الشتات الفلسطيني

فاجعة الغرق تنغص على الفلسطينيين عيدهم.. وعائلة دهشة تنعي غرقاها

نغصت فاجعة غرق وفقدان اكثر من مئتي لاجىء فلسطيني غالبيتهم من النساء والاطفال، خلال محاولة هجرتهم في مركب من المياه الاقليمية الليببية هرباً من ظروف الحرب وتدمير مخيماتهم في سوريا، على الفلسطينيين فرحتهم في عيد الاضحى المبارك، فألغت منظمة التحرير الفلسطينية كافة الاحتفالات.. حدادا واقتصرت على وضع اكاليل من الورد على اضرحة الشهداء، بينما اقيمت صلاة العيد موحدة في عين الحلوة تعبيرا عن الوحدة والتلاقي الفلسطيني.

فقد حل عيد الاضحى هذا العام حزينا على ابناء الشعب الفلسطيني في لبنان، اذ انه تزامن مع كارثة مفجعة، تمثلت بغرق ما لا يقل عن مئتي فلسطيني غالبيتهم من النساء والاطفال، قضوا غرقاً خلال هجرة من المياه الاقليمية الليبية، وقد عرف من بين الغرقى عائلة من ال دهشة، نعتهم بلدتا طيطبا والقباعة على أنهم “شهداء اللجوء والشتات، شهداء فلسطين” وعرف منهم ريم احمد خالد هشة، هبة احمد خالد دهشة (زوجة محمد مأمون العلي) وابنتيها سارة وناريمان، بينما عرف من المفقودين غادة محمود دهشة (زوجة احمد خالد دهشة) وشمس زوجة (شادي احمد جالد دهشة) وولديها احمد وغادة، وتقبلت العائلة التعازي في قاعة بلدة طيطبا وسط اجواء من الحزن والحداد.

وقال الشيخ اياد دهشة شقيق المفقودة غادة، لـ “صدى البلد”، ان نبأ الغرق نزل علينا كالصاعقة، ولكننا نؤمن بقضاء الله وقدره، لقد فروا من الموت الى الموت الاخر، مشيرا الى ان كل الاتصالات التي جرت الى الان لم تظهر مصير ما تبقى من افراد العائلة ومن بينهم شقيقتي غادة”، املا ان يتوقف نزيف النزوح والهجرة ويعيش الانسان الفلسطيني آمنا مطمئنا في مكانه المؤقت ريثما تتم العودة الى فلسطين”.

حداد المنظمة

وأعلنت “منظمة التحرير الفلسطينية” وحركة “فتح” في لبنان عن إلغاء كافة الاحتفالات الرسمية التي تقام في الأعياد والمناسبات الوطنية واعتذرت عن تقبل التهاني بمناسبة العيد في ظل أجواء الحداد العام التي عمّت ارجاء الوطن ومخيمات الشتات عقب الإعلان عن وفاة عشرات اللاجئين الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال، وتضامنا مع أبناء شعبنا الفلسطيني من اللاجئين الذين فروا من سوريا ولاقوا حتفهم غرقا في عرض البحر، والذين نحتسبهم عند الله شهداء.

واكدت انه في ظل اجواء الحداد والحزن التي تعم لبنان الشقيق حدادا على ارواح أشقائنا اللبنانيين الذي قضواغرقا قبل أيام قبالة الشواطئ الاندونيسية الاسترالية بحثا عن رزقهم وتكتفي قيادة المنظمة و”فتح” في لبنان بوضع اكاليل من الزهر على أضرحة الشهداء تخليدا لذكراهم الخالدة، معربة عن أسفها وبالغ حزنها على هذه الفاجعة الأليمة التي اودت بحياة عشرات اللاجئين الفلسطينيين وفقدان العشرات جراء غرق مركب قبالة السواحل الليبية، وتؤكد على حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، معتبرة إن هذه الفاجعة المؤلمة تظهر جليا أن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون مأساة حقيقية جراء الأزمة السورية وانعدام الأمن في المخيمات، ما يدفعهم للهرب والنزوح والهجرة تاركين كل شيء يملكونه، داعية السلطات الليبية لإجراء تحقيق للكشف عن ملابسات غرق المركب، كما وندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومؤتمر العالم الإسلامي لتحمل مسؤولياتهم تجاه أزمة النازحين الفلسطينيين من سرويا والعمل على توفير الايواء والمساعدة والحماية والأمن والعيش الكريم لهم.

مطالبة شاهد

وتابعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بقلق بالغ استمرار غرق القوارب التي تقل لاجئين فلسطينيين وسوريين في البحر المتوسط، كاشفة إن حوالي 15000 لاجئ فلسطيني يعيشون في مصر ظروفاً إنسانية بالغة السوء، داعية الدول المضيفة للاجئين عامة والفلسطينيين خاصة إلى احترام القواعد الدولية المتعلقة بحماية اللاجئين، فتوفر لهم الحماية القانونية والإنسانية ولا تقوم بترحيل أي شخص قد تكون حياته معرضة للخطر والمجتمع الدولي لا سيما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لبذل الجهود الجادة والحقيقية لتسوية الصراع في سوريا، وتأمين المساعدات اللازمة والكافية للاجئين وخفر السواحل، لا سيما سواحل الدول المطلة على البحر المتوسط، إلى عدم استخدام القوة المميتة لمنع الهجرة غير الشرعية بل البحث عن طرق انسانية أخرى منعاً لأي خطر قد يتعرض له هؤلاء اللاجئون وإلى فتح تحقيق شفاف ونزيه حول الادعاء باستخدام العنف الشديد والقوة المميتة من قبل السلطات المصرية والليبية والإيطالية.


فاجعة الغرق تنغص على الفلسطينيين عيدهم.. وعائلة دهشة تنعي غرقاها

18-10-2013
البلد| محمد دهشة

مقالات ذات صلة