المقالات

بين كماشة دول الارهاب والافتاء ومشيخات التمويل والاستعلاء

بين كماشة دول الارهاب والافتاء ومشيخات التمويل والاستعلاء

د. راضي الشعيبي

منذ قرون عديدة بدءا بالاحتلال الاستعماري العثماني الظلامي الاجرامي ورفع علم الامبراطورة التركية على الوطن العربي, وحكم سلطانها الجائر الدكتاتوري المجرم السفاح جمال باشا, التي تداعت وأفلت شمسها بعد الهزيمة النكراء التي أكالها لها وأذاقها وأذلها حلفاء الشر والعدوان والاستعمار والحقد الفرنسي البريطاني, ومرورا بحكمهماالطاغي المستبد الظالم لبلاد الشام , ينوء كاهل الأغلبية من مجتماعاتنا العربية والاسلامية تحت حكم حفنة من الدكتاتوريين المستعربين, العملاء والأجراء والجهلاء من مشايخ وأمراء. شرذمة طاغية وظالمة فاسدة ومفسدة ومستبدة أدت الى معاناة شعبنا على مختلف ألوانه وأطيافه وأعماره من قهر سياسي عميق الجذور, وامتهان واحتقار متواصل ومنظم لكرامة الانسان وفساد اقتصادي نتاج حتمي للفساد السياسي بألوانه المختلفة بدعم من حملة الأقلام المرتزقة والألسنة المأجورة الملوثة والمباخر الصحفية الذين يمولهم شيوخ وأثرياء النفط الذين انهارت عندهم المعايير الأخلاقية الاجتماعية والسياسية والانسانية. تفردوا بالمناصب والمكاسب وجلبوا لمجتماعاتنا العريقة الأصل كل الشرور والذيول التي نعاني منها اليوم من تلوث أخلاقي واقتصادي وسياسي فادح في أرض وهواء وأجواء منطقتنا العربية والاسلامية .لقد غدوا هم وحاشياتهم من السماسرة والمافيا والمطبلين والمزمرين والمهرجين والجرارين من ألد أعداء أمتينا. تملكوا بالترعيب والترهيب والسطو أرض الوطن الكبير بما في باطنها من ثروات وما عليها من بشر وخيرات ونعمات, صادروا الحريات وداسوا على الكرامات وخانوا الأمانات واشتروا العمامات المرتزقة لاصدار الفتاوات¸ عطلوا القوانين واضطهدوا المواطنين ونزعوا عنهم الهوية ليحولونهم الى تابعين ومستخدمين ومستأجرين. أصبحوا يتنافسون اليوم فيما بينهم باليخوت والطائرات وجمال وعدد العاهرات وأشكال وأنواع الخمور والمخدرات.

كونوا الجيوش لحماية العروش والشركات القابضة للقروش ,أثاروا وأهبوا عاصفة الصحراء لتدمير العراق العربي الأبي خدمة للكيان الصهيوني اليهودي الاسرائيلي المحتل لفلسطين العربية التاريخية وقدس الاسراء والمعراج اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين التي تهود اليوم أمام بصرهم, وأقاموا القواعد العسكرية الاحتلالية العملاقة وتراسانات أسلحة الدمار الشامل وأوكار المخابرات الموسادية والأمريكية ليضمنوا سلامة عروشهم وهيمنتهم لأنهم عالمون ومتأكدون أن الشعب كرب العباد يمهل ولا يهمل. استقدموا ملايين الأيادي العاملة الأجنبية التي لا تربطنا بها لا لغة ولا دين ولاثقافة ولا عادات ولا جغرافيا بهدف طمس اللغة العربية لسان القرآن ولغة العبادة والثقافة العربية والاسلامية. بينما هناك مئات الملايين من الأيدي العاملة العربية المؤهلة التي تعاني من البطالة في السودان العربي ومصر الكنانة والأمة وأبناء بلاد الشام مصدري الحضارة والثقافة الى العالم أجمع, أهل الشهامة والاباء والعزة فأصبحت اليوم لغة الطاغوت والكفر والالحاد (اللغة الانكليزية) هي الدارجة للتعامل فأصبح المواطن العربي يشعر بالغربة في نفس وطنه.

اختطفوا الجامعة العربية بأموالهم السوداء كنفطهم وقلوبهم وضمائرهم وهشاشىة ايمانهم, اشتروا المرتزقة من الحكام وبعض التيجان العريقة بالخيانة والعمالة للسيطرة على قراراتها وتغيير ميثاقها الذي من ضمن ثوابته القرار الصادر في عام 1950 والذي ينص ويقول: “لا يجوز لأي دولة من دول الجامعة العربية أن تتفاوض لعقد صلح منفرد أو أي اتفاق سياسي أو اقتصادي أو عسكري مع اسرائيل أو أن تعقد فعلا مثل هذا الصلح أو الاتفاق, وأن الدولة التي تقدمُ على ذلك تعتبر فورا منفصلة عن الجامعة العربية طبقا للمادة 18 من ميثاقها وأن على جميع الدول الأعضاء أن تتخذ تجاهها الاجراءات الآتية: قطع العلاقات السياسية والقنصلية معها, اغلاق الحدود المشتركة معها ووقف العلاقات الاقتصادية والمالية معها, ومنع أي اتصال مالي أو تعامل تجاري مباشرة أو بالواسطة مع رعاياها”.

وما نراه اليوم على ساحة الواقع والمشاهد أن هذه الفئة المستعربة المستبدة الخائنة لأماني وآمال الأمة العربية والاسلامية بقيادة خليجية سعودية قامت بعكس نص قرار الجامعة العربية بل جعلت أراضيها مسرحا ومرتعا لأجهزة المخابرات الموسادية والتنسيق معها وجعلت أسواقها منفذا للمنتوجات الاسرائيلية, كما كانت تجهز وتشارك في المؤامرة الدنيئة البذيئة للمشروع الأميركي – الصهيوني للشرق الأوسط الجديد الهادف الى تقطيع جغرافية العالم العربي من جديد الى كانتونات اتنية وطبقية وطائفية وبخاصة ضد دولة الصمود والمقاومة سوريا العروبة , القائدة لمحور المقاومة والكرامة العربية. كما انتزعت هذه الحفنة من أشباه الرجال الأنذال قرارا من الجامعة الحاوية لرؤوس التآمر بتجميد عضوية سوريا العروبة المقاومة وطلبت من الأعداء الصهيانية والأمريكيين والصليبيين شن حرب تدميرية دموية وحصار اقتصادي جائر ووحشي على سوريا الاباء قيادة وجيشا وشعبا.

بالاضافة الى ذلك قامت قطر وأخواتها التي استولت على مفهوم ومضمون ميثاق الجامعة العربية ومقوماتها وقراراتها ببناء جدار الارهاب الاسلامي السياسي التكفيري في الوطن العربي من المحيط الى الخليج مستخدمة أصحاب العقول العفنة والعمامات الزائفة التي تخفي تحتها طواقي نجمة داوود ثم تبعتها السعودية وأعضاء سرك مجلس التعاون الخليجي الذي كان من الأجدر والأولى والأصح أن يطلقوا عليه اسم سيرك مجلس التآمر والتخاذل الخليجي لايصال سقف هذا الجدار الارهابي الظلامي الوهابي الى السماء. لقد اتبعوا دوما واسترشدوا بمثلهم القائل: “اليوم خمر وغدا أمر” حينما تتعلق الأمور بشأن احتلال الكيان الصهيوني اليهودي العنصري لفلسطيننا العربية أو بشأن حروب هذا الكيان اللانسانية واللا أخلاقية التدميرية على غزة هاشم وأبناء شعبنا الفلسطيني العربي المناضل والشؤون العربية كاستسلاخ السودان:؟ أما اليوم فقد ايقظهم الأمر من سكرة الخمر لشدة رعبهم حيث امتد لهيب النار التي أشعلوها الى عقر ديارهم, فأحيوا فورا اتفاقية الدفاع المشترك التي عتعتت في أدراج الجامعة المصابة بالموت السريري, وقدموا مئات المليارات لبعض الدول العربية والاسلامية المحتاجة والتيجان العميلة الخائنة بعد أن اتخذوا وحدهم قرار القيام “بعاصفة الحزم ” على البلد العربي التقي المسلم اليمن السعيد.

أرسلوا خفافيشهم الجبانة المرتزقة الطائرة بأجنحة أميريكية والمقادة بأيد اسرائيلية صهيونية وبتوجيه وارشاد من الأقمار التجسسية الأميركية والاسرائيلية الحليفة لقصف وتدمير وحرق كل منشآت البنية التحتية وخاصة المرافق الانسانية والاجتماعية من دينية وصحية وتعليمية وخدمية ومواصلاتية واعلامية وسكنية وقتل الآلاف من أبناء اليمن العربي الاسلامي, أطفالا نساءا وشيوخا بصواريخ الحقد وقذائف الموت تكرارا للمشهد الدامي الليبي والعراقي والسوري.

هل هذه مهمة خادم الحرمين الشريفين بيتي الاسلام والمسلمين…!؟ وهل هكذا تصرف أموال المسلمين والعرب..!!؟؟ كلا وثم كلا فالحرمان الشريفان واولى القبلتين التي يهودها ويدنسها الصهاينة اليهود هم براء منه ومن اجرامهم وفسوقهم ومجونهم وفجورهم وانحرافهم لأنهم يقتلون الحياة ويريقون دماء الأبرياء ويغتصبون النساء, ونحن هنا كمسلمين حقيقيين نقول لهم عودوا الى صوابكم فديننا ان كنتم تجهلون هو دين التسامح والرحمة والرأفة والاحسان. يغضبون ويتوعدون حين نذكر ونسرد الوقائع والحقائق ونشكو الى الله تعالى أن يرفع عنا ظلم الحاكمين الجائرين فحسبنا الله ونعم الوكيل

فاسمعوا ووعوا قول الله تعالى: “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ,وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما “- سورة النساء 93-.

وقال سبحانه وتعالى:” من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ” – سورة المائدة 32—.

وقال سبحانه وتعالى:” والذين لا يدعون مع الله اله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا “- الفرقان -68-69.

وقال سبحانه وتعالى:” إذا دخل الملوك قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة “سورة النمل 34-.

وقال الله العلي القدير:” والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون”التوبة -34-35.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أكبر الكبائر الإشراك بالله, وقتل النفس وعقوق الوالدين”.

كما قال صلى الله عليه وسلم:” ما وجد في الميزان شيئ أثقل من الأخلاق”.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “كونوا دعاة للاسلام, قالوا: وكيف ياعمر؟ قال بالأخلاق”.

وقال علي كرم الله وجهه “إذا رأيت الظالم مستمرا في ظلمه فاعرف أن نهايته محتومة, وإن رأيت المظلوم مستمرا في مقاومته فاعرف أن انتصاره محتوم”.

كل هذه الآيات الكريمة والأقوال الفضيلة تثبت أن مفتيكم أعمى البصر والبصيرة لا يفقه من ركائز ومفهوم ومضمون القرآن دستور الاسلام والمسلمين.

وإننا أصبحنا على يقين والله أعلم العالمين أن هذه الحفنة من المشايخ المستعربة واصحاب التيجان المستبدين سيكونوا يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبا جهل وأبي بن خلف.

مقالات ذات صلة