الشتات الفلسطيني

مسيرات العودة 2011 .. معرض صور في قاعة الشهيد خالد علوان برعاية حردان

برعاية رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، وإحياءً للذكرى الـ 65 للنكبة، افتتحت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» معرضاً لصورٍ فوتوغرافية التقطت في مسيرات العودة، التي زحف فيها آلاف الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين نحو «حدود» الأرض المحتلة في أيار من عام 2011، محاولين كسر غطرسة العدو «الإسرائيلي».

المعرض الذي أقيم في قاعة الشهيد خالد علوان ـ البريستول ـ بيروت، حضر افتتاحه المستشار السياسي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت مسعود صابري، خالد عبادي ممثّلاً السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، وفد مركزي من الحزب القومي ضمّ نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، عميد الشؤون الفلسطينية هملقارت عطايا، العميد معن حمية، مروان عبد العال عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ناصر الأسعد ممثلاً حركة فتح، المسؤول الإعلامي في حركة فتح ـ الانتفاضة أبو نبيل، قاسم العينا ممثلاً «بيت أطفال الصمود»، رئيس «تيار وحدة لبنان» راجي الحليم، علي فيصل ممثلاً الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ثائر الحكيم ممثلاً «الرابطة الأهلية»، غازي حسن ممثلاً «منظمة الصاعقة»، أبو أشرف ممثلاً حركة الجهاد الإسلامي، محمد القاسم ممثّلاً «هيئة الإغاثة النرويجية»، علي الخطيب ممثلاً «رابطة أهالي مخيم النبطية»، رئيس «تيار المقاومة اللبنانية» جميل ظاهر، أبو وائل الزيز ممثلاً «جبهة التحرير الفلسطينية»، وفد من قيادة إقليم لبنان في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة برئاسة أبو عماد رامز، إضافة إلى قادة المناطق، وفد من منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت في «القومي»، وفد من اتحاد الطلبة السوريين في لبنان، إضافة إلى حشد من أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان، وممثلين عن وسائل إعلامية، ومهتمين.

بعد قصّ شريط الافتتاح، وجولة في أرجاء المعرض، ألقيت كلمات عديدة في المناسبة، أجمعت كلّها على التشبّث بفلسطين، وعدم التفريط بأي شبر من أراضيها.

أبو عماد رامز

كلمة «القيادة العامة» ألقاها أبو عماد رامز، وجاء فيها: «من هنا، من قاعة الشهيد خالد علوان، من قاعة المقاوم الذي أكّد للعدو الصهيوني عندما احتل بيروت عام 1982 أن لا مكان له في هذه العاصمة، عاصمة المقاومين والوطنيين. من قاعة الذي أرعب وقتئذ ذلك العدو بفعل الرصاصات القومية، وتوّج الرصاص بانسحاب «الإسرائيليين» من بيروت حينذاك، نؤكّد أنّ عملية «الويمبي»، تلتها انتصارات الشعبين الفلسطيني واللبناني، فاندحر العدو من الجنوب اللبناني، وبدأ المشروع الصهيوني يواجه مشكلة حقيقية تتهدّد وجوده، وما عمق هذه المشكلة لديه، سوى الانتفاضات المتصاعدة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني. ولعلّ مسيرات العودة في أيار عام 2011، خير دليل على أن هذا الشعب متمسّك بأرضه من البحر إلى النهر».

وأضاف: «إن الدماء التي سالت في أيار 2011 قرب الأراضي المحتلة، هي التي أثبتت إصرار الفلسطينيين على العودة، وما زاد الاثبات قوةً، اندفاع الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني واللبناني والسوري في مارون الراس والجولان، مقتحمين «الحدود»، فسقط منهم الشهداء والجرحى».

وأشار إلى أن هذا المعرض، وفي الذكرى الـ65 لنكبة الشعب الفلسطيني، يؤكد أن تراكم النضال والتضحيات التي يقدّمها الشعب الفلسطيني، حوّل هذه الذكرى إلى مزيد من الإصرار على حق العودة إلى الديار والتمسّك بهذا الحق».

وأضاف: «إن المشاريع والاتفاقيات والتنازلات الزاحفة كلّها باتجاه ما يسمى بالتسوية السياسية والمفاوضات العبثية، لن تؤثر على إرادة الانتصار الموجودة لدى الفلسطينيين. وإن احتفالات شعبنا هذا العام في الوطن والشتات، تؤكد يوماً بعد آخر على الإيمان بالعودة».

وشدّد أبو عماد على «أنّ ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيّرات كبرى تحت ما يسمى بـ«الربيع العربي»، لن يقودنا إلى تقديم المزيد من التنازلات إلى أيّ كان أمام القضية الفلسطينية، ومن هذه القاعة، نؤكد أننا ماضون في مشروع المقاومة حتى التحرير».

مهنّا

بدوره، ألقى مهنا كلمة حردان، واستذكر قول باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية الزعيم أنطون سعاده في مفهوم النكبات، حيث قال: «قد تنزلوا إلى النكبات، ولكن النكبة الكبرى هي إذا ما فعلت النكبة في إرادتنا وحوّلتنا من رجال أقوياء إلى رجال ضعفاء».

وأضاف: «هذا ما لم يحدث أبداً، لأننا أمة حيّة، ولسنا كما نعتتنا السفاحة الصهيونية «غولدا مائير» بأننا أمة نائمة. نحن أمة حيّة، بشعبها، بشهدائها، بأطفالها، بشبابها، بمقاوميها وأسراها، حية بامتشاقها سلاح العزّ في كلّ ساح، تواجه فيه عدوّاً، وكنّا قد أقسمنا يميناً بأن نحرّر الأرض مهما طال الزمن من رجس اغتصابها، لأنّ فلسطين أو الجولان أو ما بقي من أرض لبنان تحت نير الاحتلال، قطعة لا تتجزأ من قيمنا ووجداننا ومن عقيدتنا وهويتنا ومن وحدة مصيرنا القومي».

وتابع مهنا: «ننظر إلى هذه اللوحات المعبّرة التي تطالعنا عبر كلّ حدود وعبر أسلاك شائكة وعبر خنادق، نرى فيها شعبنا أجيالاً بعد أجيال، ونرى شباباً يزحف نحو فلسطين من أجل فلسطين، لأن فلسطين هي جوهر الانتماء القومي لا للفلسطينيّ فحسب، بل لكلّ قوميّ في سوريا وفي العالم العربي».

وشدّد على أن فلسطين تختصر هذا الزمن الذي، وإن تقادم، نتذكره ونلتزم بما أقسمنا عليه نحن السوريين القوميين الاجتماعيين، «أقسمنا أولاً كما أوصانا سعاده بألّا ننسى فلسطين، حين قال، «اذكروا فلسطين»».

وأردف: «في هذا اليوم، الذي يصادف يوم عار، يوم السابع عشر من أيار، ذكرى الاتفاق المشؤوم، الذي نربطه بالنكبة، لأن هناك قسماً من شعبنا ارتضى أن يتخلى عن فلسطين، أن يستسلم للعدوّ، أن يساوم على الحقوق القومية. نقول أننا قاومنا اتفاق الذلّ والعار وأسقطناه في مهده، وسنبقى نقاوم حتى التحرير والنصر».

وتساءل: «ما معنى هذا النضال القومي؟ من خالد علوان المقاوم الأول الذي سطّر عملية بطولية حرَّرت وجه بيروت وأعادت لها هويتها وكراماتها حتى الشهيد الأخير من شهدائها؟ نحن في هذا اليوم اذ نستذكره. نستذكر فئة ظنّت أنها يمكن أن تسلّم للعدو على حساب الهوية والكرامة والحقوق، فإذا بالمقاومة بتلاوينها ومذاهبها كلها، أسقطت هذه الفئة والاتفاقات التي عقدتها والتي كانت تنوي من ورائها تأسيس عزل لبنان وتحييده عن الالتزام بالقضية القومية عبر بوابة فلسطين، وها هي هذه الفئات تعود لتطرح نظرية تحييد لبنان من جديد، عن ماذا يريدون تحييد لبنان؟ أنحيّده عن عدوّ غاصب محتل يحتل فلسطين وجزء من أرضنا في لبنان والجولان؟ أنحيّد لبنان عن هذا العدو الذي يخترق مياهنا وينتهك سماءنا ويعتدي على سورية في غارةٍ تؤكد أن وحدة المصير واحدة لا تتجزأ؟ للذين يطرحون فكرة تحييد لبنان، نقول لهم أن هذه الفكرة ماتت في مهدها كما مات اتفاق 17 أيار».

وأكّد مهنا «أننا في ذكرى النكبة، نرى أن خيار المقاومة ما زال هو الخيار الذي يحدد الهوية والالتزام في المرحلة السياسية المقبلة». كما أوضح معنى الكلام الذي أعلن فيه الرئيس بشار الأسد أن سورية انتقلت من دولة ممانعة إلى دولة مقاومة، قائلاً: «أليس هذا في المنظار الاستراتيجي والتاريخي في منظور التحوّلات، جهد أساسي وقوة أساسية ومدماك أساسي من أجل التحرير وحق العودة؟».

وأشار إلى أن هذا القرار الاستراتيجي سيرتّب مرحلة من الصراع، مرحلة من القتال، مرحلة من الصمود والكفاح تجعلنا نستبشر خيراً بأن هذه الأمة لا تركع، وأنها لا تنسى، وأنها مصممة على حقها في التحرير والعودة.

وختم مهنا كلمته مؤكداً أن «الحزب السوري القومي الاجتماعي سيبقى عابراً للحدود المصطنعة التي أريدَ من ورائها أن تكون قبوساً لقوّة الأمة ونحن نريدها أن تكون قلاعاً تتحصّن بها الأمة من أجل حقنا القومي».

عطايا

من جهته، رحّب عطايا بـ«رفاق الدرب في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة»، معتبراً أنّ «وحدة النضال والمقاومة، هي صناعة علاقة تاريخية نعيد تأكيدها عبر سلسلة من النشاطات المشتركة».

وقال: «في هذا المعرض اليوم (أمس)، تأكيد على أن شعبنا لم ولن يفقد مسار بندقيته ومرامي وجدانه، وأنّ فلسطين ستبقى رغم أنف العدو حاضرة في عقول شيوخنا وشبابنا وأطفالنا وفكرهم ونضالهم، وهذا هو التعبير الأمثل عن أن شعلة المقاومة في بلادنا ستظلّ منارةً تهدي الأمم»

مسيرات العودة 2011 .. معرض صور في قاعة الشهيد خالد علوان برعاية حردان

18-05-2013
أحمد فخرالدين

مقالات ذات صلة