الشتات الفلسطيني

“دير ياسين”.. 66 عاماً والجرح لا يندمل

القدس للأنباء- خاص

يصادف، اليوم الأربعاء، التاسع من نيسان، الذكرى الـ 66 لمجزرة دير ياسين الواقعة غربي القدس المحتلة، التي ذهب ضحيتها 360 شهيداً، معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال في مجزرة نفذتها عصابات “الأرغون” و”شتيرن” و”الهاغاناة” الصهيونية، في نيسان عام 1948، حيث نكلت هذه العصابات بجثث الضحايا بأبشع أنواع التعذيب، من أجل بث الرعب والخوف في قلوب أبناء شعبنا وأهلنا، لحملهم على الرحيل القسري عن أرضنا ليس فقط عن القرية بل عن كافة قرى ومدن فلسطين.

واليوم في هذه الذكرى الأليمة، لا زال الجرح الفلسطيني مفتوحاً على مصراعيه، وما زال الدم الفلسطيني ينزف بغزارة، ينزف على مذبح الحرية والعودة، رغم عربدة العدو الصهيوني وممارسته شتى أنواع الظلم بحق شعبنا من قتل وتدمير واستيطان وتهجير على كل شبر من أرض فلسطين.

وحول هذه المجزرة البشعة، استطلعت وكالة “القدس للأنباء” آراء الفلسطينيين في مخيمات الشتات، في التحقيق التالي:

مجزرة من أجل التهجير

يقول الفلسطيني حسن محمد خلف، من أبناء مخيم عين الحلوة: “لقد شهد شعبنا الفلسطيني عشرات المجازر، منذ استيلاء العصابات الصهيونية على أراضينا عام 1948. فقد ارتكبت عصابات “الهاغاناة” و”شتيرن” وجيش العدو الصهيوني أفظع المجازر التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وهجرت مئات الآلاف من منازلهم، وكان من أبرز تلك المجازر: دير ياسين، التي ارتكبها الصهاينة بحق أبناء شعبنا العُزَّل، مستخدمين الإرهاب والإجرام كوسيلة لحرمان شعبنا من حقه التاريخي، لكن أبناء الشعب الفلسطيني، بوعيهم وإرادة اﻹيمان، جعلوا هذا العدوان يفشل في نيل مراده، فحفروه في الذاكرة الفلسطينية، ليجسد معاني المقاومه والصمود، وليثبتوا أن المعادلة الصحيحة لا تتم إلا بتقديم الأرواح فداءً لفلسطين”.

التحرير بالمقاومة

وتقول وردة علي خليل، من أبناء مخيم عين الحلوة: “إن لمجزرة دير ياسين تأثير كبير في وجداننا، فلقد وضعتنا في المواجهة الدائمة مع العدو الصهيوني المحتل، الذي يجب علينا مقاومته حتى نسترد كامل حقوقنا المغتصبة منه، وأن حقوقنا ودماء شهدائنا لا تسترد إلا بمقاومة العدو، وضربه في عقر داره، وتكاتفنا يدًا واحدةً لمواجهته وصنع النصر”.

المجزرة وصمة عار

وأوضح بلال أبو جندل، من أبناء مخيم عين الحلوة: “أن مجزرة دير ياسين وصمة عار على جبين الجيوش العربية المتخاذلة. فالمجزرة جرح نازف لم يلتئم، وبداية لمسلسل الإجرام الذي انتهجه العدو الصهيوني الغاصب، للحد من عزيمة شعبنا الفلسطيني، لكنها زادتنا عزيمة وإصرارًا على التمسك بنهج المقاومة، التي تُعتبر الطريق الوحيد لتحرير أرضنا ومقدساتنا”.

إستمرار لنهج القتل

ورأى أبو ماهر، من أهالي مخيم الرشيدية: “أن في هذا الشهر مناسبات عديدة، والتي تحمل الكثير من تضحيات شعبنا، لكن ذكرى مجزرة دير ياسين، تركت آثارها من الإرهاب الصهيوني والعقلية الإجرامية والدموية لهذا الكيان الغاصب، الذي قام بتصفيات الآلاف من أهلنا البسطاء والقضاء على العفوية البالغة الإنسانية التي كانت قائمة”.

وقال: “تستمر بطولة شعبنا، وهنا أود أن أذكر معركة القسطل في 8/4/1948 وإستشهاد عبد القادر الحسيني، وغيرهم من الشهداء”..

هذا اليوم، هو إستمرار لنهج القتل الصهيوني، وهو إستمرار أيضًا للعطاء الفلسطيني، من أجل تحرير فلسطين، وطرد الإحتلال الغاصب”.

وأضاف أبو ماهر إن “السبيل لردع هذا العدو عن جرائمه التي يرتكبها بحق أبناء شعبنا يتطلب وعياً واحتياجات خاصة من الإعداد للقوة التي يهابها الإحتلال، فعلينا العمل والتركيز على ضرب أمنه، وهذا يبقيه في دائرة الإستنفار وعدم الراحة، بما يزعزع قواعده في الإستيطان، والتي هي من أهم ركائزه مما يؤدي ذلك إلى وقف زحفه المستمر، في ظل المفاوضات التي يجب أن تتوقف وتعيد الوحدة لقضيتنا برمتها، ويكون الرد على إستمرار إسرائيل باستنزاف قدرات شعبنا”.

مذبحة بكل ما للكلمة من معنى

ويقول أيمن الصفدي من أهالي الرشيدية: “لنكن واقعيين.. أولاً هي ليست مجرد مجزرة بل هي مذبحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى على يد قطعان “شتيرن” و”الآرغون” اليهوديتين بتوكيل وإسناد من الجيش الصهيوني آنذاك.. وللتاريخ عن قرية ياسين كانت قرية صغيرة جداً جدا والصهاينة كانوا يظنون أنها لن تقاومهم لأن اهلها عزّل حتى من السكين.. ولأن الشهيد عبد القادر الحسيني كان يلقنهم دروساً وعبر فقد أرادوا بمهاجمتها رفع معناويات الشعب اليهودي الحاقد على الأمة المحمدية بعد أن كانت معنوياتهم بالحضيض وتحقيق انتصارات مزعومه عبر بوقهم الاعلامي على الثورة العربية… وهناك أسباب أخرى منها انبطاح وتخاذل الحكومات العربية والإسلامية تجاه فلسطين وترك شعبها يقاوم بأسلحة بسيطه للغاية.. وهذا ما جعل الصهاينة يتمادون في المجازر والمذابح ضد شعبنا البسيط الآمن في بيته وأرضه”..

وأضاف الصفدي: “هذه المجزرة ستبقى وصمة عار في جبين الحكومات العربية الحالية والسابقة.. ولن يستطيع أحد محو هذه المذابح من ذاكرة كل فلسطيني وعربي مسلم شريف في هذا العالم… ولردع هذا العدو عن هذه الفظاعات علينا الاتحاد والاجتماع على قول الحق وإظهار القوة والإيمان عندنا والتلويح للعدو أننا أقوياء ولدينا الامكانيات لردعك كما فعل إخواننا المجاهدين في لبنان وفلسطين وأخص بالذكر إخواننا في حركة الجهاد الاسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس”.

ذكرى مأساوية

وأشار مدير موقع فلسطين للإعلام” عمَار عوض، من أهالي مخيم نهر البارد: “إلى أن المجزرة، هي ذكرى مأساوية للشعب الفلسطيني وتذكرنا بتاريخ النكبه وخروجنا من فلسطين تعلمنا، أن نبقى نزرع في الأجيال ماذا تعني المجازرة الإسرائيلية بحق شعبنا وبجب أن نعلم من يطالب بالهجرة ماذا فعلت الدوله الأوروبية بحق شعبنا، ولا يوجد تفاهم مع العدو غير بالمقاومة حتى التحرير”.

المفاوضات كذبة كبيرة

أما الحاج منير بدر، من أهالي مخيم نهر البارد، يقول: “هي بداية نكبة لشعب كامل بمؤامرة الملك عبد الله لأنهم لم يستطعوا إخراج الشعب من فلسطين بدون المجازر، وفي ذكرى هذه المجزر حان الوقت لتتوحد الفصائل لمقاومة الاحتلال، لأن المفاوضات كذبة كبيرة، وحول الفكر الصهيوني يقول هذ العدو يعتبر كل العالم خلق لخدمته، ومن هنا نعرف لماذا يرتكب هذا العدو المجازر، لأننا لم نخضع له، والمقاومة هي سبيل لردع هذا العدو”.

مقالات ذات صلة