الشتات الفلسطيني

الرفاعي: المبادرة الفلسطينية تحتاج إلى دعم لبناني

أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج أبو عماد الرفاعي، أن الفلسطينيين ليسوا جزءاً من صراعات المنطقة، وهناك من يريد زجّهم فيها، ليتحولوا من مدافعين عن حقوقهم ووجودهم، إلى جزء من الصراع الداخلي العربي، وهذا العمل يهدف إلى تشتيت وضرب الوجود الفلسطيني وحاضنته في لبنان، وأن المبادرة الفلسطينية جاءت تأسيساً لمرحلة جديدة، وتحتاجُ إلى دعمٍ لبنانيٍّ، عبر إعطاء الفلسطينيِّ حقه في العيش الكريم.

كلام الرفاعي جاء خلال احتفال حاشدٍ، نظمته حركة الجهاد الإسلامي في لبنان الأحد، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لملحمة جنين البطولية، في المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص، بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، وحشد كبير من أبناء المخيمات الفلسطينية.

وقال الرفاعي: “منذ 12 سنة كانت جنين على موعد مع النصر والكرامة، التي سجّل فيها شعبنا أروع ملاحم البطولة، بأبطال لا يملكون إلا القليل من السلاح، والكثير من الإرادة والعزيمة والصبر، والإيمان بعدالة القضية.

ولفت إلى أن “ملحمة جنين لم تكن حكراً على أبناء الجهاد الإسلامي، بل كانت لكل القوى والفصائل الفلسطينية، التي كانت تعيش لحمة ووحدة وطنيةً على كل المستويات السياسية والعسكرية، ما جعل العدو الصهيونيَّ يستشعر بالخطر”، مضيفاً “قد يتساءل البعض لماذا تحيي حركة الجهاد الإسلامي ذكرى معركة جنين كل عام؟ وهل الشعب الفلسطيني لم يخض معركة بحجم هذه المعركة؟ نحن نقول بأن شعبنا خاض الكثير من أمثالها، واستطاع أن يهزم العدو ويكسر إرادته، فجنين كانت كابوساً للعدو الصهيوني، وقد خرَّجت 70% من الاستشهاديين في قلب الكيان الصهيوني الغاصب، والملحمة البطولية لم تنتهِ إلا بعد نفاد الذخيرة، وأبت أن تنتهي إلا بعد إلحاق الهزيمة بالكيان، وإسقاط 25 من نخبة جيشه”.

وحول المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والجانب الصهيوني، قال الرفاعي: “ما تمارسه السياسة الأمريكية اليوم من فرض تسوية على الشعب الفلسطيني، وإرغام السلطة الفلسطينية على توقيع اتفاق مذل، يسقط حق شعبنا في العودة إلى فلسطين، ويكرس يهودية الدولة، والاستيطان والتهويد في المدينة المقدسة، من خلال ما يمارسه العدو الصهيوني في باحات المسجد الأقصى، ليتقاسم الفلسطيني مع الصهاينة المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا، تمهيدًا لتدميره، وهذه السياسة لن تواجه الا بسياسة المقاومة، وهنا المسؤولية الأولى تقع على عاتق السلطة الفلسطينية لإعادة إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية، خاصة وأنها اقتنعت أخيرًا بأن سياسة التفاوض لن تحقق أي مكسبٍ لشعبنا”.

وتابع: “لا نقول من أن السلطة تعتقل فقط المجاهدين من أبناء حماس والجهاد والفصائل، بل تمارس دور حماية الأمن الصهيوني، وكنا قد تحدثنا مع الأخوة في حركة فتح الذين أكدوا أن هذه الإجراءات لا تمثل سياستهم، وطلبنا منهم أن يرفعوا صوتهم رافضين لهذه السياسة، لأنها لا تخدم الشعب الفلسطيني”.

بدوره قال مفتي منطقة صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله: “لطالما واجهنا التحديات، لكننا لن ننسى فلسطين ومقاومتها، التي استطاعت ردع الكيان والانتصار عليه في جولاتٍ عدة، ونحن نعيش اليوم ذكرى ملحمة جنين في مخيم من مخيمات لبنان، ونقول هناك عمل ممنهج لتهجير الفلسطيني من فلسطين ومحيطها. ومن هنا اشيد بالوثيقة التي وقعتها الفصائل الفلسطينية، وهي عبارة عن لغة جامعة للداخل اللبناني وخارجه، ونطالب كل القيادات السياسية في لبنان والدول العربية أن تبعد القضية السياسية والفلسطينية والمخيمات عن التجاذبات السياسية”.

من جهته قال رئيس تجمع علماء فلسطين د. حسين قاسم: ” نجتمع اليوم في هذه الذكرى الأليمة والسعيدة، أليمة لأن هناك مخيماً فلسطينياً قد دمّر بالكامل، وسعيدة لأن هذا اليوم أعاد للشعب الفلسطيني الهيبة والأمل بتجدد روح المقاومة والجهاد”.

مقالات ذات صلة