزئي في بعض الدول ومنها العراق على سبيل المثال , اما ليبيا فحدث ولا حرج فيكفيك التقسيم العشائري الذي انتج دويلات صغيرة متناحرة , اما في اليمن فالمحاولات جادة لتقسيم تلك الجنة التي اوجدها الله على الارض , الى يمن جنوبي ويمن شمالي , اما الهدف الاسمى ان صح التعبير بالنسبة للمشروع الصهيوامريكي فهو ( تقسيم سوريا ) وهذا ما تم العمل عليه بكل القوة الممكنة ان كانت عسكرية من خلال سيطرة المجموعات المسلحة على العديد من المناطق واهمها اجزاء من مدينة حلب اضافة الى ريفها بالكامل , ناهيك عن الحدود الاردنية في منطقة درعا والمحيط وصولا الى دير الزور والحدود العراقية , اما الحدود مع الجولان المحتل فلا تسأل الا عن المستشفيات المشرعة لعلاج الجرحى من الثوار الكتبة , ويجب عدم نسيان معسكرات التدريب المفتوحة في تلك المنطقة وما تتلقاه من عتاد وسلاح دون حدود .

بالعودة الى حلب وريفها فكان من المفترض ان تكون تلك المنطقة الجغرافية بداية تقسيم سوريا بشكل فعلي ولكن , ما جرى في الايام الاخيرة من تقدم للجيش السوري وحلفائه في الريف الشمالي والشرقي وصولا الى الحدود التركية افشل ذلك المشروع التقسيمي بشكل واضح للعيان , فحلب هي العاصمة الاقتصادية للجمهورية العربية السورية واستعادتها الى حضن الوطن يمنع تقسيم سوريا , فيكفي ان تلك المدينة وريفها تضم العدد الاكبر من المذهب الاسلامي السني وبقائها تحت حماية الجيش النظامي سيكسر تلك الهالة التي وضعت خلال السنوات الماضية من عمر الحرب الكونية في سوريا , وكلنا يذكر ان تركيا حاولت جاهدة لاقامة منطقة عازلة على الحدود وتحديدا الريفي الحلبي وهذا المشروع مدعوم من المملكة السعودية ان كان بالمال او بالسلاح ولقد انفق منه الكثير الكثير وطبعآ الحجة الاولى هي حماية ( آل السنة ) في سوريا والمخطط كان يقضي ان تكون حلب البداية وتتم الانطلاقة بأتجاه حمص وصولا الى دمشق لتشكيل تلك الدولة السنية المزعومة, صمود الجيش السوري بمساندة من حزب الله والجمهورية الاسلامية الايرانية ومؤخرآ روسيا كان الرادع الاول لذلك المشروع , لذلك فانني اعتقد ان السيطرة على الريف الآذقاني اضافة الى الريف الحلبي وحكمآ مدينة حلب بشكل كامل سيفتح الطريق للسيطرة على باقي الارياف في ادلب وحماه , وبعد ذلك ستتوجه الانظار الى دمشق وغوطتها وهناك معركة كبرى تنتظر في الاسابيع القليلة القادمة وستكون حاسمة ايضآ , ومن المفترض ان تتم السيطرة على معظم المناطق بأستثناء الرقة عاصمة الداعشية الفعلية حتى اليوم , والتي من المفترض ان تكون المعركة الاخيرة وبذلك يكون الجيش السوري وحلفاءه في راحة منتظرة بعد عناء , طبعآ هذا الكلام بحاجة لوقت ليس بقليل , ولكن من المتوقع ان يكون النصف الثاني من هذا العام بداية الحل السياسي في سوريا وسيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على دستور جديد ( لمن يبقى من المعارضة المقبولة وينخرط بشكل جدي في المفاوضات ) ولا يذيب الحديد الا النار , وبنفس الوقت لا يطفيء النار الا الماء .

مقالات ذات صلة